الرئيس تبون يتوجه برسالة إلى الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة

الرئيس تبون يتوجه برسالة إلى الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة

توجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون هذا الجمعة برسالة إلى أسرة الإعلام بمناسبة اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ22 أكتوبر من كل سنة.

وفيما نصها بالكامل:

“ونحن نحتفي باعتزاز، باليوم الوطني للصحافة في الـ22 أكتوبر تخليدًا لصدور أول عدد من جريدة ” الـمقاومة الجزائرية ” الناطقة باسم جبهة وجيش التحرير في نفس هذا اليوم من عام 1955، وبالذكرى الستين لبسط السيادة على الإذاعة والتلفزيون في الـ 28 أكتوبر سنة 1962، أُؤكد دعمَنا الكامل لنساء ورجال هذه الـمهنة النبيلة، وهم يؤدون بروح مهنية ووطنية الرسالة الـمنوطة بهم، ونُحيِّي جهودَهم في التَّصدِّي للحرب السبريانية الـمسعورة، التي يُنفذها بالأصالة أو بالوكالة مُحترفو الأكاذيب، حقدًا على الجزائر، التي إستعادَتْ دورَها الريادي على الصعيد الإقليمي والدولي، وسَعيًا منهم إلى التشويش والتضليل في هذه الـمرحلة من البناء الوطني، التي نَتوجَّهُ فيها لوضع أسس الإنعاش الاقتصادي والتنمية الـمستدامة في كنف الاستقرار والسَّكينة.

ويجدر في هذه الـمناسبة أن نُشيد بمستوى الوعيِّ الوطني لدى الأسرة الاعلامية، وهي تُواجه بحرفيةٍ عالية مُخطَّطات الترويج للمعلومات الـمغلوطة، والبروباغندا الـمُمَنهجة، الرامية إلى التَّعتيم على إنجازاتِ بلادنا، وقُدرتِـها على رفع التحديات وتحقيق النجاحات.

وإنَّني بهذه الـمناسبة أترحم على شهداء الواجب الوطني، الذينَ وَقَفُوا بشرفٍ وإباء في جَبْهَةِ مُقاومة الإرهاب وآلة الدَّمَار، التي استـهدفَتْ الدولة الوطنية ومؤسساتـها، مُنوِّهًا باخْتِيارِكم الـمُوفَّق لشعار ” ستينية الاستقلال، تحديات الأمس، تحديات اليوم”، عنوانًا للطبعة الثامنة لجائزة رئيس الجمهورية للصحفي الـمحترف، فهو يعبر عن العرفانَ لأجيالٍ من الإعلاميين الجزائريين الذين جَعَلوا من الكلمة والصورة والصوت سلاحًا للدفاع عن الجزائر، منذ الحركة الوطنية وإبَّان ثورة التحرير الـمجيدة .. وغداة الاستقلال.

وتمكينًا أكثر فأكثر للدور الـمحوري لقطاع الإعلام والاتصال في الـمجتمع، حَرصنا على تَرجمة الالتزامات التي تَعَهَّدنا بـها من خلال تكريس حرية التعبير والصحافة الـمكتوبة والسمعية البصرية والالكترونية في الدستور، وعَمِلنا على توسيع شبكات محطات البثِّ الاذاعي والتلفزي عبر كافة مناطق الوطن، ضمن مُقاربَةٍ شاملةٍ، تَرْمِي إلى تعزيز الإعلام وترقية الصحافة من خلال الشروع في إصلاحاتٍ تشريعية وتنظيمية، يُؤَسِّسُ لها القانونُ العضوي الجديد للإعلام، وقانون السمعي البصري، وقانون الصحافة الـمكتوبة والصحافة الالكترونية.

وإلى جانب التَّكفُّل الشامل بالـمنظومة القانونية، فإن الحكومة تَبْقَى مدعوةً إلى الاستمرار في تعزيزِ مَكاسب القطاع الـمادية والتقنية، وإيلاءِ الاعلام الجهوي والجواري اهتمامًا خاصًا باعتباره همزة وصل بين الساكنة والإدارة الـمحلية.

وفي هذه السانحة أَحُثُّ الحكومة على مُرافقة الـمحطَّات الاذاعية الـمستحدثة على مستوى الولايات الجديدة، ومُواصلةِ دَعمِ القنوات التلفزيونية الجديدة ومحطَّاتِ البثِّ التي تَمَّ وضْعُها حيِّز الخدمة، وأدعوها في نفس الوقت إلى الإسراعِ في استكمالِ إعداد النُّصوصِ القانونية ذات الصلة في الآجال الـمـعقولة، ويتعلَّقُ الأمر على الخصوص بالقانون العضوي للإعـلام، وقانون السمعي البصري، وقانون الصحافة الـمكتوبة، وقانون الصحافة الالكترونية.

مجددًا التقدير والعرفان لكم، أنتم نساء ورجال الإعلام والاتصال، وأنتم تُواصلون إثراءِ مُكتَسبات الإعلام الديمقراطي التَّعَدُّدي بإخلاصكم للوطن، ووفائكم لرسالة الشهداء، وغيرتكم على الجزائر الحرة السيدة، أتوجه إليكم بخالص التهاني، مُتمنيًا لكم النجاح في تجسيد تطلعاتنا إلى منظومة إعلاميةٍ مُؤثرة بمواصفاتِ الاحترافية والحداثة، تَخْدم الـمجتمع، وتُدافع عن مصالح الأمـة.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.”

اليوم الوطني للصحافة: تحول جوهري في ظل تكريس حرية الصحافة كمبدأ دستوري ثابت

اليوم الوطني للصحافة: تحول جوهري في ظل تكريس حرية الصحافة كمبدأ دستوري ثابت

الجزائر- تحيي الأسرة الإعلامية, غدا السبت, اليوم الوطني للصحافة, وهي تشهد التحول الجوهري الذي تعرفه المهنة في السنوات الأخيرة, في ظل تكريس حرية الصحافة كمبدأ دستوري ثابت يتم تجسيده حاليا من خلال إرساء منظومة قانونية متكاملة تعزز الاحترافية وتوازن بين الحرية والمسؤولية.

وتعيش الساحة الإعلامية مرحلة جديدة, تماشيا مع الحركية التي تعرفها كل القطاعات والتغير الجلي في أساليب التسيير وفي الذهنيات.

ولأجل ذلك, رافع رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, في العديد من المناسبات, من أجل تكريس حرية التعبير والصحافة ضمن مقاربة شاملة ترمي إلى إجراء إصلاحات تشريعية وتنظيمية, تتم ترجمتها حاليا عن طريق النصوص القانونية الخاصة بمشروع القانون العضوي للإعلام ومشروع قانون النشاط السمعي البصري وكذا مشروع الصحافة المكتوبة والإلكترونية.

وقد ظهر جليا الاهتمام الخاص الذي يوليه الرئيس تبون للإعلام من خلال حرصه على الالتقاء دوريا بممثلي وسائل الإعلام الوطنية وسعيه الدائم إلى ترقية أساليب ومضامين الاتصال المؤسساتي في سياق الالتزام بمهام الخدمة العمومية والصالح العام والاستجابة  لتطلعات المواطن وتكريس حقه في المعلومة الاحترافية.

وخلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء الشهر الماضي, أمر الرئيس تبون, عقب استعراضه لمشروع قانون الصحافة المكتوبة والإلكترونية بتنظيم أشمل لمجال الصحافة المكتوبة والإلكترونية لإبعادها عن كل أشكال الاستغلال, مؤكدا أن الآليات التي تضمنها النص القانوني تستند إلى منطق حماية الصحفيين وتهدف إلى النهوض بقطاع الإعلام.

وقبلها, كان رئيس الجمهورية قد اطلع على مشروع قانون نشاط السمعي البصري الذي أبرز أهميته ودوره في ترقية الممارسة الإعلامية في إطار حرية التعبير بالابتعاد عن الأساليب غير المهنية في نقل الواقع والتوجه نحو الاحترافية, مبرزا ضرورة تحديد معايير نوعية لترقية أداء وسائل الإعلام الوطنية وضمان استجابتها لمقتضيات الاحترافية.

كما أمر الحكومة باستحداث مجلس أعلى لأخلاقيات مهنة الصحافة يتولى البت في القضايا ذات الطابع المهني في كل التخصصات الإعلامية.

ويشدد رئيس الجمهورية في كل مرة على أهمية تعزيز ضمانات حماية حرية التعبير وتدقيق المفاهيم الخاصة بها, خاصة ما تعلق بمنح صفة الصحفي المحترف ومعايير ترقية جودة الخدمة الإعلامية وبناء خطاب إعلامي مسؤول, فضلا عن ضمان شفافية تمويل وسائل الإعلام.

وقد جعل الرئيس تبون من حرية الصحافة مبدأ ثابتا كرسه دستور 2020 الذي ينص على أن “حرية الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية مضمونة” ويشمل ذلك حرية تعبير وإبداع الصحفيين ومتعاوني الصحافة وحق الصحفي في الوصول إلى مصادر المعلومات في إطار احترام القانون والحق في حماية استقلالية الصحفي والسر المهني وفي إنشاء الصحف والنشريات بمجرد التصريح بذلك وكذا الحق في إنشاء قنوات تلفزيونية وإذاعية ومواقع وصحف إلكترونية ضمن شروط يحددها القانون.

وأقرت أحكام الدستور الحق في نشر الأخبار والأفكار والصور والآراء في إطار القانون واحترام ثوابت الأمة وقيمها الدينية والأخلاقية والثقافية ونصت على أنه “لا يمكن أن تخضع جنحة الصحافة لعقوبة سالبة للحرية ولا يمكن توقيف نشاط الصحف والنشريات والقنوات التلفزيونية والإذاعية والمواقع والصحف الإلكترونية إلا بمقتضى قرار قضائي”.

وبالمقابل، منعت ذات الأحكام استعمال حرية الصحافة للمساس بكرامة الغير وحرياتهم وحقوقهم, كما حظرت نشر خطاب التمييز والكراهية.

من جهة أخرى, يبرز الدعم المعنوي الذي يبديه الرئيس تبون للأسرة الإعلامية من خلال إشرافه شخصيا على حفل تتويج الصحفيين الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف الذي ينظم سنويا بمناسبة اليوم الوطني للصحافة.

وتهدف الجائزة إلى تشجيع وترقية الإنتاج الصحفي الوطني بكل أشكاله وتحفيز الإبداع والاحترافية في الصحافة الوطنية من خلال التأسيس لثقافة الاستحقاق ومكافأة أحسن الأعمال الصحفية المنجزة.

وكـالة الأنباء الجزائرية