الجزائر – يشهد الصالون الأول للتجارة والخدمات الالكترونية المنظم بقصر المعارض (الصنوبر البحري, الجزائر العاصمة), بين 20 و23 سبتمبر الجاري, إقبالا كبيرا للشباب المقاول والذين جاءوا من مختلف الولايات لاقتناء متاجر افتراضية.

ويقدم عدد هام من العارضين خدمة إنشاء متجر الكتروني لفائدة مختلف فئات التجار والمتعاملين الاقتصاديين مع ضمان المرافقة اللازمة لاسيما ما يتعلق بحلول الفوترة والدفع الالكتروني.

ويقبل الكثير من الزوار على أجنحة هؤلاء العارضين بشكل لافت للحصول على معلومات وافية للتمكن من بدأ نشاطهم في مجال التجارة الالكترونية.

وبالتقرب من الزوار المهتمين بهذه المنصات, تبين أن أغلبهم شباب مقاول, ينتمون لمختلف المهن, وتجار يسعون إلى استغلال شبكة الانترنت في الترويج لنشاطهم وتوسيع نطاقها وبالتالي وزيادة حجم مبيعاتهم.

وفي هذا الإطار, أكد رفيق وهو صاحب متجر لبيع مواد التجميل, في تصريح ل/وأج, أنه تنقل من ولاية الشلف خصيصا لزيارة المعرض بغرض الاطلاع على منصات التجارة الالكترونية, والاستفادة من خدماتها, وخوض هذه التجربة التي من شانها مضاعفة أرباحه.

وأضاف أن العديد من التجارب في وسطه التجاري, كانت “ناجحة جدا” في هذا المجال, وهو ما ساهم في دفعه نحو هذا النمط من التجارة.

من جهتها, جاءت سليمة المقيمة بالعاصمة خصيصا لهذا المعرض لإيجاد مزود خدمات في مجال إنشاء المتاجر الافتراضية.

وأوضحت سليمة وهي صاحبة متجر لبيع الألبسة التقليدية أن أختها قامت العام الماضي بالتعامل مع إحدى هذه المنصات, وهو ما شجعها على القدوم قصد الاطلاع عن قرب على مزايا كل واحدة منها واختيار الأنسب لها.

أما عبد الجليل فهو طبيب, جاء لزيارة المعرض بهدف ايجاد حلول تقنية للتعريف بعيادته الخاصة على نطاق واسع, مشيرا إلى أن هذه الزيارة سمحت له باكتشاف منصة خاصة بالأطباء والخدمات الطبية تسمح بإنشاء فضاء الكتروني للعيادة وبتنظيم مواعيد زيارة المرضى.

وإلى جانب المهنيين والتجار, يقوم بزيارة هذه الاجنحة عدد معتبر من الشباب البطال, والذي يرغبون في إطلاق نشاطهم التجاري الكترونيا.

وأوضح محمد, وهو متخرج من جامعة باب الزوار, أنه لم يتمكن بعد من إيجاد منصب عمل منذ تخرجه في 2020, وهو ما دفعه إلى التفكير في إنشاء مشروعه الخاص.

وعن الدوافع وراء الاهتمام بالتجارة الالكترونية, أكد هذا الشاب أن قلة التكاليف مع القدرة على الوصول إلى عدد كبير من الزبائن تجعل من التجارة الالكترونية أداة فعالة جدا في إطلاق المشاريع.

أما نجوى فترى أن الشباب يقضي ساعات طويلة يوميا على شبكة الانترنت, وبإمكانه استغلال هذا الوسيلة في كسب الأموال, شريطة إيجاد الفكرة المناسبة وعدم الوقوع في بعض الأخطاء وهو ما دفعها إلى اللجوء إلى مختصين في هذا المجال.

ولدى زيارة مختلف أجنحة الصالون, يجمع العارضون والزائرون أن افاق التجارة الالكترونية “جد واعدة” في الجزائر.

لكن الكثير من ممثلي المؤسسات المشاركة في المعرض, الذين التقتهم واج, أكدوا بأن تطور هذا النمط الجديد من التجارة مرهون بانتشار الدفع الالكتروني, والقضاء على إشكالية الثقة في التعاملات الافتراضية.

ويرى صاحب أحد المؤسسات الناشئة المشاركة والمختصة في إنشاء المواقع الالكترونية, نور الدين الواهج, أنه من الضروري اتخاذ خطوات لتشجيع الزبون على استعمال الدفع الالكتروني في جميع معاملاته, لاسيما عن طريق منحه مزايا معينة على غرار تخفيضات على المنتج في حالة استعمال البطاقة الالكترونية.

ودعا من جهته ممثل أحد الشركات العارضة, اسلام بن صايبي, إلى القيام بحملات تحسيسية مدروسة للتشجيع على استخدام وسائل الدفع الالكتروني, وهو أمر حتمي لازدهار التجارة الالكترونية.

وأضاف أن الثقة في التجارة الالكترونية يكون أيضا بدعم من الممارسات الجيدة للمتعاملين الاقتصاديين بالالتزام بتغيير المنتوج في حالة عدم استجابته لتطلعات الزبون أو إرجاع المبلغ المدفوع.

وفي هذا السياق, لفت ممثل أحد الشركات العارضة رياض خلافي, إلى أن الشباب أكثر استيعابا للتطورات التكنولوجية في مجال الدفع, بينما يصعب إقناع الزبائن الذين تفوق أعمارهم 40 سنة باستخدام هذه الوسائل الجديدة, مع أنها أكثر أمنا.

وكـالة الأنباء الجزائرية