العدوان على غزة: بالرغم من “الفيتو” الأمريكي، عزيمة الجزائر لن تكل حتى يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته

العدوان على غزة: بالرغم من “الفيتو” الأمريكي، عزيمة الجزائر لن تكل حتى يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته

أكدت الجزائر أن الإنتكاسة الجديدة التي شهدها العالم مرة أخرى أمس الثلاثاء بمجلس الأمن الدولي، إثر إستخدام الولايات المتحدة حق “الفيتو” في وجه وقف إبادة جماعية هي الأخطر في تاريخ فلسطين المحتلة، لن ينقص من عزيمتها في العودة مرة تلو الأخرى ودق باب المجلس حتى يتحمل مسؤولياته ويطالب بوقف إطلاق النار بغزة.

فقد نجحت الجزائر أمس في الحصول على التفاف واسع حول مشروع قرارها المطالب بوقف اطلاق النار, من خلال التصويت شبه الكلي لأعضاء مجلس الامن عليه, قبل ان تستخدم واشنطن حق النقض, والذي اعربت الجزائر عن أسفها حياله وأكدت أنه لن يحول دون مواصلتها حتى يتحمل المجلس لمسؤولياته بالدعوة الى وقف اطلاق النار.

و يشهد للجزائر أنها استهلت ولايتها بمجلس الأمن الدولي بالدفاع عن القضية الفلسطينية وفضح مجازر الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب إبادة جماعية يوميا منذ أزيد من أربعة أشهر وأكدت التزامها بالدفاع عن أصوات المقهورين, مثلما أعلنت في أكثر من مناسبة, ولن تكون هذه المرة استثناء لهذه السياسة بل ستزيد عزيمتها واصرارها من أجل احقاق الحق, حسبما اعاد التأكيد عليه أمس الثلاثاء الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة, عمار بن جامع, أمام مجلس الامن.

و في تعقيبه عن حق النقض “الفيتو” الذي رفعته الولايات المتحدة لرفض مشروع القرار الجزائري, أعرب السيد بن جامع عن أسفه لقرار الرفض, مؤكدا بأن “الجزائر لن تتوقف حتى يتحمل هذا المجلس كامل مسؤولياته ويدعو لوقف إطلاق النار”.

و من خلال تصريحات الديبلوماسي الجزائري, تأكد للعالم وللفلسطينيين بالخصوص, على أن الاعتراض على مشروع  قرار الجزائر وخذلان مجلس الامن لشعوب العالم في توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني وفي وضع حد للظلم المسلط عليه, لن يعفي مجلس الامن من القيام بمسؤولياته ولن يعفي المجموعة الدولية من واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل ولا يعفي سلطات الاحتلال من واجب تنفيذ التدابير التحفظية لمحكمة العدل الدولية.

و بعد فشله أمس وتفويته فرصة ثمينة لوقف سفك دماء الفلسطينيين, يكون مجلس الامن حكم عليهم بالموت وأعطى الضوء الاخضر للاحتلال لمواصلة جرائمه وابادته الجماعية بحقهم. فكيف يعقل أن يعيش العالم, رغم وجود منظمات دولية واقليمية تدافع عن حق الشعوب في الحرية وفي تقرير المصير والعيش بكرامة, مثل هذه المأساة التي ستظل فضاعتها نقطة سوداء في ذاكرة شعوب المعمورة لوقت طويل.

دعوات للإنخراط في جهود وقف إطلاق النار

ان الجزائر التي لطالما عملت جاهدة لوضع القضية الفلسطينية في أعلى سلم الأولويات الدولية, ستواصل باعتبارها ممثل المجموعة العربية والإفريقية بمجلس الأمن الدولي, مرافعاتها من أجل إنصاف القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وستعود من أجل دق أبواب مجلس الامن والمطالبة بوقف حمام الدم في فلسطين.

و ناشد السيد بن جامع بالمناسبة كل من يعرقل وقف إطلاق النار, بأن “يراجع حساباته, لأن القرارات الخاطئة اليوم ستحسم نتائجها غدا, بالعنف وعدم الاستقرار”.

و في ذات اليوم (الثلاثاء) الذي عرض فيه مشروع القرار الجزائري بمجلس الامن, دوت كلمة الجزائر أمام محكمة العدل الدولية اكدت فيها, تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, على أهمية الامتثال للقوانين الدولية المتعلقة بالاحتلال و فرض احترامها. كما طالبت بالعدالة للشعب الفلسطيني.

و سبق أن عملت الجزائر منذ تبوئها مقعدا كعضو غير دائم في مجلس الامن في الفاتح يناير الفارط, من أجل  الدفاع عن القضية الفلسطينية.

فبمبادرة من الجزائر, اعتمد أعضاء مجلس الامن الدولي, نهاية يناير الماضي بالإجماع مشروع بيان صحفي بادرت به البعثة الدائمة للجزائر بنيويورك, يشدد على الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بغزة في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة جراء العدوان الغاشم للمحتل الصهيوني.

كما عقد المجلس, نهاية يناير, اجتماعا طارئا, تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية, و بغية إعطاء صبغة تنفيذية لقرار محكمة العدل الدولية, فيما يخص الاجراءات المؤقتة المفروضة على الاحتلال الصهيوني بخصوص عدوانه على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.

كما اغتنمت الجزائر الدورة العادية ال37 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي لدعوة الدول الإفريقية لدعم القضية الفلسطينية من خلال المساهمة في الجهود الدبلوماسية الدولية. وفي هذا الاطار, أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, السيد أحمد عطاف, الذي شارك في هذه الدورة, ممثلا لرئيس الجمهورية, على أن القضية الفلسطينية تجتاز أخطر مراحلها التاريخية على الإطلاق, في خضم تسارع الاحتلال الصهيوني في تنفيذ مخططه الرامي لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني ووأد حل الدولتين وإحياء مشروع إسرائيل الكبرى.

و كان اللقاء فرصة دعت فيها الجزائر سائر الدول الإفريقية الشقيقة إلى التحضير من الآن للمرحلة الآتية والمتمثلة في المبادرة بطرح ترشح دولة فلسطين للعضوية الكاملة على هيئات الأمم المتحدة المعنية بهذا الموضوع التاريخي.

تواصل ردود الفعل الدولية المستنكرة ل”الفيتو” الأمريكي ضد مشروع قرار الجزائر حول وقف إطلاق نار “فوري” في غزة

تواصل ردود الفعل الدولية المستنكرة ل”الفيتو” الأمريكي ضد مشروع قرار الجزائر حول وقف إطلاق نار “فوري” في غزة

 تواصلت يوم الأربعاء ردود الفعل الدولية المستنكرة لإستخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، أمام مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر ودعت فيه لوقف إطلاق نار “فوري” في قطاع غزة، ما حال دون تمريره، مطالبة بضرورة حفظ الأمن والسلم الدوليين بمصداقية ودون إزدواجية في المعايير.

و أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية, أحمد أبو الغيط, عن أسفه الشديد كون هذه هي المرة الثالثة منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة التي تتدخل فيها الولايات المتحدة لإفشال مشروع قرار يهدف إلى وقف إطلاق النار, بما يشير بوضوح إلى مسؤوليتها السياسية والأخلاقية عن استمرار عدوان الكيان الصهيوني على القطاع.

و قال إن “المواقف الأمريكية تقلل من مصداقية المنظومة الأممية وتعزز من حالة الشلل التي تشهدها الأمم المتحدة, الأمر الذي يوفر غطاء سياسيا للاحتلال الصهيوني لمواصلة العدوان في ظل عجز دولي عن إيقافه الجرائم الشنيعة التي ترتكب كل يوم بحق المدنيين الفلسطينيين”.

بدوره, أعرب البرلمان العربي عن أسفه الشديد لنقض مشروع القرار الذي يدعو إلى الوقف “الفوري” لإطلاق النار في قطاع غزة ومحيطها, محذرا من خطورة إبقاء الوضع على ما هو عليه و الاتجاه به نحو التصعيد دون تحريك ساكن من المجتمع الدولي ومجلس الأمن والانصياع لآلة الحرب الصهيونية.

و شدد على أن “استمرار المجازر الوحشية في قطاع غزة هو وصمة عار في جبين الإنسانية”, مطالبا المجتمع الدولي ب”تحمل مسئولياته لوقف نزيف الدم الفلسطيني”.

من جهتها, أكدت وزارة الخارجية السعودية أن هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إصلاح مجلس الأمن, للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين بمصداقية ودون ازدواجية في المعايير.

و حذرت المملكة من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها وتصاعد العمليات العسكرية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين ولا تخدم أي جهود تدعو إلى الحوار والحل السلمي للقضية الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة.

بدورها, أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أسفها الشديد لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار, مؤكدة أن ذلك ينعكس سلبا على دور مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

و جددت المنظمة مطالبتها المجتمع الدولي خصوصا مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

في هذا الاطار, قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها, أن العدوان الغاشم المستمر على غزة يفضح مرة تلو الأخرى ازدواجية المعايير وتباين مواقف المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب الممنهجة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الشقيق, لاسيما الأطفال والنساء, كما يفضح عدم اكتراثه بالأوضاع الإنسانية المأساوية في القطاع.

كما استنكرت العديد من الدول على غرار الاردن و مصر و سلطنة عمان و الكويت بشدة على ما يمثله المشهد الدولي من إنتقائية و إزدواجية في معايير التعامل مع الحروب والنزاعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم, الأمر الذي بات يشكك في مصداقية قواعد وآليات عمل المنظومة الدولية الراهنة, لاسيما مجلس الأمن الموكل إليه مسؤولية منع وتسوية النزاعات ووقف الحروب.

و رغم المطالب الدولية الداعية لوقف لإطلاق النار على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر الماضي إلا أن الكيان الصهيوني يواصل عدوانه الهمجي على القطاع  لليوم ال 138 على التوالي, حيث نفذ في أقل من 24 ساعة, 11 مجزرة راح ضحيتها 118 شهيدا و 163 جريحا.

و منذ السابع أكتوبر من العام الماضي, يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا مدمرا على قطاع غزة خلف 29 ألفا و313 شهيدا و69 ألفا و333 مصابا وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة وتسبب بنزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص, وفق بيانات صادرة عن السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

انطلاق فعاليات الصالون الجزائري للعقار بالجزائر العاصمة

انطلاق فعاليات الصالون الجزائري للعقار بالجزائر العاصمة

تنطلق اليوم الاربعاء فعاليات الصالون الجزائري للعقار ” دي زاد إيمو”, بقصر المعارض بالجزائر العاصمة, بمشاركة ما لا يقل عن 40 عارض, حسبما أفاد به بيان للمنظمين.

ويستمر هذا المعرض المنظم على مساحة مقدرة ب 1000م مربع إلى غاية السبت القادم, حيث سيجمع على مدار أربع ايام عدة مؤسسات متخصصة في مجال العقار, ومرقيين عقاريين, وشركات تأمين, وبنوك من أجل تقديم عروضهم المتعلقة بالتمويل العقاري, الى جانب مكاتب للدراسات الهندسية ومكاتب قانونية.

و”تعد هذه التظاهرة فضاء للقاء وتبادل الخبرات بين مختلف المهنيين في قطاع العقار والسكن وتوجيه وإرشاد الزبون, كما تركز على تشجيع القدرات الجزائرية في هذا المجال والابتكار”, حسب المنظمين.

وينتظر المنظمون استقبال أكثر من 30 ألف زائر لهذا المعرض, خاصة من الفئة التي تبحث عن عروض مغرية من اجل اقتناء منزل أو إيجاد قروض أو حتى تامين لمنازلها.

ويتضمن برنامج التظاهرة ندوات يقدمها خبراء في المجال حول عدة مواضيع من بينها النزعات العقارية, المنازل الذكية, مساهمة الذكاء الاصطناعي في التحكم في المنازل عن بعد, يوضح البيان.

كما سيتم على هامش الصالون تنظيم لقاءات عمل ثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين الناشطين في مجال السكن والعقار وذلك بهدف تشجيع الشراكة, وفقا لنفس المصدر.

إحباط محاولات إدخال كميات ضخمة من المخدرات عبر الحدود (وزارة الدفاع)

إحباط محاولات إدخال كميات ضخمة من المخدرات عبر الحدود (وزارة الدفاع)

الجزائر- تمكنت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبين بالتنسيق مع مختلف مصالح الأمن خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 20 فبراير الجاري، من إحباط محاولات إدخال كميات ضخمة من المخدرات عبر الحدود مع المغرب، حسب حصيلة عملياتية أوردتها يوم الأربعاء وزارة الدفاع الوطني.

و أوضح نفس المصدر أنه “في سياق الجهود المتواصلة المبذولة في مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة بكل أشكالها, نفذت وحدات و مفارز للجيش الوطني الشعبي, خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 20 فبراير 2024, عديد العمليات التي أسفرت عن نتائج نوعية تعكس مدى الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين لقواتنا المسلحة في كامل التراب الوطني”.

ففي إطار مكافحة الإرهاب, “أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي عنصري (2) دعم للجماعات الإرهابية خلال عمليتين منفصلتين عبر التراب الوطني, في حين تمكنت مفرزة أخرى من كشف وتدمير مخبأين للجماعات الإرهابية و 5 قنابل تقليدية الصنع وأغراض أخرى خلال عملية بحث وتفتيش بتيسمسيلت”.

و في إطار “محاربة الجريمة المنظمة ومواصلة للجهود الحثيثة الهادفة إلى التصدي لآفة الاتجار بالمخدرات ببلادنا, أوقفت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي, بالتنسيق مع مختلف مصالح الأمن خلال عمليات عبر النواحي العسكرية, 35 تاجر مخدرات وأحبطت محاولات إدخال كميات ضخمة من المخدرات عبر الحدود مع المغرب, تقدر بـ59.304 كيلوغرام من الكوكايين و15 قنطار و32 كيلوغرام من الكيف المعالج بالإضافة إلى 88644 قرص مهلوس”.

و بكل من تمنراست وبرج باجي مختار وإن قزام وجانت, “أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي 286 شخصا وضبطت 45 مركبة و120 مولدا كهربائيا و62 مطرقة ضغط, بالإضافة إلى كميات من المتفجرات ومعدات تفجير وتجهيزات تستعمل في عمليات التنقيب غير المشروع عن الذهب”.

كما تم “توقيف 45 شخصا آخر وضبط مسدسين رشاشين من نوع كلاشنيكوف و22 بندقية صيد ومسدس واحد آلي و27112 لتر من الوقود و91 طنا من المواد الغذائية الموجهة للتهريب والمضاربة و20 قنطارا من مادة التبغ و6760 وحدة من مختلف المشروبات, وهذا خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني”.

من جهة أخرى، تمكن حراس السواحل من “إحباط محاولات هجرة غير شرعية بالسواحل الوطنية لـ50 شخصا كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع فيما تم توقيف 384 مهاجرا غير شرعي من جنسيات مختلفة عبر التراب الوطني”.

مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينماتوغرافية يتناسب مع السياسة العامة للدولة الجزائرية من الناحية الاقتصادية

مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينماتوغرافية يتناسب مع السياسة العامة للدولة الجزائرية من الناحية الاقتصادية

أكدت وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, أن مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينماتوغرافية يهدف ل “إرساء منظومة تشريعية, تتناسب مع السياسة العامة للدولة من الناحية الاقتصادية, والتي تقوم على تشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات الحيوية بما فيها الثقافة”.

وخلال عرضها لفحوى مشروع القانون, في جلسة عامة أمام نواب المجلس الشعبي الوطني, أبرزت السيدة مولوجي أن هذا المشروع يهدف ل “إرساء منظومة تشريعية مناسبة لتأطير ممارسة النشاطات الإنتاجية والخدماتية المتصلة بالصناعة السينماتوغرافية”, حيث يتضمن “أحكاما تنص على الطابع الصناعي للسينما, وذلك في إطار المقاربة الاقتصادية الجديدة للثقافة التي تقوم على أساس تطوير وترقية الصناعات الثقافية باستقطاب رؤوس الأموال في هذا المجال والتي بدورها تساهم في خلق مناصب شغل”.

وأضافت أن مشروع هذا القانون “ينسجم مع الأهداف المثلى للسياسة العامة للدولة من الناحية الاقتصادية, ويحمل على تشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات الحيوية, ومنها الصناعات الثقافية وفي مقدمتها الصناعة السينماتوغرافية”, كما أنه يهدف إلى “الانتقال بالسينما من نشاط كما هو مكرس في قانون السينما رقم 11 – 03 المؤرخ في 17 فبراير 2011 إلى قطاع صناعي وتجاري ذي بعد اقتصادي بامتياز”.

كما أشارت الوزيرة إلى أن مشروع هذا القانون هو أيضا “تنفيذ لأحد التزامات السيد رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, الذي ينص صراحة على ضرورة تطوير الصناعة السينماتوغرافية من خلال حوافز وتدابير جذابة لصالح المنتجين لأول مرة, والعمل من أجل توفير الظروف الملائمة والفعالة لإطلاق صناعة سينماتوغرافية حقيقية تقوم على تحفيز الاستثمار وتحرير المبادرات لجعل الجزائر قطبا للإنتاج والتصوير السينمائي على المستويين الإقليمي والدولي, والسعي لخلق بيئة مواتية لظهور ونمو المواهب الفنية”.

وفيما يتعلق بقاعات السينما, فقد أكدت الوزيرة بأن قطاعها “يعمل حاليا وبالتنسيق مع الجماعات المحلية ومصالح أملاك الدولة على جرد هذه الفضاءات التابعة للبلديات بهدف استرجاعها وإسناد تسييرها لوزارة الثقافة والفنون”, مشيرة إلى أنه “تم إحصاء 279 قاعة, منها 87 تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون”, لافتة إلى أن رئيس الجمهورية “أسدى تعليمات بخصوص إعادة تأهيل هذه القاعات المهملة وتخصيص التمويل اللازم لإعادة البريق لها”.

وبخصوص تمويل المشاريع السينمائية باعتبارها مسألة “أساسية” و”جوهرية” في إنتاج الأفلام, أشارت السيدة مولوجي أيضا إلى تعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة ب  “تعزيز الميزانية الموجهة للسينما”, حيث يعمل حاليا قطاعها مع وزارة المالية على “النظر في إمكانية إعادة بعث صندوق دعم السينما والفنون الذي أغلق في أواخر 2021”.

وبخصوص الابداع الفكري, أكدت الوزيرة أن الدستور الجزائري “رسخ حرية الابداع الفكري بكل أبعاده, بما فيها الفنية”, وهو المفهوم -تضيف الوزيرة- الذي كرسه مؤخرا المرسوم الرئاسي المتضمن القانون الأساسي للفنان .

وكانت السيدة مولوجي قد قدمت عرضا مفصلا عن أهم ما تضمنه مشروع هذا القانون من أحكام عامة وضوابط رئيسة لممارسة النشاط السينمائي وممارسة النشاطات المتعلقة بالصناعة السينماتوغرافية والتي تشمل نشاطات الإنتاج والإنتاج المشترك والتوزيع والاستغلال والاستيراد وتصدير الأفلام السينمائية وكذا ممارسة النشاطات المتعلقة بالخدمات السينمائية وكل ما يتعلق بتأشيرات الاستغلال السينمائي.

ومن جهتها, أوردت لجنة الثقافة والاتصال والسياحة في تقريرها, الذي قرأته أمام الوزيرة وكذا نواب البرلمان, أن مشروع هذا القانون “جاء من أجل تثمين كل ما يمكن أن يساهم في دفع حركية الصناعة السينماتوغرافية في البلاد”, خاصة وأنها “أصبحت اليوم بكل فروعها قادرة على استقطاب الاستثمارات, وفتح المجال أمام الشباب لإبراز طاقاتهم الفنية والمقاولاتية, وتنشيط الحركة السياحية بالترويج للوجهة السياحية الجزائرية”.

كما عاد التقرير إلى النقاشات المستفيضة التي جمعت أعضاء لجنة الثقافة والاتصال والسياحة بممثلي وزارة الثقافة والفنون, حيث خلصت اللجنة إلى “إثراء مشروع هذا القانون بإدراج مجموعة من التعديلات سواء من حيث الشكل أو من حيث المضمون”, وذلك من أجل “ضمان استقامة المعنى في أحكامه ووضوحها وتكريس المصطلحات الفنية والقانونية”, ومن أجل “تعزيز الأحكام والتدابير الواردة فيه, وضمان تحقيقه الأهداف المتوخاة من إعداده, لاسيما تلك التي تكرس المبادئ الدستورية في حماية الثوابت الوطنية والحفاظ على المال العام, أو بالنسبة للأحكام التي تساهم في دفع عجلة الصناعة السينماتوغرافية والاستثمار فيها عبر الضمانات والمزايا التي يقترحها مشروع هذا القانون ويضمنها التشريع الجزائري في هذا المجال عموما”.

ومن جهتهم, استعرض نواب المجلس الشعبي الوطني, بمختلف كتلهم البرلمانية, وجهات نظرهم واقتراحاتهم بخصوص مشروع هذا القانون حيث نوهوا بداية بمجهودات السيد رئيس الجمهورية لبعث الصناعة السينماتوغرافية, مؤكدين بأنه مشروع قانون “طموح” يوضح الإجراءات القانونية لكيفية تنظيم هذا المجال الإبداعي السينمائي وتنظيم العمل فيه “بعيدا عن الدخلاء”, داعيين إلى “ضرورة تطبيقه على أرض الواقع”.

وقد سجل المتدخلون جملة من الانشغالات متعلقة أساسا بتأخر عرض بعض الأفلام السينمائية وعدم الانطلاق في إنتاج أخرى, وضرورة أيضا استرجاع قاعات السينما من الجماعات المحلية وفتح المجال لاستثمارها واستغلالها فنيا وثقافيا أمام الخواص.

كما تمحورت مداخلات أخرى حول مرافقة وتمويل المشاريع السينمائية, وتوزيع وعرض الأفلام التي تم إنجازها, وحرية الابداع الفكري دون المساس بالثوابت الوطنية والمرجعية الدينية للدولة الجزائرية, ومرافقة المهنيين في مجال التكوين, وتشجيع الشراكة مع الأجانب في مشاريع سينمائية وغيرها.