الجزائر- اكدت النساء الحاضرات بقوة في الطبعة ال19 من الصالون الدولي للمرأة “ايف 2023”, المنظم منذ يوم الخميس الماضي بقصر المعارض (الصنوبر البحري), على ضرورة الحفاظ على التقاليد العريقة و ترقية المنتجات المحلية الاصيلة.

و شكلت مستحضرات التجميل و النظافة المصنعة من النباتات و الزيوت الطبيعية, و الحلي و الألبسة التقليدية اهم المنتجات المعروضة في اجنحة هذا الصالون الذي ينظمه مركز التجارة العالمية-الجزائر, الى غاية 8 مارس الجاري, على شرف النساء بمناسبة يومهن العالمي.

في هذا الصدد, اكدت فاطمة ذات 39 سنة, “على الرغم من تطور التجارة الالكترونية و دور الشبكات الاجتماعية في ترقية و تسويق الصناعات التقليدية الجزائرية, الا ان الصالونات تظل بالنسبة لنا واجهة حقيقية لعرض منتجاتنا و التعريف بأنفسنا لدى الجمهور الواسع”.

و قد قررت هذه الشابة المهندسة في الاعلام الالي, ان تتحول الى حرفية تقليدية بعد ميلاد طفلها الثالث, حيث قالت في هذا السياق, “لقد فكرت في نشاط يسمح لي بكسب لقمة العيش مع البقاء في البيت, و عليه فقد اجريت تربصات و تكوينات في مجال صناعة الصابون و مستحضرات التجميل الطبيعية”.

و اضافت, اني وجدته مجالا “مثيرا للاهتمام”, لان الناس اصبحوا اكثر وعيا بإيجابيات المنتجات الطبيعية, حيث قالت في هذا الخصوص ان “هناك عودة قوية الى الوصفات الطبيعية التي كانت تستعملها جداتنا في سابق الازمان”, مشيرة في ذات السياق الى صابون دزاير الشهير المصنوع من زيت الزيتون, و اقنعة التنظيف او أيضا المراهم و اقنعة التجميل بأحجار النيلة.

و اشارت فاطمة كذلك, الى دور النساء الحرفيات في ترقية المنتجات الايكولوجية و تثمين الموارد الطبيعية التي تزخر بها البلاد.

و عرضت علينا مجموعتها التي تتضمن أنواعا من الصابون المصنوع من حليب ماعز غرداية و قشور البرتقال او أيضا تفل القهوة المجفف و مرهم الاستحمام المصنوع من الاعشاب و الزيوت الأساسية”.

اما امينة, التي تمثل احدى علامات مستحضرات التجميل الطبيعية, فقد اشارت الى رغبتها في تثمين المنتجات الجزائرية المحلية الاصيلة و ادامة العادات العريقة على غرار تقطير ازهار البرتقال و الورود.

و يعرف جناحها العامر بشتى أنواع المستحضرات من زجاجات الزيوت العطرية من مختلف الروائح (النعناع و الخزامى و اكليل الجبل و الكاليتوس), اقبالا كبيرا من عشاق المنتجات الطبيعية و المستحضرات المضادة لتساقط الشعر و مزيلات الروائح و كريمات خالية من البارابين فضلا عن مواد اخرى متنوعة موجهة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية للمواد الكيميائية.

و تابعت تقول ذات الحرفية, انه “باستثناء زبدة الشيا و الكاكاو التي تستوردها من بلدان افريقية, فان جميع هذه المنتجات مصنعة بمواد أولية محلية”, مشيرة الى الزيوت المحلية و المواد العسلية التي يوفرها النحالون الجزائريون و المنتجات الغابية.

اما فيما يخص تسويق منتجاتها, فقد اكدت امينة ان اكبر المبيعات تتم بشكل عام في فصل الصيف عند قدوم الجزائريين المقيمين بالخارج “الذين يسهمون بشكل كبير في ترقية المنتوج التقليدي الجزائري”.

افاق واعدة للتصدير

و هي وجهة النظر التي تشاطرها هدى, التي تشهد على تطور هذه التجارة خلال السنوات الاخيرة.

و تسعى هذه الكيمائية, التي وجدت ضالتها في صناعة منتوجات العناية الجسدية و مستحضرات التجميل الطبيعية, الى ولوج مرحلة التصدير.

و اضافت ان “الفكرة قد راودتها عندما شاركت في معرض للصناعات التقليدية بإيطاليا, حيث ابدى الزوار اهتمامهم بمنتوجاتي التي اعتبروها ذات نوعية ممتازة”.

كما اشارت الى قدرتها على دخول الاسواق الغربية بمواد ذات أسعار مقبولة مقارنة بالأسعار المطبقة في تلك الاسواق, التي تعرف طلبا كبيرا على المنتجات الطبيعية.

و قد قامت هدى, بإجراءات حماية علامتها من خلال تسجيلها على مستوى المعهد الجزائري للملكية الصناعية, كما انها تنوي تصديقها حتى تتمكن من تصديرها.

اما بجناح الالبسة, فتوجد امال, التي استطاعت انتاج تصميماتها و هي بصدد التعامل مع عديد الطرازات والخياطات, حيث اكدت في هذا السياق, “ان المتعاونين معي هن عادة نساء ماكثات بالبيت يتمتعن بمهارات كبيرة و الذين يفضلون العمل في بيوتهن”, وقد اختصت مصممة الازياء هاته في صناعة فساتين داخلية مستوحاة من الازياء التقليدية.

اما بجناح الحلي و المجوهرات, فقد اكدت شهرزاد الحرفية التقليدية في صناعة الحلي بالأحجار الكريمة, ان “هناك طلب كبير على الحلي التقليدية سيما المخبل (عقد مصنوع من احجار الجوهر), و خيط الروح (سلسلة من الذهب مرصع بالأحجار الكريمة تضعها النساء العاصميات على رؤوسهن), الا انه و بالنظر الى غلاء الذهب, فان هذا العقد التقليدي الشهير اصبح يصنع من البرونز و استبدلت احجاره الكريمة بالكريستال الزجاجي”.

و قد تحولت مصممة الازياء الاربعينية هاته التي تبرع في ترصيع الازياء التقليدية بالأحجار الكريمة, الى حرفية في صناعة الحلي و المجوهرات عبر تكثيف الدورات التكوينية في مدارس خاصة مما مكنها من اكتساب التقنيات اللازمة و أسس صناعة الحلي.

و هو الفن الذي تنوي ان تتركه الى مساعداتها المتعطشات للتعلم و الانطلاق في هذا الفن الذي يتطلب الدقة و المهارة.

وكـالة الأنباء الجزائرية