وهران – أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله اليوم السبت بوهران أن السلوكات الأخلاقية و الحضارية التي بشر بها القرآن الكريم تجلت في معاملات الشخصيات الإسلامية التي كان قدوتها الرسول محمد صلى الله عليه و سلم.

و قال السيد غلام الله في كلمة افتتاحية للمؤتمر الدولي حول “السلوك الحضاري:

وعي فعل و تعايش” الذي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى بالمسجد القطب “عبد الحميد ابن باديس” بوهران  ان الشخصيات الاسلامية في مختلف العصور عكست من خلال معاملاتها مع غيرها من المسلمين و غير المسلمين السلوكات الأخلاقية و الحضارية التي بشر بها القرآن الكريم.

و سرد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أمثلة عن السلوكات الحضارية التي كان يتعامل بها نبي الإسلام سواء مع المسلمين مثلما فعل عندما آخى بين المهاجرين و الأنصار في تضامن عجيب لم يسبق له مثيل في أي ديانة أخرى و غير المسلمين حين مرت أمامه جنازة لرجل يهودي فقام احتراما للمتوفي رغم أنه كان ينتمي لطائفة ناوأت المسلمين و تعاونت مع أعدائهم.

و أشار الوزير الأسبق للشؤون الدينية و الأوقاف إلى أن “من المسلمين المتأخرين ممن تميز بالسلوك الحضاري القويم الأمير عبد القادر الذي أبهر الغرب بدفاعه عن المسيحيين عندما تعرضوا للعدوان بسوريا في القرن التاسع عشر و عندما طلب من الكنيسة أن تعين راهبا ليتكفل بالجوانب الدينية لحياة الأسرى المسيحيين الذين سقطوا بيد الأمير و الذين كان يطلق سراحهم إذا لم تتوفر له المؤونة لإعاشتهم”.

و ذكر السيد غلام الله بأن المجلس الإسلامي الأعلى إختار موضوع السلوك الحضاري لمؤتمره الدولي الحالي لعلاقته المباشرة بحياة المجتمع و دور السلوك السوي في بناء مجتمع قوي يحس بالمسؤولية اتجاه أفراده و اتجاه الآخرين.

و أشار رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عبد القادر بوعرفة من جهته إلى أن دراسة السلوك الحضاري هي محاولة ممارسة نقد الفعل (السلوك) بعد ما كان يقتصر على نقد العقل اي التصورات “لا سيما بعد أن ظهرت أزمات في السلوك البشري و أصبح السلوك اليومي للأفراد و الجماعات لا يتقيد بالقوانين و لا القيم و يتمرد على الأعراف و المواثيق الدولية و ينكر الفطرة السليمة”.

و أضاف أن “بروز النزعة الفردانية شكل منعرجا خطيرا في السلوك البشري و شاعت الكراهية و العنصرية و تفشى الفساد و الإفساد و تحولت القيم الأخلاقية إلى مفاهيم مناقضة للجوهر الأخلاقي ذاته”.

و من جهته أبرز والي ولاية وهران السعيد سعيود في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “دور السلوك الحضاري باعتباره سلوكا مدنيا للأفراد في الحفاظ على المجتمع و تنميته عبر اعتماد الروح الجماعية و التعايش السلمي و الموقف الإيجابي من المصلحة العامة”.

و تتواصل أشغال هذا المؤتمر الدولي الذي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى يومي الأحد و الإثنين بتقديم مجموعة من المداخلات لأساتذة و باحثين و مسؤولين عن مؤسسات دينية و علمية و ثقافية من عدد من البلدان العربية و الإسلامية و الأوروبية.

وكـالة الأنباء الجزائرية