تلمسان – اعتبر الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، اليوم الثلاثاء بتلمسان أن المغزى من الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم هو للتنويه بأن اللغتين العربية والأمازيغية تشكلان ثنائية لغوية تعبر عن حقيقة سوسيولوجية.

وجاء ذلك خلال إشراف السيد عصاد على انطلاق فعاليات الاحتفال المزدوج باليوم الدولي للغة الأم والأسبوع الإفريقي للغات من تنظيم المحافظة السامية للأمازيغية بحضور المستشار برئاسة الجمهورية مكلف بالتربية و التعليم العالي، نور الدين غوالي، ورئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، مريم شرفي، والأمين العام للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، محمد الأمين جعفري، والسلطات الولائية.

وأشار ذات المتحدث إلى أن “المغزى الذي نريده من الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم هو للتنويه بأن اللغتين العربية والأمازيغية تشكلان ثنائية لغوية تعبر عن حقيقة سوسيولوجية، وتشكل ثراء ثقافيا مميزا و عنصرا صلبا لتقوية اللحمة الوطنية”.

كما يعد – حسب السيد عصاد- “تأكيدا بالملموس لالتزام مؤسسات الدولة الجزائرية على تجسيد ما أقرته منظمة اليونسكو التي خصصت يوما عالميا تدافع من خلاله عن اللغة الأم لأنها تعتبرها حقا إنسانيا مشروعا لتحقيق التنمية البشرية وتطوير التعليم وإثراء الثقافة الإنسانية وذلك على أسس المحبة والتعاطف والتعايش والحوار البناء”.

وذكر أن “المسعى النبيل للمحافظة السامية للأمازيغية هو التكريس لأمازيغية جامعة في جزائر جديدة وواعدة الكل يتبناها ويعتز بها كلغة وطنية ورسمية كموروث مشترك ومكون أصيل يغذي أواصر الوحدة والتماسك الاجتماعي”.

وأكد نفس المسؤول أنه “لا بد علينا جميعا محاربة طرح إشكاليات لغة الأم والهوية في ثوب سياسي إيديولوجي وعلينا فرض اليقظة المسؤولة والدائمة في محاربة أفكار التطرف والتعصب وخطاب الكراهية”.

كما أبرز سي الهاشمي عصاد قائلا : “نعتز كأفارقة بهذا الانتماء والتنوع الثقافي والجغرافي وكل هذه المبررات كافية لتوضيح سبب انخراطنا التام في استراتيجية عمل الأكاديمية الافريقية للغات كنقطة اتصال لنمثل بلادنا ونترجم بحزم تلك التوصية التي تبناها الاتحاد الافريقي بمناسبة الدورة العادية الثالثة للجنة التقنية المختصة في قضايا الشباب والثقافة والرياضة المنعقدة بالجزائر شهر أكتوبر 2018 والمتضمنة الاحتفال بأسبوع اللغات الإفريقية”.

وللإشارة شهدت مراسم افتتاح هذه الفعاليات التي أقيمت بمركز الدراسات الأندلسية لتلمسان تكريم المدير العام السابق للحماية المدنية مصطفى لهبيري.

وكان الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية أشرف مساء أمس الاثنين، رفقة السلطات المحلية ضمن هذه الفعاليات، على تدشين واجهة المطار الدولي مصالي الحاج لتلمسان مدونة باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية.

ويتضمن البرنامج المسطر بمناسبة الاحتفال المزدوج باليوم الدولي للغة الأم والأسبوع الإفريقي للغات الذي يدوم يومين عدة نشاطات ثقافية ومعارض وندوة علمية ببلدية بني سنوس حول أهمية الاحتفال بهذه المناسبة وورشات عبر مؤسسات تربوية ببلديتي بني سنوس وبني بوسعيد حول كتابة السيناريو وإنجاز أفلام قصيرة وتقنيات التصوير الفوتوغرافي والتدوين بحرف التيفيناغ.

وبرمجت أيضا ورشة لفائدة الجمعيات الثقافية حول ترميم القصر القديم “أولاد مسعود” بقرية “تفسرة” (بلدية بني سنوس) بالتنسيق مع المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين لولاية تيميمون وورشة أخرى للكتابة والترجمة إلى جانب تنظيم خرجات سياحية لبعض المعالم الأثرية لولاية تلمسان لفائدة المشاركين.

وكـالة الأنباء الجزائرية