أكد اليوم الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل الدكتور لخميسي بزاز، بأن الوحدة الوطنية لعدد من دول منطقة الساحل أصبحت مستهدفة من قبل الكثير من القوى التي تحاول وضع سيناريوهات خطيرة تستهدف أمن واستقرار المنطقة، كما نوه كثيرا بدعوة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مؤخرا لتحقيق مصالحة وطنية جامعة في ليبيا، وهو ما يؤكد حسبه، إرادة الجزائر القوية بأن تكون عامل انفراج للأزمات في المنطقة.

الدكتور لخميسي بزاز لدى نزوله اليوم ضيفا على برنامج ضيف الدولية بإذاعة الجزائر الدولية، أكد بأن رابطة علماء الساحل لن تسمح لبعض الدعوات والأصوات البعيدة لاستهداف أمن وستقرار المنطقة، مشددا على دور العلماء والدعاة والأئمة في تعزيز الوحدة الوطنية، وضرورة إقامة علاقات جيدة بين هذه الدول، وتعزيز الروابط بين شعوبها، وهو الموضوع الذي كان محور المؤتمر ال17 للرابطة الذي تم تنظيمه بين ال 3 و 5 فيفري الجاري في نجامينا بدولة التشاد.

وفي رده على سؤال حول مخططات قوى الشر التي تعمل على تشويه صورة الجزائر لدى شعوب دول منطقة الساحل، طمأن ضيف الدولية، بأن شعوب المنطقة وعلمائها ودعاتها وأئمتها يكنون احتراما كبيرا للجزائر ويعترفون بفضلها عليهم على مدار عقود، وفي ذات الشأن، قال الدكتور لخميسي بزاز :”نريد من صوت العلماء الهادئ أن يصل إلى صناع القرار السياسي في دول المنطقة، وبأن نعلي قيم الحوار والسلم والتصالح بين المجتمعات”، مؤكدا بأن القادة الذين يرفضون العمل بهذه القيم هو أمر مرفوض، مضيفا:”دول الساحل من موريتانيا إلى النيجير ومالي وليبيا والتشاد، يلاحظون بأن الأثر الجزائري ملموس في الواقع من خلال بعض المشاريع التي جسدتها الجزائر هناك، ومن خلال المخيال الشعبي لشعوب المنطقة الذي لا يزال ينظر للجزائر بأنها مكة الثوار وصاحبة قيم التحرر والسلام والحوار والمصالحة الوطنية، وهذه المعالم لا يمكن أن تخفى على أحد، ولا يمكن لأي كان أن يخفي الأدوار التي قامت بها الجزائر اتجاه شعوب دول المنطقة.

وفي رده سؤال بشأن انسحاب السلطات الانقلابية في مالي من اتفاق السلم والمصالحة الموقع في الجزائر، قال بزاز لخميسي :” لاشك أن العلماء بعثوا برسالة واضحة وقوية من خلال المؤتمر ال 17 للرابطة، وهي أن هذه الدول بحاجة إلى أن تعزز أمنها المجتمعي من خلال إرساء قيم الحوار والسلم والمصالحة الوطنية ، و من الضروري تعزيز قيم التواصل والتعاون والتشاور بين دول ومجتمعات المنطقة”

واعتبر الدكتور لخميسي بزاز، “الحوار هو السبيل الوحيد الذي بإمكانه أن ينهي هذه النزاعات، ومن يعتمد على القوة، لاشك أن هذا قصور في النظر، فكل التجارب في العالم تثبت بأن مختلف الصدامات تنتهي إلى طاولة الحوار”.

وحذر لخميسي بعض القادة الذين يلجؤون للاستعانة بقوى أجنبية وجلب ميليشيات مسلحة إلى المنطقة قائلا:” هذا المنهج لا يمكنه أن يقود إلى أمن المنطقة ولا إلى استقرارها ولا إلى استقرار النظم السياسية لتلك الدول، واعتبرها مغامرة خطيرة جدا تستهدف وحدة الأوطان، و الانسجام المجتمعي فيها”، مضيفا:” بأن إحداث الخلل في البنية المجتمعية يعتبر مجازفة غير محمودة العواقب، لأن حالة السلم والأمن لا يمكن أن نعوضها بحالة الحرب، وتساءل لخميسي ماهو المشروع البديل الذي يعوض اتفاق السلم والمصالحة ” وفي تعليقه حول دعوة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الأشقاء في ليبيا لتحقيق مصالحة وطنية جامعة، يؤكد الدكتور لخميسي بزاز:” لاشك أن النداء الذي وجهه الرئيس إلى الإخوة في ليبيا يؤكد الموقف المبدئي للدولة الجزائرية بعدم التدخل في الشأن الداخلي لبلدان الجوار، ويؤكد على الإرادة القوية للجزائر لتكون عاملا للانفراج في هذه المنطقة ، خاصة في ليبيا التي انهكتها الأزمة على مدار 13 سنة، بسبب التدخلات الخارجية التي ساهمت بقوة في استمرار الانقسامات” مضيفا:” الجزائر من الدول القليلة جدا في المنطقة التي لا تتدخل بأي شكل من الأشكال في شؤون الاخر ، وتدعو دائما إلى المصالحة والحوار ، ورسالة الجزائر هي رسالة السلم والسلام والأمن والاستقرار”.

 الإذاعة الجزائرية