الجزائر – أكد سفير دولة فلسطين بالجزائر، فايز ابو عيطة، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، أن الجزائر، التي شهدت عام 1988 اعلان قيام دولة فلسطين، كانت دائما سندا حقيقيا للشعب الفلسطيني الذي لن يركع و لن يستكين للاحتلال الصهيوني حتى تحرير جميع اراضيه و اقامة دولته المستقلة.

وفي مداخلة له خلال منتدى الذاكرة، الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد وجريدة المجاهد، بمناسبة الذكرى ال35 لإعلان قيام دولة فلسطين بالجزائر، أبرز السفير الفلسطيني أن اعلان قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر “لم يأت صدفة او من فراغ بل جاء بعد تاريخ طويل من الدعم والمساندة”، قائلا: “الجزائر كانت سندا حقيقيا للشعب الفلسطيني ولم يكن لها اجندات خاصة ولم تستخدم الورقة الفلسطينية في يوم من الايام لحساباتها الشخصية”.

وأضاف: “اعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر كان يوما تاريخيا بامتياز”، مؤكدا انه شكل بداية دخول فلسطين الى بوابة الشرعية الدولية وتفعيل النضال السياسي والدبلوماسي على كل المستويات.

وتحدث السفير ابو عيطة مطولا عن الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، مشددا على أن ما يحدث الآن في قطاع غزة هو محاولة من الاحتلال لتكريس نكبة جديدة لا تختلف عن نكبة عام 1948.

وأوضح في السياق: “الاحتلال الصهيوني يعمل على تهجير الشعب الفلسطيني بشكل قسري، عن طريق ارتكاب جرائم غير مسبوقة”، منبها الى انه ومنذ بداية العدوان الغاشم، نزح اكثر من 2ر1 مليون فلسطيني من شمال غزة الى جنوبها حيث يتم منع كل شروط الحياة عنهم، لكن يستطرد بالقول: “الشعب الفلسطيني صامد ومتمسك بأرضه وسيرحل الاحتلال الصهيوني من فلسطين مثل ما رحل الاحتلال الفرنسي من الجزائر”.

وأردف يقول: “الشعب الفلسطيني هو المستهدف وصحيح ان المعركة تدور في غزة ولكن رحاها ايضا في الضفة الغربية، لأن الاحتلال يريد اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، لذا يقوم بإبادة جماعية وجرائم مكتملة الاركان”.

ويرى الدبلوماسي ذاته ان سبب جنون الكيان الصهيوني وما يقوم به من يسمى رئيس حكومة الاحتلال المجرم، “هو محاولة للتغطية على فشله في كل شيء وسيحاسب على جميع جرائمه” لأنه “يعيش على دماء الفلسطينيين”، مطالبا بتوفير الحماية الى شعب فلسطين ووقف هذا العدوان الجائر وهذا الخراب والدمار.
وخلص في الأخير الى انه ورغم قتامة المشهد والمعاناة الكبيرة، فإن الشعب الفلسطيني “لم يركع ولن يستسلم مهما كان حجم المؤامرات وسينتصر مهما طال الزمن أو قصر”.

وشدد المتدخلون في المنتدى على أهمية متابعة الكيان الصهيوني امام محكمة الجنايات الدولية ومحاكمة قادة الاحتلال، نظير هذه الجرائم.

كما تأسفوا لعجز المجتمع الدولي عن حماية الشعب الفلسطيني، وعدم قيام الدول العربية بخطوات “جدية” للضغط على الاحتلال من أجل وقف هذا العدوان، مشيدين بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الذي “تخطى كل الخطوط الحمراء”.

وبالمناسبة، قامت الجالية الفلسطينية بالجزائر بتكريم المجاهد ومناضل القضية الفلسطينية الحاج محمد الطاهر عبد السلام، بشجيرة زيتون، عرفانا بدوره الريادي في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة.