نشط العقيد الدكتور صالح أحمد بارودي محاضرة تاريخية بقصر الثقافة مفدي زكريا جاءت بعنوان
الأمير عبد القادر بالمغرب الأقصى … ووقف اطلاق النار1843-1847

وحضر المحاضرة حفيدة الأمير عبد القادر ،الأمينة العامة لمؤسسة الأمير عبد القادر وثلة من دكاترة وطلبة التاريخ ونخبة من رجال الثقافة والإعلام
تزامنت المحاضرة مع ذكرى النكسة ،ذكرى امضاء معاهدة الإستسلام الموافقة ليوم 23 ديسمبر 1847 أو ماسمى بمعاهدة لاموريسيير التي تقضي بوقف اطلاق النار بين الجانب الجزائري ممثلا بالأمير عبد القادر والجنرال لاموريسيار ممثلا عن الطرف الفرنسي.
“من يستسلم لفرنسا لا يخرج بعده من صلبه يحاربها في الجزائر وكل بلاد العرب”

واعترضت حفيدة الأمير حول مصطلح الإستسلام قائلة “من يستسلم لفرنسا لا يخرج بعدها من يحاربها في الجزائر وكل بلاد العرب” واستدلت بذلك على حفيده الأمير خالد الذي يعد أول من طرح مسألة الجزائر بمجلس الشيوخ الأمريكي والأمير عبد المالك الذي حارب فرنسا بالمغرب قبل عبد الكريم الخطابي والأمير علي باشا الذي حارب فرنسا بليبيا قبل عمر المختار والأمير عز الدين الذي استشهد ببيروت ، حتى أن عائلة الأمير خلال الحرب العالمية كانت باتصال مع الألمان ضد فرنسا.
الأمير عبد القادر هو مؤسس الدولة الجزائرية المعاصرة وكافح المستدمر الفرنسي لمدة 17 عاما
عرج الدكتور المحاضر إلى رحلة كفاح الأمير عبد القادر بن محي الدين الذي ينتهي نسبه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قائلا كافح الأمير عبد القادر فرنسا لمدة سبع عشر عاما باحتساب عامين تحت لواء أبيه محي الدين وكان حافظا لكتاب الله ومجاهدا مغوارا وشاعرا فذا وفيلسوفا كبيرا.

وأضاف هو مؤسس الدولة الجزائرية المعاصرة لا الحديثة وكانت له عاصمة متنقلة سميت الزمالة وبنيت خيامها بشكل ثماني تبركا بالمسجد الاقصى.
فكرة طباعة المصحف الشريف تعود للأمير عبد القادر
وتعد مآثر ومناقب الأمير كثيرة وعديدة اذ يعود له الفضل الأول والكامل في طباعة المصحف الشريف اذ أنه اول من نادى بهذه بفكرة طباعة المصحف بعد ان كان يخط باليد وبفضله يقرأ المصحف مطبوعا في مشارق الارض ومغاربها.
قرار وقف اطلاق النار وامضاء معاهدة لاموريسيار
تكلم المحاضر باسهاب عن الظروف الداخلية والخارجية التي أرغمت الأمير لاتخاذ قرار وقف اطلاق النار وامضاء معاهدة وقف اطلاق النار مع الجنرال موريسيار في 22 ديسمبر 1848
وقال المؤرخ “شيخ المحروسة” أن ليلة الامير الأخيرة قبل ماسمي بالإستسلام كانت قاسية جدا ولم ينم بعدها ليومين
كما أن الفرنسيون لم يلتزموا بما جاء في بنود المعاهدة ، اذ طلب الأمير ترحيله الى الإسكندرية ثم الى عكا بفلسطين ،ليجد نفسه محروما من دفء الشرق ومنفيا الى برودة الغرب وتواجده بقصر فرساي والمعاملة غير العادلة التي لقيها ومرافقوه من المستدمر الفرنسي.
الأمير عبد القادر يتنازل عن لقب أمير المؤمنين
قال الدكتور صالح أحمد بارودي أن الأمير عبد القادر تنازل عن لقب أمير المؤمنين احتراما للسلطان عبد الرحمان بن هشام بالمغرب الذي كان يحمل اللقب ولما نودي بالسلطان قال أنا أمير جهاد لتضيف حفيدته السيدة زهور بوطالبي قائلة أنه لما كان بالمشرق العربي عرض عليه مجددا لقب أمير المؤمنين الا أنه رفض ثانية .
بعد رحلة الجهاد الأمير عبد القادر يتابع رحلة القلم
دامت رحلة الجهاد التي خاضها وقادها الأمير عبد القادر ضد اللإستعمار الفرنسي 17 سنة كاملة بأيامها ولياليها ،بكل كد وتعب حيث كان يطلق عليه “بوليل وبونهار” بالتعبير الدارج اذ عرف عنه انه كان يجب كل ربوع الوطن في سبيل ان تتحرر الجزائر من قيود المستدمر الفرنسي .
وبعد اتفاق وقف اطلاق النار بمقتضى معاهدة لاموريسيار تابع الأمير رحلة القلم فعاد الى شيخه “محي الدين بن عربي”بدمشق وعاش ببيته وغزرت مؤلفاته حتى أنه طلب أن يدفن الى جانب شيخه وكان له ذلك ، حيث سلم الروح لبارئها يوم
26ماي 1883.
وبعد الإستقلال نقل الرئيس بومدين جثمانه ودفن بمربع الشهداء
وروي سفير الجزائر بدمشق السيد كمال بوشامة الى حفيدته انه لما نقل جثمانه الى الجزائر وتم فتح قبره بسوريا كانت جثة الامير على حالها وتفوح بها رائحة مسك
انها من علامات الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

الطيب خيرة