إنطلقت مساء يوم الأربعاء بمقر المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لتلمسان الطبعة السابعة لليالي الخط والمخطوط.

و تضمنت الليلة الأولى من هذه الطبعة المنظمة من طرف ذات المؤسسة الثقافية تقديم مداخلات حول بعض خزائن المخطوطات بالوطن وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الصناعي في فهرسة ودراسة التراث المخطوط نشطها مجموعة من الباحثين والخطاطين من ولايات تلمسان وعنابة والأغواط وتيسمسيلت.

و ذكر محمد النذير شلالي صاحب خزانة مخطوطات من ولاية عنابة خلال مداخلته حول دور خزانات المخطوط في الحفاظ على الهوية وكتاب التاريخ في الجزائر” خزانة عائلة الشلالي انمودجا” أن هناك عدة جوانب ساهمت فيها خزانات المخطوطات في كتابة التاريخ الثقافي والعلمي حيث حافظت بذلك على هوية المجتمع العلمية والتاريخية وانتمائه العربي الإسلامي.

و تطرق من جهته محمد بن عزوزي من مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط إلى السمات الفنية للحلية النبوية الشريفة قائلا انها “لوحة مستقلة مزخرفة ومؤطرة بأطر زخرفية بديعة عليها كتابات خطية متنوعة بالخط العربي تبارى الخطاطون في إتقانها وتعد نموذجا متميزا يكتبه الخطاطون وتتكون من أسطر عديدة تكتب بخط الثلث والنسخ وعادة التعليق الفارسي وبعض الخطوط الأخرى في العصر الحديث”.

و أبرز محمد الياس بومديني من ملحقة تلمسان للمركز الوطني للمخطوطات خلال مداخلته حول التراث الوثائقي في عصر الإنسانيات الرقمية أن استثمار الإمكانيات الفائقة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال من اجل ترقية أساليب ومناهج البحث في مجال العلوم الإنسانية ورقمنة المخطوطات سبيلا لإتاحة هذه المعلومات والاستفادة منها في الأبحاث العلمية.

و أضاف أنه “يتوجب على المراكز الحافظة لهذا التراث مسؤولية إتاحة المقتنيات الموجودة لديها التي يطلبها الباحثون”, لافتا ان “هذه التكنولوجيات الحديثة ازالت الحواجز التقليدية التي كانت تقف حائلا أمام إتاحة المعلومات التراثية من مسافات جغرافية وظروف اقتصادية بحيث ظهر لدى الباحثين مجالات جديدة للبحث أبرزتها التطبيقات لتجميع مصادر المعلومات من مختلف الأماكن والمجالات وللتحكم في النصوص والصور الرقمية بأساليب جديدة”.

كما تم تقديم مداخلة تطبيقية من طرف الخطاط جيلالي فرجاني من ولاية تيسمسيلت حول خط الرقعة بين الكلاسيكية والضرورة الجمالية من خلال محاكاة الخطاط محمد عزت أفندي تطرق من خلالها إلى خصائص خط الرقعة مع شرح لحروفه المفردة وزاوية الكتابة وبعض أسرار هذ الخط الجميل.

و يرتقب خلال الليلة الثانية والأخيرة من هذه التظاهرة يوم 4 أبريل تنظيم معرض فني بعنوان “أسماء الله الحسنى” بقصر الثقافة “عبد الكريم دالي” يضم 100 لوحة فنية لمختلف أنواع الخطوط العربية للفنان الحروفي نور الدين كور من وهران إلى جانب إقامة ورشة في الخط العربي وفن الحروفية.

و تهدف هذه الطبعة إلى التعريف بخزائن المخطوطات والقائمين عليها وتسليط الضوء على تقاليد نساخة وصناعة المخطوط الإسلامي وطرق توظيف التكنولوجيا والذكاء الصناعي في فهرسة ودراسة التراث المخطوط حسبما أفاد به لواج مدير المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لتلمسان سيد أحمد لصنوني.