الجزائر – يشهد معرض “أزياء صامدة لأجيال خالدة” المنظم في إطار الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي الجزائري (30 يوليو-2 أغسطس) بمركز الفنون و الثقافة قصر رياس البحر، بالجزائر العاصمة، إقبالا متزايدا للزوار و لا سيما على فضاء يعرض البرنوس الوبري الأحمر النادر لرمز المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، الأمير عبد القادر، وباقي الألبسة التقليدية لقادة المقاومات الشعبية والثورة التحريرية.
و يحظى هذا المعرض بإعجاب الزوار من مختلف الفئات العمرية الذين انبهروا بمختلف نماذج الأزياء التقليدية والحلي التراثية خلال فترة المقاومة الشعبية والثورة التحريرية المعروضة في واجهات زجاجية بأناقة و منها البرنوس بكل أنواعه المعروفة على المستوى الوطني.

كما يقترح المعرض للزوار عرض صور ضخمة ملونة تعكس الأزياء التقليدية التي كان يرتديها قادة المقاومة الشعبية ضد الإحتلال الفرنسي منها صور تخص الأمير عبد القادر, الشيخ بوزيان, فاطمة نسومر, الشيخ أمود, وهي بمثابة مقاومة ورسالة في تلك الفترة من الاحتلال للافتخار بالموروث والهوية والإنتماء إلى جانب تخصيص دعامات تتضمن معلومات للتعرف على تاريخ مختلف انواع الازياء التقليدية التراثية و خصوصيتها.

اقرأ أيضا :      المهرجان الوطني للزي التقليدي الجزائري :   افتتاح ملتقى وطني حول اللباس التقليدي

و تستقطب التحفة النادرة من لباس زعيم المقاومة الشعبية الأمير عبد القادر المتمثل في برنوس وبري باللون الأحمر المطرز بخيوط ذهبية دقيقة بديعة اهتمام الرجال و النساء وحتى الأطفال من زوار المعرض الذين يتهافتون لأخذ صور بقربه كنوع من الافتخار والاعتزاز بهذه الشخصية القوية المقاومة للإستعمار والتعرف على السمات الجمالية لهذا اللباس الأنيق نظرا لقيمته التاريخية.

و بالمناسبة أوضحت, رئيسة مصلحة التراث الثقافي, بمديرية الثقافة لولاية معسكر, دياب نادية لوأج, أن برنوس الامير عبد القادر “هبة من ضمن مجموعة سلمتها لنا منذ سنوات مؤسسة الأمير عبد القادر تضم إلى جانب البرنوس الوبري الأحمر جزء من سريره و شمعدان من ضمن ممتلكاته التي تم استرجاعها من دمشق بسوريا حيث عاش الأمير عبد القادر لفترة من منفاه”.

و أضافت ذات المتحدثة, أن البرنوس الذي يتم عرضه بجمالية فائقة داخل واجهة زجاجية “يعكس جانب من إبداع حرفي الفترة التاريخية في مجال صناعة اللباس التقليدي الخاص بالفرسان الذي يتميز بالإتقان والدقة والجمال كما يعكس الذوق الرفيع الذي تميز به الأمير عبد القادر الذي كان يحرص على مظهره واناقته كرجل حرب و دين”.

و ذكرت السيدة دياب أن “تحفة البرنوس الوبري الأحمر للأمير عبد القادر يتميز كونه يبلغ طوله قرابة المترين وهو مصنوع من الوبر الخالص تم نسجه وحياكته وصبغه بمواد تقليدية محلية مشيرة أن “الأمير عبد القادر كان يرتدي أنواع مختلفة من البرنوس و الأزياء التقليدية بألوان مختلفة”.
و في ذات الصدد أبرزت المتحدثة أنه “يتم حاليا حفظ هذا القطعة النادرة (البرنوس) وباقي المقتنيات على مستوى مقر قيادة الأمير عبد القادر (مقر فرع دائرة الممتلكات الثقافية) بوسط المدينة, معربة عن أملها أن يتم “تخصيص مشروع لإنشاء متحف جهوي للحفاظ على مختلف عناصر التراث المادي واللامادي لولاية معسكر وصيانته ليبقى شاهدا للأجيال القادمة”.

و أشارت محافظة المهرجان الوطني للزي التقليدي الجزائري، فايزة رياش, أن معرض “أزياء صامدة لأجيال خالدة” سيظل مفتوحا للزوار الى غاية 11 ديسمبر القادم.APS