السيدة مولوجي تستعرض التدابير المتخذة لحفظ وتثمين واستغلال التراث الثقافي بولاية وهران

السيدة مولوجي تستعرض التدابير المتخذة لحفظ وتثمين واستغلال التراث الثقافي بولاية وهران

استعرضت وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, حزمة الإجراءات والتدابير المتخذة لحفظ وتثمين واستغلال التراث الثقافي بولاية وهران, على غرار المدينة القديمة لسيدي الهواري, قصر الباي, مسجد الباشا, ملاجئ الحرب العالمية الثانية, ومعلم ومتحف الأمير عبد القادر.

وخلال جلسة علنية عامة لطرح الأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني, قالت السيدة مولوجي, بخصوص ملف ترميم المعالم الأثرية وتهيئتها بولاية وهران, أنها قد وقفت خلال زيارتها الأخيرة للولاية على إطلاق المشاريع الخاصة بمختلف المعالم التاريخية كقصر الباي ومسجد الباشا وملاجئ الحرب العالمية الثانية.

وأوضحت الوزيرة, في هذا الإطار, أن القطاع المحفوظ للمدينة القديمة سيدي الهواري (قصبة وهران) قد تم إنشاؤه في 2015, وأنه نظرا للحالة الاستعجالية التي كان عليها فقد قامت وزارة الثقافة والفنون وبالتعاون مع السلطات المحلية لولاية وهران بالتكفل بالدراسة من أجل إعداد المخطط الدائم للحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ للمدينة القديمة لسيدي الهواري, مشيرة إلى انه “حاليا في مرحلته الثانية من الدراسة”.

وأضافت في هذا الصدد, بأن الهدف من هذه التدابير التي تم اعتمادها في هذه الدراسة يكمن في “إعداد التنظيم الذي سيحدد الإجراءات التي يتعين اتخاذها في المدينة القديمة لسيدي الهواري وجميع المعالم والبنايات الموجودة داخل حدودها, بما في ذلك الأنفاق التي تمت تهيئتها من طرف مصالح الولاية وإلحاقها بديوان استغلال الممتلكات الثقافية لاستغلالها اقتصاديا وفتحها للزوار”.

وفيما يخص قصر الباي بوهران, وهو من المعالم المصنفة وطنيا, فقد استفاد من عملية دراسة ومتابعة من أجل الترميم وأشغال استعجالية بمبلغ أولي يقدر ب 162 مليون دينار, حيث تم الانتهاء من الدراسة الأولية, وأما الأشغال الاستعجالية فهي قيد الانطلاق, تقول الوزيرة.

وفيما يخص مسجد الباشا, تضيف السيدة مولوجي, فقد استفاد أيضا من دراسة من أجل الترميم بغلاف مالي يقدر ب 10 مليون دج, حيث أن الدراسة في طور الانطلاق وستكون مدتها 04 أشهر, وأما بالنسبة لمعلم ومتحف الأمير عبد القادر, والذي اختير له جبل مرجاجو كموقع بحكم ارتفاعه, فإن الدراسة مستمرة لمدة 4 أشهر, وسيتم خلال الأسبوع القادم إيداع دفتر الشروط على مستوى لجنة الصفقات القطاعية للمصادقة عليه, في حين أن الموقع التاريخي ملاجئ الحرب العالمية الثانية قد تم فتحه للجمهور بعد توصيله بالطاقة وتجهيزه بالإنارة وتأمينه بباب خارجي من طرف مصالح الولاية.

ومن جهة أخرى, وفيما يخص موضوع تسيير الحظيرة الوطنية للأهقار, فقد أوضحت الوزيرة أن ارتقاء بعض الدوائر إلى ولايات خاصة تلك التي تقع في حدود أقاليم الحظائر الثقافية, “يقتضي بالضرورة التفكير في إنشاء أقسام عملياتية ضمن ما يعرف بالهياكل خارج المقر, وهو ما سيساهم لا محالة في رفع قدرات التسيير الأمثل لهذه الأقاليم الشاسعة, واتخاذ القرارات الملائمة والناجعة في كل ما يرتبط بحماية التراث الثقافي والطبيعي والمحافظة عليه وتثمينه.

وأضافت, في هذا السياق, أن الحظيرة الوطنية للأهقار, تسير حاليا عبر مديرية بتامنغست وثلاثة أقسام عملية بكل من تامنغست, أدلس وإن صالح وما يفوق 50 مركز مراقبة وحراسة منتشرة حسب أهمية التراث المتواجد في مختلف المواقع والقرى, تغطي أقاليم 11 بلدية لولايات تامنغست وإن صالح وإن قزام وبرج باجي مختار, مشيرة في إطار حديثها إلى حزمة من الإجراءات المتخذة لتدعيم التسيير الإداري للحظيرة.

ومن جهة أخرى, وحول إمكانية منح استقلالية التسيير لمدرسة الفنون الجميلة بسطيف عن ولاية باتنة وجعلها تحت وصاية مديرية الثقافة والفنون لولاية سطيف, أفادت السيدة مولوجي بأن “مصالح الوزارة قد باشرت في الإجراءات المعمول بها للإنشاء القانوني قصد تحويل الملحقة إلى مدرسة جهوية, من خلال إعداد الملف التقني والمبادرة بمشروع المرسوم التنفيذي الذي هو في مرحلة متقدمة من الدراسة أمام الهيئات الرسمية المؤهلة”., مشيرة إلى أن هذه المدرسة “تتمتع بالإمكانيات التي تؤهلها لتصبح مؤسسة مستقلة وقطبا تكوينيا للفنون الجميلة لاحتضان المواهب التي تزخر بها ولاية سطيف والولايات المجاورة لها”.

وزير المجاهدين وذوي الحقوق يقف على الإستعدادات الأخيرة للملحمة الفنية التاريخية “روح الجزائر”

وزير المجاهدين وذوي الحقوق يقف على الإستعدادات الأخيرة للملحمة الفنية التاريخية “روح الجزائر”

وقف وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, مساء اليوم الثلاثاء بالمركب الأولمبي محمد بوضياف بالجزائر العاصمة, على الإستعدادات الأخيرة الجارية للملحمة الفنية التاريخية “روح الجزائر” التي تأتي ضمن التحضير للإحتفالات بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة, حسب ما جاء في بيان لوزارة المجاهدين.

وابرز ذات البيان أن هذا العمل الفني التاريخي للمخرج أحمد رزاق, “يندرج ضمن مساعي وزارة المجاهدين وذوي الحقوق لصون الذاكرة الجماعية, والحفاظ على الإرث التاريخي الجزائري من خلال أعمال فنية تليق بمقام الثورة التحريرية المظفرة ببعديها الإنساني والتحرري, حيث تحكي مختلف الحقب التاريخية التي عرفتها الجزائر إلى غاية الثورة التحريرية المجيدة”.

وأكد السيد ربيقة أن “هذا العمل الجبار يأتي تجسيدا لتوجهات الدولة على رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في مسألة الحفاظ على الذاكرة الوطنية والأهمية القصوى التي يوليها لهذا الجانب, وليجسد مرة أخرى عظمة الشعب الجزائري الذي فجر أكبر ثورة في التاريخ المعاصر وتمسك أبنائه بإستقلاله ووحدته”, يضيف نفس المصدر.

فتح باب الترشح أمام الجمعيات للاستفادة من دعم المشاريع الثقافية والفنية لسنة 2025

فتح باب الترشح أمام الجمعيات للاستفادة من دعم المشاريع الثقافية والفنية لسنة 2025

أعلنت وزارة الثقافة والفنون عن فتح باب الترشح أمام الجمعيات الثقافية والفنية للاستفادة من دعم المشاريع الثقافية والفنية لسنة 2025, وذلك في إطار سياسة الدعم العمومي لمشاريع هذه الجمعيات, حسب بيان للوزارة.

وأوضح البيان أنه في “إطار سياسة الدعم العمومي لمشاريع الجمعيات الثقافية والفنية, وبغية ترقية وتعزيز النشاط الثقافي الجمعوي, تعلن وزارة الثقافة والفنون عن فتح باب الترشح للاستفادة من دعم المشاريع الثقافية والفنية للجمعيات لسنة 2025”, وهذا عملا بأحکام القانون 12/ 06 المؤرخ في 12 يناير 2012 والمتعلق بالجمعيات.

ويخص هذا الدعم “مشاريع الجمعيات الثقافية والفنية ذات الطابع الوطني أو المحلي التي تهدف من خلالها إلى المساهمة في تثمين الموروث الثقافي المادي واللامادي والمحافظة عليهما, تنظيم نشاطات ثقافية وفنية هادفة ومتميزة تعنى بجميع شرائح المجتمع, تكوين الشباب والأطفال في مختلف الفنون (موسيقي, مسرح, سمعي-بصري, رسم ..), الاهتمام والعناية بالأعمال الثقافية والفنية الموجهة للطفل, إلى جانب تنظيم تظاهرات ثقافية عبر ولايات الوطن والمناطق المعزولة على الخصوص”.

وذكر البيان ضمن الشروط أن هذا “الدعم يعتبر مساهمة من وزارة الثقافة والفنون في جزء من المشروع, وعلى الجمعية أن توضح المساهمات المالية المحتملة (مساهمة الجمعية, تمويل وزارة الثقافة والفنون, والمصادر الأخرى للتمويل), وتستفيد الجمعية من دعم لمشروع واحد فقط, بعد دراسة اللجنة لأهدافه وأهميته”.

ومن شروط الاستفادة أيضا أن تلتزم الجمعية المستفيدة من الدعم بإنجاز المشروع وفقا للاتفاقية الممضاة بين رئيسها وممثل وزارة الثقافة والفنون وفي الآجال المحددة.

وبإمكان الجمعيات الثقافية والفنية الراغبة في الترشح الاطلاع على كامل شروط وكيفيات الاستفادة من الدعم وكذا مكونات الملف الإداري والبطاقة التقنية للمشروع المقترح وتحميل الاستمارة وغيرها على موقع وزارة الثقافة والفنون, وقد تم تحديد فترة التسجيل من 21 أكتوبر إلى 20 ديسمبر المقبل.

وتودع الملفات “بشكل حصري” عبر المنصة الإلكترونية للدعم العمومي للجمعيات الثقافية والفنية بالموقع الرسمي للوزارة, فيما سيكون تقييم الأعمال من طرف لجنة الدعم العمومي لمشاريع الجمعيات بعد دراسة کل الملفات.

وزيرة الثقافة والفنون تُشرف على حفل اختتام تظاهرة الأيام الإبداعية الإفريقية لعام 2024

وزيرة الثقافة والفنون تُشرف على حفل اختتام تظاهرة الأيام الإبداعية الإفريقية لعام 2024

أشرفت أمس السبت 19 أكتوبر 2024 السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة “صورية مولوجي “، على حفل اختتام تظاهرة “الأيام الإبداعية الإفريقية لعام 2024” التي جاءت تحت شعار: “شعب واحد متحد في الثقافة يبدع من أجل العالم”. مراسيم حفل الإختتام جرت بحضور سفيرة مفوضة الصحة وشوؤن الإنسانية والتنمية الإجتماعية بالإتحاد الإفريقي السيدة “ساماتي سيسوما”، مفوض الإتحاد الإفريقي مكلف بالتعليم والعلوم والتكنولوجيا والإبتكار السيد “محمد بلحسين”، السيدة نائب رئيس مجلس إدارة بنك إفريقيا للإستراد والتصدير، وزراء الثقافة من الدول الإفريقية المشاركين، إطارات الدولة، فنانين ومبدعين من الجزائر ودول إفريقية مختلفة. وذلك بحديقة التجارب الحامة -الجزائر-.

شهد الحفل عرض تشكيلة من الألبسة التقليدية الجزائرية ذات اللمسات العصرية، والتي أبرزت المقومات الثقافية وأصالة كل منطقة من الجزائر، كما كان حفل الختام مناسبة سانحة لاكتشاف عادات وتقاليد إفريقيا من خلال تصمايم لألبسة تعبر عن ثقافة الشعوب الإفريقية المشاركة. ليتم بالمناسبة الإعلان عن الفائزين بمسابقة الأفلام القصيرة ضمن “أنشطة تظاهرة الأيام الإبداعية الإفريقية 2024”.

جدير بالذكر فإن تظاهرة “الأيام الإبداعية الإفريقية لعام 2024” والتي أسدل عنها الستار أمس السبت، توشحت بجماليات الإبداع والفنون وعصارة المواهب التي قدَّمت أجود ما لديها على أرض الجزائر، حيث كانت هذه التظاهرة بمثابة لقاء ثقافي رفيع المستوى عبَّر عن التزام الدول الإفريقية بمسؤولية النهوض بمختلف الصناعات الثقافية والفنية في قارة إفريقيا، كما استقطبت التظاهرة العديد من الشباب و المهتمين بالشأن الثقافي لمناقشة وبحث الآليات الجديدة والفاعلة لتطوير التعاون وخلق ديناميكية جديدة للارتقاء بالصناعات الثقافية وتعزيز دور مواهب القارة السمراء في كل الفنون.

افتتاح الأيام الإبداعية الإفريقية: حفل فني جزائري إفريقي بأوبرا الجزائر

افتتاح الأيام الإبداعية الإفريقية: حفل فني جزائري إفريقي بأوبرا الجزائر

احتضنت أوبرا الجزائر بوعلام بسايح، يوم الأربعاء، حفل افتتاح الأيام الإبداعية الإفريقية “كانكس ويكاند 2024” (نهاية أسبوع الإبداع الإفريقي 2024)، الذي شهد تقديم عروض فنية وموسيقية متنوعة وثرية بنكهة جزائرية إفريقية خالصة.

وأشرفت وزيرة الثقافة والفنون، السيدة صورية مولوجي، على انطلاق حفل الافتتاح الذي حضره مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، السيد محمد الصغير سعداوي، وأعضاء من الحكومة، وبرلمانيون، ورؤساء هيئات وطنية، وأيضا وزراء الثقافة للدول المشاركة من إفريقيا والكاريبي، وأعضاء الفريق الاستشاري لهذه الأيام الابداعية الإفريقية، وكذا رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك”، السيد بنيدكت أوراما، ومفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي، السيدة ميناتا ساماتي سيسوما.

وقالت السيدة مولوجي، بخصوص هذه التظاهرة الإبداعية أنه “نجتمع في هذا اليوم التاريخي لنقف على ما جادت به أنامل الأفارقة في شتى الفنون والصناعات الثقافية والإبداعية، ولنفتح فضاء متجددا للتبادل والتعاون الثقافي بين شعوب القارة السمراء”، مضيفة أنها “سانحة عزيزة كي نؤسس لتفكير ديناميكي بشأن السياسات الثقافية الإفريقية لمعالجة التحديات العالمية الجديدة وعلى رأسها تحدي الاستدامة”.

وأضافت في السياق ذاته، بأن الجزائر “تعتزم المشاركة بشكل عملي مكثف وناجع في البرامج الكبرى للتنمية الثقافية والاقتصادية” لإفريقيا، وهو ما يؤكد “الدور الفعال الذي تعتزم الجزائر أن تضطلع به قصد تحقيق الأهداف الثقافية المشتركة ضمن الإستراتيجية التي وضعها الاتحاد الإفريقي، تأصيلا للثقافة الإفريقية، وتعزيزا لقيم التبادل والتضامن والمحبة والأخوة الإنسانية، ونشرا لثقافة السلام وقيم التعايش”.

ومن جهة أخرى، ذكرت السيدة مولوجي، بأن “الجزائر دأبت، وفق هذه العقيدة الراسخة، ومن خلال قيادتها السياسية وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على العمل من أجل توحيد الجهود الإفريقية إزاء القضايا القارية على المستوى الإقليمي والدولي”.

كما أشارت إلى أن الجزائر “كانت ولا تزال في صدارة الدول المؤمنة بأحقية الشعوب جميعا بلا استثناء، والإفريقية منها خاصة، في الحرية والعيش الكريم، مع تحقيق الرفاه الاقتصادي القائم على شروط النهضة المأمولة والتنمية المستدامة، إلى جانب الأمن والاستقرار، سيما في ظل الصراعات والنزاعات القائمة اليوم في مختلف أنحاء العالم”.

وبدوره، عبر رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك”، السيد بنيدكت أوراما، عن امتنانه الكبير لرئيس الجمهورية على موافقته لاحتضان الجزائر لهذا “الحدث الهام جدا بالنسبة لإفريقيا، والذي يسبق تظاهرة أكبر بكثير ستنظم في سبتمبر 2025، وهي معرض التجارة البينية الإفريقية”.

كما تحدث السيد بنديكت عن “الأهمية الكبيرة” للأيام الإبداعية الأفريقية المنظمة بالجزائر باعتبارها “حدثا ثقافيا هاما بالنسبة لإفريقيا، وأيضا للأفارقة، ليس فقط في إفريقيا وإنما في كل أنحاء العالم، كما في الكاريبي والأمريكيتين ..”، لافتا إلى أنها سانحة ل “بحث كيفية التعاون من أجل إنتاج محتوى إبداعي قابل للتسويق ويساهم في خلق مناصب شغل وخلق الثروة أيضا، ويعمل أيضا على استقطاب الأفارقة نحو هذه الصناعات، على المستوى العالمي”.

وأضاف في ذات المنحى بأنه يتوقع أن يشارك “حوالي 6 آلاف شخص” في هذه التظاهرة، بتقديم عروض تشمل الأفلام والموسيقى والفن التشكيلي وفنون الطبخ والأدب والفنون البصرية، إلى جانب جلسات ماستر كلاص وبرامج تكوينية.

وأما السفيرة ميناتا ساماتي سيسوما, مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، فنوهت من جهتها بمستوى الحوار والتبادل الذي ميز المائدة المستديرة التي تدارست موضوع “الاقتصاد الإبداعي الشامل”, بالقول “نحن بحاجة إلى مختلف الفنون لنرفع صوتنا نحو العالم ونحقق النهضة الافريقية المنشودة في أفق 2063”, مؤكدة أن ذلك “لا يتحقق إلا عن طريق العمل المشترك المستمر فيما بيننا، والاستثمار في مكاسبنا الثقافية وكل الصناعات الابداعية والحرف التقليدية من أجل مستقبل إفريقي موحد تسوده التنمية والسلم والاستقرار”.

وعاش ركح أوبرا الجزائر سهرة جزائرية إفريقية بامتياز ميزتها إيقاعات متنوعة حية وراقصة وأخرى حالمة هادئة من أداء مجموعة من الفنانين وفي مقدمتهم الفنان الجزائري جمال لعروسي الذي استهل برنامجه بأغنية “زينة بلادي” قبل أن يقدم عناوين أخرى تفاعل الجمهور معها بحماس.

كما تداول على الركح كل من صوفيا نزاو من كينيا التي أبهرت الحضور بأدائها، مرفوقة بفرقة موسيقية محترفة من جنوب افريقيا زاوجت بين الآلات الايقاعية التقليدية والآلات الكلاسكية، لتستمر السهرة مع أصوات موهوبة من أوغندا وملاوي، وليفسحوا المجال بعدها إلى الصوت الجزائري النسوي سميرة براهمية التي سرعان ما حملت القاعة إلى عالم الأغاني التراثية الجزائرية بريتم معاصر وجديد.

وتعد هذه التظاهرة الثقافية والسياحية والشبانية، التي تنظم تحت شعار “شعب موحد بالثقافة ويبدع من أجل العالم”، والتي تسبق تنظيم الجزائر للمعرض الإفريقي البيني في سبتمبر 2025، فرصة هامة لإبراز الصناعات الثقافية والإبداعية الإفريقية، وتشجيع المواهب المتنوعة في شتى مجالات الإبداع من جميع أنحاء القارة ولدى المغتربين، إضافة إلى ترقية النقاش بين المشاركين، وتوفير المزيد من الفرص التجارية بين مختلف المؤسسات من جهة وبين المؤسسات والدول من جهة أخرى.

مولوجي تبرز جهود الجزائر في سبيل تعزيز التقارب والتعاون بين الدول الإفريقية

مولوجي تبرز جهود الجزائر في سبيل تعزيز التقارب والتعاون بين الدول الإفريقية

 أبرزت وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, اليوم الأربعاء, بالجزائر العاصمة, في افتتاح أشغال مائدة مستديرة حول “الإقتصاد الإبداعي الشامل” الجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر “في سبيل تعزيز التقارب والتعاون بين الدول الإفريقية والدفاع عن مصالحها الإستراتيجية”.

وأوضحت السيدة مولوجي, خلال هذا اللقاء المنظم في إطار تظاهرة “كانكس ويكاند 2024”, التي تحتضنها الجزائر من 16 إلى 19 أكتوبر تحت شعار “شعب متحد بالثقافة يبدع للعالم”, أن “الدولة الجزائرية لم تأل جهدا ومنذ عقود في تعزيز الانتماء الإفريقي وخدمة كافة القضايا المتصلة بالقارة على جميع المستويات, السياسية والاقتصادية والثقافية”, مبرزة أن ذلك يأتي “وفق عقيدة ثابتة للقيادة السياسية في بلادنا, في مقدمتها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الذي ما فتئ يؤكد على موقف الجزائر تجاه القضايا الإنسانية العادلة في العالم”.

وذكرت الوزيرة بأن الجزائر “استطاعت سنة 1969, من خلال المهرجان الإفريقي الأول, أن تجمع القارة السمراء في محفل كبير عرض فيه المبدعون الأفارقة الثراء الفني والتنوع الثقافي, وأعادت الجزائر تنظيم التظاهرة العالمية سنة 2009, وعلى غرار ذلك ها هي تواصل جهودها وإسهاماتها في تحقيق القدر المأمول من التعاون الثقافي البناء الذي يحقق التنمية والرفاه لدى الشعوب الإفريقية”.

واعتبرت, في هذا السياق, أن “اجتماع اليوم, في رحاب أيام الصناعات الإبداعية الإفريقية, يعد فرصة ثمينة نجدد فيها إرادتنا على بعث الإبداع الإفريقي المتنوع والغني بالطاقات والمواهب وبالعمق الحضاري, وهي على صعيد آخر سانحة عزيزة لتأكيد العزيمة على المقاربة الاقتصادية الفاعلة للصناعات الإبداعية ..”.

وأعربت السيدة مولوجي عن أملها في أن يكون هذا اللقاء “تاريخا يترسخ في ذاكرة القارة السمراء من خلال القرارات التي يجب أن تكون ثمرة تعاضد الرؤى, واتحاد العزائم بين الدول الإفريقية لوضع ديناميكية جديدة, تؤهلها لتكون رافدا رئيسا لكل تعاون إفريقي على كافة المستويات, وخاصة للمبدعين الأفارقة”.

ومن جهة أخرى, وفي تدخل لها ضمن ورشة في إطار هذه المائدة المستديرة, أكدت الوزيرة أنه “في ظل القيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أولت الجزائر الأهمية لرؤية إفريقية شاملة وتعاون جنوب-جنوب”, حيث “تؤدي الجزائر دائما دورا رئيسيا في التعاون الإفريقي من خلال الوكالة الجزائرية الدولية للتعاون من أجل التضامن والتنمية, والتي دعمت عديد المبادرات المعززة للتضامن والتنمية في إفريقيا, بهدف تعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين الدول الإفريقية”.

وثمنت في سياق كلامها “جدول أعمال 2063” للاتحاد الإفريقي وجهوده التي تؤكد على أهمية النهضة الثقافية التي تعزز الهوية الإفريقية وتدعم التعاون بين الدول الأعضاء, مشيرة أيضا إلى “ميثاق النهضة الثقافية الإفريقية” الذي “يعترف بالدور الحاسم للثقافة في تعبئة الشعوب حول القيم المشتركة, مما يساهم في الوحدة الإفريقية ..”.

وأضافت أن أكبر الرهانات الملحة اليوم لدعم مسار التعاون ودعم الصناعات الثقافية والإبداعية للأفارقة هي بحث سبل زيادة الدعم للمبدعين الأفارقة عبر إنشاء “منصة رقمية بانافريقية” مخصصة للترويج ونشر الأعمال الإبداعية في جميع أنحاء القارة, وتعزيز حماية حقوق المؤلف من خلال الالتزام بإنشاء إطار قانوني وتكنولوجي لحماية الأعمال الإفريقية, على المستوى الوطني والقاري والدولي, إلى جانب النظر في الدعوة لإعادة تنشيط “الهيئة الإفريقية للملكية الفكرية” التي تتخذ من تونس مقرا لها.

كما اعتبرت أنه “من الضروري” تشجيع إنشاء صناديق مخصصة لـ “الصناعات الإبداعية الأفريقية”, وذلك باقتراح إنشاء “صندوق إفريقي للضمان” لتحفيز الاستثمار في القطاع الإبداعي, بالتعاون مع مؤسسات مثل البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد, دون إغفال تعزيز التنقل الإبداعي, وذلك بتسهيل تبادل الفنانين والمبدعين الأفارقة من خلال برامج داخل القارة, كما يمكن إنشاء “مراكز تدريب إقليمية” للصناعات الثقافية, تهدف إلى تطوير مراكز تميز للمبدعين الشباب في القارة.

وعرفت أشغال هذه المائدة المستديرة حضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة, السيد محمد الصغير سعداوي, مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الإجتماعية بالاتحاد الإفريقي, السيدة ميناتا ساماتي سيسوما, رئيس البنك الافريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك), السيد بنيدكت أوراما, وكذا العديد من وزراء الثقافة من الدول الافريقية ومنطقة الكاريبي.