نوفمبر 4, 2024 | ثقــافــة
تشارك في الطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا) 1007 دور نشر من 40 بلدا، منها قطر كضيف الشرف، لتقديم آخر إصداراتها في مختلف المجالات، في حين سطر منظمو الصالون برنامجا ثريا لنشاطات ثقافية وفكرية من محاضرات ولقاءات تنشطها شخصيات فكرية من الجزائر وإفريقيا والعالم العربي.
و سيفتتح رسميا هذا الصالون، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد الجميد تبون، بعد غد الأربعاء، بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، ليكون متاحا للجمهور ابتداء من يوم الخميس، الذي سيكون على موعد مع برنامج ثقافي متنوع يتمحور حول التاريخ والذاكرة (سبعينية ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة), فلسطين, محور خاص بدولة قطر ضيف الشرف, إفريقيا, الآداب وكذا التراث الثقافي الجزائري.
وتنظم هذه التظاهرة، التي تعتبر أهم موعد أدبي وثقافي بالجزائر تحت شعار “نقرأ لننتصر” تزامنا مع الذكرى ال70 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة, حيث سيحضرها أيضا ناشرون وأدباء ومثقفون ومهنيون في مجال صناعة الكتاب من الجزائر، إفريقيا, العالم العربي وأوروبا.
وسيعرف الصالون، في هذا الإطار، مشاركة 1007 عارضا من 40 دولة من بينهم 290 ناشرا جزائريا, على مساحة تفوق 23 ألف متر مربع, حيث سيتم عرض أزيد من 300 ألف عنوان، مع حضور قطر ضيف شرف من خلال عدد من الأسماء من هذا البلد التي ستنشط ندوات أدبية وفكرية وأمسيات شعرية وغيرها.
وفي إطار البرنامج الثقافي والفكري، سيتم تنظيم عدة ندوات حول الثورة التحريرية، بقاعة المحاضرات الكبرى بالجناح المركزي لقصر المعارض، على غرار الندوة الافتتاحية “روح ثورة 1 نوفمبر 1954 المجيدة: إرث للأجيال”, بمشاركة رئيس مجلس الأمة، المجاهد صالح قوجيل, والمجاهدة الرمز جميلة بوباشا, والكاتبة المجاهدة زهور ونيسي، وكذا ثلة من المجاهدين والباحثين الجامعيين.
وستستمر فعاليات هذا الفضاء، إلى غاية اختتام فعاليات الصالون في 16 نوفمبر الجاري، بتنظيم ندوات أخرى حول ذكرى اندلاع الثورة، من بينها “المؤرخون والكشف عن الجرائم الاستعمارية”, “كتاباتنا حول نوفمبر”, “النصوص المؤسسة للثورة الجزائرية”, “التصوف والقيم الإنسانية عند الأمير عبد القادر”, وكذا “بيان نوفمبر، النص والثورة ” و”الثورة الجزائرية في الكتابات العربية”.
وسيعرف، من جهته، فضاء فلسطين برمجة عدة نشاطات ثقافية وأدبية تضامنا مع الأشقاء الفلسطينيين في غزة، من بينها ندوات “الجزائر وفلسطين، إلتزام دائم”, “إبادة في غزة”, “الأدب والمقاومة في فلسطين”, “غزة، ازدواجية مواقف الغرب” ” ,فلسطين كتابات من السجن”, “فلسطين في الشعر الجزائري”, إضافة إلى سلسلة من الأمسيات الشعرية التضامنية، بمشاركة مبدعين من الجزائر وبلدان عربية.
وفي ذات السياق، وبفضاء إفريقيا، برمج المنظمون نشاطات ثقافية وأدبية، منها ندوات “الأدب الإفريقي الحضور والوعي الجديد”, “إشعاع الثورة التحريرية في إفريقيا”, “الصحراء الغربية: آخر المستعمرات في إفريقيا”, “أصوات من موريتانيا”, “الجزائر وإفريقيا، قوافل ثقافية” وكذا “الموروث العربي في الأدب الإفريقي” و”التراث الجزائري في اليونسكو”.
وسيعرف الصالون حضور عدة أسماء أدبية وفكرية، من الجزائر والخارج، سيناقشون العديد من المواضيع المتعلقة بالأدب والتراث والتاريخ والسينما وغيرها، على غرار واسيني الأعرج، محمد لامين كامارا (السنيغال), المها العلي ومريم ياسين الحمادي ومحمد البلوشي (قطر), أرمون غوز (كوت ديفوار), كونيي علام (الطوغو) وسانسي كابا دياكيتي (غينيا).
كما يستضيف الصالون كل من سوزان الكنز (فلسطين), ميشال كولون (بلجيكا), جيم هاوس (بريطانيا), نيلس أندرسون (السويد), كارولين كينيدي (الولايات المتحدة الأمريكية), روزا أنجيلا ماتيي (إيطاليا), محمد البعلي (مصر), حسين القاصد (العراق), أمينة النيفر (تونس), نانسي إبراهيم (مصر) وسعدية مفرح (الكويت).
وستعرف أيضا هذه التظاهرة مشاركة العديد من الهيئات الوطنية والوزارات لإثراء البرنامج الثقافي للصالون، على غرار وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، المجلس الإسلامي الأعلى، المحافظة السامية للأمازيغية، المجلس الأعلى للغة العربية، المجمع الجزائري للغة العربية، وكذا الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
نوفمبر 4, 2024 | ثقــافــة
ستحتضن أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح” يوم 7 نوفمبر القادم العرض الأولي للمسرحية الغنائية الدرامية “ثمن الحرية” حول مساهمة الأغنية والموسيقى في حرب التحرير الوطني أمام الجمهور, في إطار إحياء الذكرى ال70 لاندلاع الثورة الجزائرية، حسبما أعلنه مدير الأوبرا عبد القادر بوعزارة أمس الأحد.
وخلال ندوة صحفية مشتركة عقدت بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح رفقة المخرج ربيع قشي و كاتب السيناريو هارون الكيلاني وقائد الجوق السيمفوني لأوبرا الجزائر لطفي سعيدي, عرض عبد القادر بوعزارة، المحاور الرئيسية لهذا العرض الدرامي الجديد الذي يمزج بين مختلف تخصصات الفنون المسرحية لاسيما بين الغناء والموسيقى والرقص والمسرح وعروض الفيديو والصور المتحركة.
ويعتبر هذا العرض الذي يدوم حوالي 80 دقيقة بمثابة “تجربة تتناول لأول مرة تاريخ النشيد الوطني +قسما+”, حسب عبد القادر بوعزارة.
كما أضاف قائلا أن “هذا العرض هو شهادة عرفان وامتنان من كل الشعب الجزائري تجاه هؤلاء الفنانين-المناضلين الشجعان الذين تركوا ديارهم وتركوا كل شيء وراءهم للانضمام إلى صفوف جبهة التحرير الوطني”, مؤكدا أن هذا العرض “سيتم تقديمه كاملا على الهواء مباشرة”.
من جهته, صرح كاتب سيناريو المشروع هارون الكيلاني، أنه ألف هذا النص ب “حب” لأنه “مخصص لهؤلاء الفنانين الذين جعلونا نحب هذا المجال وتركوا إرثا ثقافيا معتبرا” مشيرا الى انه “استند في ذلك على وثائق وزارة المجاهدين وذوي الحقوق وكذلك منشورات المؤرخين والأكاديميين”.
وحسب المتدخلين, فإن العرض سيتضمن أربعة محاور يخصص المحور الأول منها للملحمة الكبرى للنشيد الوطني+قسما+ و لمؤلفها مفدي زكريا شاعر الثورة”، قبل تلحينه من طرف محمد فوزي وصانع مقدمته المدوية مع دقات الطبول، المايسترو الراحل هارون رشيد”.
واسترسل عبد القادر بوعزارة قائلا أن “ثمن الحرية” يتطرق في جزئه الثاني إلى العديد من الفنانين الذين روجوا للجزائر خلال حرب التحرير الوطني على غرار علي معاشي و فضيلة دزيرية، ومصطفى كاتب، و أكلي يحياتن و خليفي أحمد ومحمد الباجي، وفريد علي وغيرهم الذين “ساهموا في إسماع صوت الجزائر في حربها ضد الاستعمار الفرنسي، في جميع أنحاء العالم”.
وسيرافق عازفو الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر ال47 و عدد من المطربين من جوق ولاية الجزائر بقيادة زهير مزاري إضافة إلى حوالي عشرين راقصة و راقص باليه أوبرا الجزائر بقيادة مصممة الرقصات نوارة إيدامي في آن واحد, 200 ممثل ومطرب من بينهم حسن كشاش و وحيد عاشور وسفيان عطية وأبو بكر الصديق بن عيسى ومحمد الصغير بن داود والمغنيين خالد محبوب ولمياء آيت عمارة.
نوفمبر 4, 2024 | ثقــافــة
توفي اليوم الاثنين الفنان المسرحي والتلفزيوني والسينمائي جمال حمودة عن عمر ناهز 70 عاما بعد صراع مع المرض, حسب ما علم لدى محيطه.
والفقيد من مواليد 17 ديسمبر 1954 بولاية سكيكدة، وهو خريج المعهد العالي للفنون الدرامية والرقص ومتحصل على شهادة ممثل سنة 1974، وقد عرف منذ السبعينيات بالعديد من أدواره, وخصوصا في المسرح والتلفزيون.
وكانت انطلاقة الراحل الفنية الاحترافية عام 1977 لما عمل كممثل في المسرح الجهوي بعنابة, ومن سنة 1978 وإلى غاية 1984 اشتغل كمدرس في الفن الدرامي بالمدرسة البلدية للموسيقى والفن الدرامي بعنابة, ليقوم سنة 1988 بتربص في الإخراج في موسكو بروسيـا.
وعمل الراحل أيضا كمراسل لأسبوعية الثورة الإفريقية من 1990 إلى غاية 1995, ليشغل بعدها وإلى غاية 2006 منصب مدير لقصر الثقافة والفنون عنابة, وليعين بعدها مستشارا فنيا بالمسرح الجهوي بعنابة.
وشارك الفقيد في بداياته كممثل في العديد من الأعمال المسرحية على غرار “المحقور” (1978) لمالك بوقرموح و”بودربالة” (1984) لأحمد خودي, وقد ألف وأخرج بعدها عدة مسرحيات من قبيل “قهوة ولا تاي” (1987), وأيضا “جنوب” (1990) التي حازت جائزة أحسن نص مسرحي بالمهرجان الثالث للمسرح المحترف عام 1993.
كما أخرج العديد من المسرحيات بالتعاون مع مؤلفين آخرين على غرار العمل المعروف “خباط كراعو” (1995), وكذا “مبني للمجهول” (2008), “حياة مؤجلة” (2009), بالإضافة إلى “أشرعة الحب” (2015).
كما كتب الراحل سيناريوهات العديد من المسلسلات التلفزيونية من قبيل “في إتجاه الريح” (1998) و”شـوف لعجـب” (2001) و”ثلاثة في حصلة” (2008).
وقد مثل أيضا في العديد من الأفلام من بينها “عيسى جرموني” (1982) و”بن زلماط” (1984) لعبد الرزاق هلال و”ريح تور”(1992) لعزيز شولاح و”الاختيار” (1997) لعمار محسن, كما اشتهر لدى الجمهور الواسع من خلال أدواره في المسلسلات التلفزيونية على غرار “المشوار” (1996) و”المشوار 2″ (1998) و”الغايب” (2002), وكذا “لقاء مع القدر” (2007).
نوفمبر 3, 2024 | ثقــافــة
تشارك المحافظة السامية للأمازيغية في الطبعة السابعة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب (6 – 16 نوفمبر) ب 20 عنوانا جديدا، وذلك ضمن جهودها الداعمة للنشر باللغة الأمازيغية، حسب ما ورد يوم الأحد، في بيان للمحافظة.
وأوضحت المحافظة في بيانها بأنها “تواصل جهودها الداعمة للنشر باللغة الأمازيغية وتشجيع المؤلفين على ترسيخ مكانتهم في عالم الكتاب، متيحة لهم فرصة اللقاء والترويج لأعمالهم في صالون الجزائر الدولي للكتاب”.
وسيتم بهذه المناسبة “عرض 20 عنوانا جديدا ليصل العدد الإجمالي للعناوين التي تم نشرها بالفعل إلى 353 عنوانا ..”, حيث يشهد هذا الجهد على “الطبيعة الابتكارية” للمحافظة التي “تطمح إلى حجز مكانتها من خلال تعزيز شراكاتها في مجال النشر المشترك مع دور النشر العمومية والخاصة”, ناهيك عن إبراز الأعمال التي نشرت والسفر بها وبمؤلفيها إلى مختلف الفعاليات على المستوى الوطني والدولي.
كما قامت المحافظة السامية للأمازيغية -يضيف البيان- بمبادرة “هامة جدا” تتمثل في إطلاق المنصة الرقمية “أذليس” التي تعنى باللغة الأمازيغية وتجمع مختلف أنواع المنشورات التي أصدرتها وشاركت في نشرها المحافظة السامية للأمازيغية.
وتضم هذه المنصة، يردف البيان، “مكتبة غنية المحتوى بما في ذلك 40 محاضرة أو مقالا علميا و38 معجما وقاموسا موضوعاتيا, و37 ترجمة, و25 عملا في مجال البحث والدراسة الأكاديمية، و115 عملا أدبيا، بالإضافة إلى 40 عملا حائزا على جائزة رئيس الجمهورية للأدب باللغة الأمازيغية، و38 عددا من مجلتين متخصصتين معظم مقالاتها باللغة الأمازيغية”.
وتفتتح فعاليات الطبعة الـ 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا 2024) بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة يوم الأربعاء المقبل، حيث تنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد الجميد تبون، وتحت شعار “نقرأ لننتصر” لتزامنها مع الذكرى السبعين لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، وهي الطبعة التي تستضيف دولة قطر كضيف شرف.
نوفمبر 3, 2024 | ثقــافــة
إن كنت من محبي التاريخ وهواية ركوب الخيول وترغب في وجهة واحدة لترضيَ فيها شغفك هذا، فأنت تتحدث عن مدينة منغوليا الداخلية. ورغم عدم وجود رابط بين هذه الهوايات أو الرغبات، إلا أن منغوليا الداخلية قررت أن تجمع بينها، وأن تمنحك تجربة ستعلقُ بذاكرتك لمدة طويلة.
تعد منطقة منغوليا الداخلية وجهة سياحية مشهورة في شمال الصين، المنطقة تنفرد بملامحها الطوبوغرافية المتنوعة، و المروج الواسعة في وسطها ، والصحاري الشاسعة في غربها ، و الغابات الكثيفة في شرقها ،و تحتضن أعلى قمم جبال شينغان المشهورة ،فهي جنة المناظر الطبيعية، ما زاد من جمال المنطقة و سحرها ملامحها الفريدة و بساطة العادات الشعبية والملابس الجميلة ومهرجان نامودا التقليدي ومدنها الجديدة التي تشهد تغيرات مدهشة يوما بعد يوم.
فإلى جانب تراثها الثقافي والتاريخي الغني جدا، تتمتع منغوليا الداخلية بمواردها السياحية الوافرة التي تشمل ثقافات الأقليات القومية المتنوعة، والمناظر الطبيعية الجميلة في المروج الواسعة، والغابات العذراء في منطقة دا شينغ آن لينغ، والمناظر الخلابة في النهر الأصفر، ومنطقة شيانغ شا وان الساحرة، والعديد من البحيرات والينابيع المعدنية، إضافة إلى ضريح جنكيز خان، ومقبرة وانغ تشاوجيون، وسور الصين القديم، ومعبد وو دانغ تشاو في جبل ين شان، ومجموعة من المقابر المزخرفة بالرسوم الجدارية لأسرة هان الشرقية الملكية وغيرها من الآثار القديمة.
الموقع و التأسيس :
تقع منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم في أقصى شمال الصين، تمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي على شكل مستطيل ضيق، طولها من الشرق إلى الغرب 2400 كم ومن الجنوب إلى الشمال 1700 كم. تخترق مناطق شمال شرقي الصين وشمالها وشمال غربيها، إجمالي مساحتها 1.183 مليون كم مربع، أي 12.3% من إجمالي مساحة الصين، وتعتبر محافظة منغوليا الداخلية من أكبر محافظات الصين، وتحتل المرتبة الثالثة بين المقاطعات والمناطق والمدن. تجاور 8 مقاطعات ومناطق في جهاتها الشرقية والجنوبية والغربية، وتتاخم جمهورية منغوليا وروسيا. طول حدود الصين فيها 4200 كم. وتعد منغوليا الداخلية واحدة من المناطق الأكثر كثافة في الصين من حيث الأراضي المتصحرة والرملية. ووصلت مساحة الأراضي المتصحرة إلى ما يقرب من 61 مليون هكتار ، تمثل 23.3 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي المتصحرة في البلاد. وتغطي الأراضي الرملية مساحة 40.8 مليون هكتار، تشكل 23.7 في المائة من إجمالي البلاد.
تأسست منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم في أول مايو عام 1947، وهي أول منطقة قومية ذاتية الحكم في الصين. ويعيش فيها حاليا مواطنون من قوميات منغوليا وهان وداهور وأونك وألونتشون وهوى وغيرها من 49 قومية مختلفة، ويبلغ عدد سكانها الاجمالي 25.2 مليون نسمة. وتعتبر منغوليا الداخلية موطن أبناء القومية المنغولية، تستمع فيها بحياة الرعاة وثقافة المروج وعادات وتقاليد هذه القومية البدوية والتي هي مسقط رأس “جنكيز خان” وأثار الثقافة التاريخية الغنية.
هوهيهوت: الحظيرة التاريخية لمنغوليا الداخلية
يزيد تاريخ مدينة هوهيهوت و التي تعني بالصينية ” المدينة الزرقاء”،حاضرة منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في الصين عن 2400 سنة، حيث يحدها شمالا جبل داتشينغ وجنوبا منحنى النهر الأصفر.
تقع هذه المدينة في طريق النقل الرئيسي منذ العصور القديمة، وخلال سلالات مينغ وتشينغ كانت مدينة عسكرية هامة، بالاضافة إلى كونها مركزا تجاريا بالغ الأهمية للقوافل التجارية المحملة بمختلف أنواع الشاي المتجهة إلى دول ومناطق شمالي الصين. كما تميزت هوهيهوت أيضا بالجمع بين ثقافة البدو الرحل وبين ثقافة المزارعين على طول النهر الأصفر مما جعلها مدينة ثقافية شاملة ومميزة في الحدود الشمالية للصين.
هذا بالإضافة إلى طقسها المعتدل، فبردها في الشتاء ليس قارسا كما أن الحرارة فيها في فصل الصيف غير حارقة، مما جعلها منتجعا صيفيا بامتياز. ونظرا لهذه البيئة المثالية والجميلة فقد اجتذبت إليها المزيد من السياح الصينيين والأجانب إذ سجلث 15 مليون سائح خلال عام 2023.
يوجد هنا العديد من المواقع الأثرية الهامة مثل معبد داتشاو، ومعبد ووتا، ومتحف الجنرال ياشو.
تتميز ليالي الصيف في هوهيهوت بسحر خاص. ففي شارع كوان شيان تسي تجتذب الوجبات الخفيفة المحلية المتخصصة مثل شاوماي والشاي بالحليب ولحم الضأن المطبوخ والعديد من منتجات الألبان الأخرى عددا لا يحصى من الزوار ومن محبي هذه الأطعمة اللذيذة. وفي الجانب المقابل لهذا المكان يوجد شارع سايشانغ القديم ، وهو أيضا يظهر السحر الجذاب لمدينة هوهيهوت.
و إذا كنت من عشاق المتاحف و السفر عبر مختلف الحقب التاريخية ما عليك الا زيارة متحف هوهيهوت لفنون النحت و حديقة هوهيهوت الدولية للنحت ،يقع المتحف في اقصى الطرف الشمالي من المحور الثقافي لطريق الحرير ، و هو ما جعل من مدينة هوهيهوت مدينة حضارية حديثة ذات خصائص الحدود الشمالية للبلاد، و يعد قاعدة الممارسة التعليمية لتنمية الوعي بمجتمع الأمة الصينية المشترك.
اما حديقة هوهيهوت الدولية للنحت تقع في منتزه طريق الحرير البراري الثقافي،تم انشاء المتحف و الحديقة الدولية من اجل شرح روح طريق الحرير المتمثلة في “التعاون السلمي و الإنفتاح و التسامح و التعلم المتبادل و المنفعة المتبادلة و الفوز المشترك”،تحتوي الحديقة على 58 منحوتة بما فيها 19 منحوتة عالمية و 26 منحوتة محلية الى جانب 13 عملا من اعمال حديقة الحكمة الصينية.
تمثل السياحة في منغوليا الخروج عن مسار الرحلة السياحية المألوفة، حيث إنها بلد بها مزيج مختلف ومتنوع بين الثقافة والتاريخ والطبيعة،فهي وجهة سياحية بها جميع المقومات السياحية من المواقع التاريخية الجذابة والمناظر الطبيعية الخلابة والأماكن الترفيهية التي يأتي إليها السياح من كل مكان، حيث تتيح لك منغوليا القيام بأفضل التجارب الفريدة والمغامرات المثيرة.
السهول و المروج
المروج الجميلة أكثر المناظر الطبيعية جمالا في منغوليا الداخلية، وهي اسم بديل للمنطقة، ودائما يسمى أبناء منغوليا الداخلية أنفسهم أبناء المروج، حيث أصبحت مروج منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم شمال الصين مؤخرا وجهة سياحية مفضلة لدى الزوار والسياح مع حلول موسم الصيف، وذلك ليس بفضل الأجواء المعتدلة التي تشهدها المروج دائما فحسب، بل بسبب مناظرها الطبيعية الساحرة التي تتمثل في السجادة الطبيعية الخضراء والسماء الصافية ومجاري الأنهار المتعرجة والماشية المنتشرة في جميع أرجائها.
- فالي أورخون
يُعد هذا الوادي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو
مُنذُ عام 2004 ويحتل مساحة تقريبًا 122000 هكتار
على جانبي نهر أورخون، أنها أراض عشبية واسعة
تشمل بعض المواقع الأثرية التي يعود تاريخها
إلى القرن السادس مثل كنيسة صغيرة يعود تاريخها إلى الإمبراطورية المغولية لجنكيز خان والكثير من المناظر الطبيعية الخلابة الساحرة للاستمتاع بعطلة رائعة.
- حجارة “Uushgiin”
إنه قلب العصر البرونزي في منغوليا حيث تم العثور على العديد من المعالم الأثرية من ذلك الوقت في هذه المناطق، وعادةً ما توجد هذه الأحجار الغريبة معًا بجانب الأثار الغير عادية والتي تُسمى الخرجسور في مجمعات تحتوي على مسلات جنائزية أحيانًا مع نقوش منقوشة عليها.
يتراوح ارتفاع الأحجار عادة بين متر وأربعة أمتار وغالبًا ما تجمع الزخارف بين أنماط مُختلفة، وتم العثور على أكثر من 1200 من هذه الأحجار الرائعة.
يحتل المجمع حوالي 400 هكتار ويوجد حوالي 30 من هذه الحجارة بالإضافة إلى شواهد قبور بالإضافة إلى خرسنات ضخمة إنها وجهة رائعة بلا شك لاكتشافها.
- بحيرة خوفسغول نور
تقع البحيرة بالقرب من أحجار “Uushgiin” وتُعرف باسم المحيط الأم أو اللؤلؤة الزرقاء بين الشعب المنغولي أنها بحيرة مياه عذبة تحتوي على حوالي 2% من المياه العذبة في العالم وتعتبر أيضًا جانبًا شقيقًا لبحيرة بايكال.
أنها أكبر بحيرة في البلاد ويبلغ طولها 136 مترًا بعمق 262 مترًا في أعمق نقطة ترتفع أكثر من 1600 متر فوق مستوى سطح البحر، وهي قريبة جدًا من الحدود مع روسيا وتحتضنها العديد من الجبال يزيد ارتفاع بعضها عن ثلاثة آلاف متر، ومياهها زرقاء عميقة في فصل الشتاء بسبب البرد العالي في المنطقة الذي يصل أحيانًا إلى -40 درجة مئوية ويتجمد سطحها.
- السياحة في إردنيت
هي واحدة من أفضل مدن منغوليا وأصغرها وأجملها كونها مليئة بالوجهات السياحية التي تستحق الزيارة واستكشافها، تتيح لك هذه المدينة ممارسة بعضًا من الأنشطة الترفيهية الممتعة مثل مشاهدة أمتع السباقات والذهاب إلى ساحات الرمادية العديدة بالمدينة، ومن أفضل الأماكن السياحية بها جبل بيان اندور، مركز إردينت الثقافي، مصنع إردنيت للسجاد للتعرف على كيفية صنع السجاد المنغولي المعروف عالميًا.
مرج باشانغ
مرج باشانغ هو الأكثر شهرة بين الصينيين. و هو الأكثر شهرة بين البكينيين و هو الأقرب الى العاصمة من بين مروج منغوليا الداخلية، حيث تقطع السيارة المسافة اليه من بكين في ثلاث ساعات تقريبا ،و هو المكان الذي يحب البكينيون ركوب الخيل فيه خلال عطلة نهاية الأسبوع.
شيلينجول
شيلينجول هو المرج النموذجي لمروج منغوليا الداخلية، يطلق عليها اسم “مراعي المدينة”،لكونها على بعد 20 كيلومترا فقط بالسيارة عن مدينة هوهيهوت.
وهو محمية طبيعية على مستوى الدولة، وهو مرج عشب رطب، ومناظره جميلة، وبه أنواع الأحياء الكاملة نسبيا، ويحافظ على المناظر الطبيعية الكاملة لنوع المروج في شمال الصين،تقع مراعي سيلينجول على المنحدر الجنوبي لجبل داتشينغ في جبال يينشان،تركز المنطقة بشكل رئيسي على زراعة الأعشاب العلفية الطبيعية، و قد تمت زراعة أكثر من 40 نوعا من الأعشاب العلفية الطبيعية للترميم البيئي و إستعادة الأراضي التي تصحرت،و هو ما أدى الى إنشاء منطقة سياحية طبيعية تعكس ثقافة المراعي.
وينتشر فيه عدد كبير من المواقع السياحة البيئية. يتلوى فيه نهر شيلين، وعلى جانبي النهر عدد كبير من القصب وغيره من النباتات المائية.
صحراء كوبوتشي..من صحراء قاحلة الى جنة خضراء
تقع صحراء كوبوتشي في مدينة أوردوس بمنطقة منغوليا الداخلية في شمال الصين، وتبلغ مساحتها الإجمالية 18600 كيلومتر مربع.
كوبوتشي في اللغة المنغولية تعني “قوس النجاح”، وذلك لأنها كانت قبل 100 عامًا أرضًا نابضة بالحياة تعج بالغابات ومصادر المياه المفتوحة، حيث عاش أسلاف قبائل الهنود الشماليون والهون حياة مزدهرة، معتمدين على مياه الأمطار، نظرًا لأن المنطقة مرتفعة عن مستوى النهر الأصفر 20 متر تقريبًا، وفي عهد أسرة وي الشمالية الحاكمة، تم قطع أشجار الغابات ونقلت المراعي لأماكن أخرى بهدف زراعة المنطقة بالمحاصيل، إلا أن كوبوتشي وقعت ضحية التصحر وزحف موجات الرمال نتيجة الإخلال بالنظام البيئي،حتى أصبحت تعرف باسم “بحر الموت”، فقد عانت المنطقة من تصحّر عنيف بفعل التغيّر المناخي، وهو ما قضى على مقوّمات الحياة وجعل العيش فيها مهمّة شبه مستحيلة، كونها أيضا ممرا للعواصف الحارّة التي تنقل معها كميات هائلة من الرمال والتي مثّلت قلقا لسكّان العاصمة الصينية أيضا.
تعد صحراء كوبوتشي سابع أكبر صحراء في الصين، التي تحولت إلى جنة خضراء بفضل جهود الحكومة الصينية في استصلاحها وزراعتها بمختلف المحاصيل والأشجار، وأيضًا تثبيت الكثبان الرملية خصوصًا بجوار النهر الأصفر الذي يقطع المحافظة من الغرب للشرق، لحماية الزراعات والثروة الحيوانية من التصحر والعواصف الرملية.
المعجزة التي شهدتها صحراء كوبوتشي، تؤكد مدى حكمة الصينيين وصبرهم، وتفسر كيف تبوأت الصين هذه المكانة العالمية المرموقة.
أسست الحكومة الصينية شركة ضخمة لتعمير الصحراء، ومكافحة التصحر وحماية المدن والمساحات الخضراء من العواصف الرملية، والتي كانت تهاجم البشر والحيوانات كل فترة مع هبوب الرياح وتحرك الرمال نجحت الحكومة الآن في التقليل منها لدرجة أنها اختفت تقريبًا، كما فتحت المجال أمام الأفكار التنموية وشجعت الاستثمار في الصحراء، وهو ما حاز تقدير عالمي، حيث أكد الرئيس الصيني شي جين بينج خلال كلمته في افتتاح الدورتين السونيتين للبرلمان والمجلس الاستشاري لمجلس نواب الشعب مارس 2018، أن الأمم المتحدة اعترفت بالإنجاز الذي تحقق في صحراء كوبوتشي، وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، وأن ما تحقق على الأرض في منغوليا الداخلية أحد إنجازات الصين الرائدة في تحسين البيئة الإيكولوجية.
شارع شاوماي للمأكولات الشعبية
و لعشاق اكتشاف الماكولات الشعبية الصينية في مقاطعة منغوليا الداخلية شارع شاوماي عنوان فنون الطبخ الصيني.
يمتد شارع شاوماي على طول 1100 متر، يبدأ من المدخل الشرقي لشارع معبد وودا شرقا ، بجوار طريق شي يانغ تشياو ،و يمر عبر حارة شياو تشاو توداو و صولا الى المدخل الغربي لشارع شينغيشنغ ، و يمتد شمالا الى شمال شارع شياو تشاو تشيان بجوار شارع دادونغ ،يحتوي الشارع على 77 مطعم و 41 مطعم شاوماي من مجموع 254 محلا يكون طول الشارع.
وفي ختام الرحلة تترك في نفسك الزيارة انطباعات راسخة ان منغوليا الداخلية وجهة سياحية رائعة في شمال الصين. تتميز بمناظر طبيعية خلابة وثقافة بدوية أصيلة، الى جانب مختلف المعجزات العلمية والتكنولوجية التي حولت المنطقة من أرض قاحلة الى سلسلة مراعي تنضب بالحياة، من خلال سياسات الاستصلاح وسياسة التصنيع الزراعي وانشاء أكثر من 30 منصة بحثية وعلمية تهتم بالبذور وتطوير الثروة الحيوانية.
المركز الدولي للصحافة
سعيد زناتي – بكين-
أكتوبر 25, 2024 | ثقــافــة
افتتح, أمسية الخميس بأوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”, الأسبوع الثقافي لجمهورية الصين الشعبية, ببرنامج حافل, احتفاء بمرور65عاما من الصداقة الجزائرية-الصينية, وهو موعد يسلط الضوء على الإبداع الثقافي والتقاليد العريقة لهذا البلد الكبير في شرق آسيا.
ويمتد هذا الحدث الاستثنائي, الذي يقام يومي 24 و25 أكتوبر 2024 بأوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”, تحت رعاية وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, من خلال عرض برنامج غني مخصص لاكتشاف الفن والتنوع الثقافي الصيني.
و قد استمتع الجمهور بمختلف جوانب الثقافة والتقاليد الصينية خلال الحفل الذي شهد حضور العديد من أعضاء البعثة الدبلوماسية لجمهورية الصين الشعبية المعتمدة بالجزائر, ومسؤولين جزائريين في قطاع الثقافة, من بينهم مدير تنظيم وتوزيع المنتجات الثقافية والفنية بوزارة الثقافة والفنون, إسماعيل إينزارن, ممثلا للسيدة صورية مولوجي.
وتندرج مختلف العروض الفنية المبهرة بدقتها وإتقانها, التي تشهدها أيضا عدة ساحات عمومية بالجزائر العاصمة, في إطار برنامج الأسبوع الثقافي الصيني في الجزائر, الرامية إلى تعزيز أواصر الصداقة والروابط الثقافية بين الصين والجزائر.
ويستقبل معرض-البيع, الذي يعرض التحف الفنية والصناعات التقليدية الصينية, الجمهور على مستوى بهو أوبرا الجزائر, مقدما لمحة عن العروض التي تضمنت عروضا للرقص التقليدي الصيني, وتصميمات معاصرة مبتكرة, وموسيقى وأغاني شعبية صينية.
واستمتع الحضور أيضا بعزف مقطوعات موسيقية باستخدام الآلتين “الأرهو” (الكمان الصيني) و”الناي”, ترجما مهارة عازفتين موهوبتين قدمتا مقطوعات تقليدية صينية, ثم أغنية “يا الرايح” للراحل دحمان الحراشي, التي تفاعل معها الجمهور تفاعلا كبيرا.
كما تابع الجمهور عروضا في الرقص بعنوان “تطريزات صينية”, أدتها ثماني راقصات بأطواق تطريز في أيديهن, ثم عرض “كونغ فو ووشو”, الذي قدمه ثنائي صيني والشاب الجزائري هيثم قابس, قبل استقبال عرض “رقصة الدمى بالأكمام الطويلة”.
وتوالت العروض مع رقصات وعروض غنائية ذات عناوين دالة, مثل “مسيرة في الربيع”, و”كونغ شو”, وعرض التوازن “الأغاني الشعبية الصينية”, و”الوجوه المتغيرة” (جاذبية العرض). واختتمت الأمسية برقصة جميلة تحمل عنوان “رقصة الحياة والسعادة”.
وفي ذات السياق, يتواصل الأسبوع الثقافي لجمهورية الصين الشعبية في الجزائر اليوم الجمعة بأوبرا الجزائر, مما يمنح الجمهور فرصة أخرى للاستمتاع بمعرض-البيع في بهو الأوبرا, إضافة إلى عروض فنية أخرى مستوحاة من التقاليد العريقة والتراث الثقافي الصيني.