افتتاح الأيام الإبداعية الإفريقية: حفل فني جزائري إفريقي بأوبرا الجزائر

افتتاح الأيام الإبداعية الإفريقية: حفل فني جزائري إفريقي بأوبرا الجزائر

احتضنت أوبرا الجزائر بوعلام بسايح، يوم الأربعاء، حفل افتتاح الأيام الإبداعية الإفريقية “كانكس ويكاند 2024” (نهاية أسبوع الإبداع الإفريقي 2024)، الذي شهد تقديم عروض فنية وموسيقية متنوعة وثرية بنكهة جزائرية إفريقية خالصة.

وأشرفت وزيرة الثقافة والفنون، السيدة صورية مولوجي، على انطلاق حفل الافتتاح الذي حضره مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، السيد محمد الصغير سعداوي، وأعضاء من الحكومة، وبرلمانيون، ورؤساء هيئات وطنية، وأيضا وزراء الثقافة للدول المشاركة من إفريقيا والكاريبي، وأعضاء الفريق الاستشاري لهذه الأيام الابداعية الإفريقية، وكذا رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك”، السيد بنيدكت أوراما، ومفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي، السيدة ميناتا ساماتي سيسوما.

وقالت السيدة مولوجي، بخصوص هذه التظاهرة الإبداعية أنه “نجتمع في هذا اليوم التاريخي لنقف على ما جادت به أنامل الأفارقة في شتى الفنون والصناعات الثقافية والإبداعية، ولنفتح فضاء متجددا للتبادل والتعاون الثقافي بين شعوب القارة السمراء”، مضيفة أنها “سانحة عزيزة كي نؤسس لتفكير ديناميكي بشأن السياسات الثقافية الإفريقية لمعالجة التحديات العالمية الجديدة وعلى رأسها تحدي الاستدامة”.

وأضافت في السياق ذاته، بأن الجزائر “تعتزم المشاركة بشكل عملي مكثف وناجع في البرامج الكبرى للتنمية الثقافية والاقتصادية” لإفريقيا، وهو ما يؤكد “الدور الفعال الذي تعتزم الجزائر أن تضطلع به قصد تحقيق الأهداف الثقافية المشتركة ضمن الإستراتيجية التي وضعها الاتحاد الإفريقي، تأصيلا للثقافة الإفريقية، وتعزيزا لقيم التبادل والتضامن والمحبة والأخوة الإنسانية، ونشرا لثقافة السلام وقيم التعايش”.

ومن جهة أخرى، ذكرت السيدة مولوجي، بأن “الجزائر دأبت، وفق هذه العقيدة الراسخة، ومن خلال قيادتها السياسية وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على العمل من أجل توحيد الجهود الإفريقية إزاء القضايا القارية على المستوى الإقليمي والدولي”.

كما أشارت إلى أن الجزائر “كانت ولا تزال في صدارة الدول المؤمنة بأحقية الشعوب جميعا بلا استثناء، والإفريقية منها خاصة، في الحرية والعيش الكريم، مع تحقيق الرفاه الاقتصادي القائم على شروط النهضة المأمولة والتنمية المستدامة، إلى جانب الأمن والاستقرار، سيما في ظل الصراعات والنزاعات القائمة اليوم في مختلف أنحاء العالم”.

وبدوره، عبر رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك”، السيد بنيدكت أوراما، عن امتنانه الكبير لرئيس الجمهورية على موافقته لاحتضان الجزائر لهذا “الحدث الهام جدا بالنسبة لإفريقيا، والذي يسبق تظاهرة أكبر بكثير ستنظم في سبتمبر 2025، وهي معرض التجارة البينية الإفريقية”.

كما تحدث السيد بنديكت عن “الأهمية الكبيرة” للأيام الإبداعية الأفريقية المنظمة بالجزائر باعتبارها “حدثا ثقافيا هاما بالنسبة لإفريقيا، وأيضا للأفارقة، ليس فقط في إفريقيا وإنما في كل أنحاء العالم، كما في الكاريبي والأمريكيتين ..”، لافتا إلى أنها سانحة ل “بحث كيفية التعاون من أجل إنتاج محتوى إبداعي قابل للتسويق ويساهم في خلق مناصب شغل وخلق الثروة أيضا، ويعمل أيضا على استقطاب الأفارقة نحو هذه الصناعات، على المستوى العالمي”.

وأضاف في ذات المنحى بأنه يتوقع أن يشارك “حوالي 6 آلاف شخص” في هذه التظاهرة، بتقديم عروض تشمل الأفلام والموسيقى والفن التشكيلي وفنون الطبخ والأدب والفنون البصرية، إلى جانب جلسات ماستر كلاص وبرامج تكوينية.

وأما السفيرة ميناتا ساماتي سيسوما, مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، فنوهت من جهتها بمستوى الحوار والتبادل الذي ميز المائدة المستديرة التي تدارست موضوع “الاقتصاد الإبداعي الشامل”, بالقول “نحن بحاجة إلى مختلف الفنون لنرفع صوتنا نحو العالم ونحقق النهضة الافريقية المنشودة في أفق 2063”, مؤكدة أن ذلك “لا يتحقق إلا عن طريق العمل المشترك المستمر فيما بيننا، والاستثمار في مكاسبنا الثقافية وكل الصناعات الابداعية والحرف التقليدية من أجل مستقبل إفريقي موحد تسوده التنمية والسلم والاستقرار”.

وعاش ركح أوبرا الجزائر سهرة جزائرية إفريقية بامتياز ميزتها إيقاعات متنوعة حية وراقصة وأخرى حالمة هادئة من أداء مجموعة من الفنانين وفي مقدمتهم الفنان الجزائري جمال لعروسي الذي استهل برنامجه بأغنية “زينة بلادي” قبل أن يقدم عناوين أخرى تفاعل الجمهور معها بحماس.

كما تداول على الركح كل من صوفيا نزاو من كينيا التي أبهرت الحضور بأدائها، مرفوقة بفرقة موسيقية محترفة من جنوب افريقيا زاوجت بين الآلات الايقاعية التقليدية والآلات الكلاسكية، لتستمر السهرة مع أصوات موهوبة من أوغندا وملاوي، وليفسحوا المجال بعدها إلى الصوت الجزائري النسوي سميرة براهمية التي سرعان ما حملت القاعة إلى عالم الأغاني التراثية الجزائرية بريتم معاصر وجديد.

وتعد هذه التظاهرة الثقافية والسياحية والشبانية، التي تنظم تحت شعار “شعب موحد بالثقافة ويبدع من أجل العالم”، والتي تسبق تنظيم الجزائر للمعرض الإفريقي البيني في سبتمبر 2025، فرصة هامة لإبراز الصناعات الثقافية والإبداعية الإفريقية، وتشجيع المواهب المتنوعة في شتى مجالات الإبداع من جميع أنحاء القارة ولدى المغتربين، إضافة إلى ترقية النقاش بين المشاركين، وتوفير المزيد من الفرص التجارية بين مختلف المؤسسات من جهة وبين المؤسسات والدول من جهة أخرى.

منتدى الشباب الإفريقي: السيد حيداوي يشرف على تنصيب اللجنة التنظيمية المحلية

منتدى الشباب الإفريقي: السيد حيداوي يشرف على تنصيب اللجنة التنظيمية المحلية

أشرف رئيس المجلس الأعلى للشباب, مصطفى حيداوي, اليوم الاربعاء بالجزائر العاصمة على تنصيب اللجنة التنظيمية المحلية لمنتدى الشباب الافريقي لطبعة 2024 , الذي ستحتضنه مدينة وهران في الفترة من 1 إلى 4 نوفمبر المقبل, وذلك تحت شعار”تعليم إفريقي يواكب القرن ال21: بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل مدى الحياة وعالي الجودة والملائم في إفريقيا”.

و يأتي تنظيم هذا المنتدى– الذي سيشهد مشاركة نحو 500 شاب وشابة يمثلون 50 دولة إفريقية– إحياء ليوم الشباب الإفريقي المصادف للفاتح نوفمبر من كل سنة, وتزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 70 لاندلاع  ثورة أول نوفمبرالمجيدة.

وفي كلمة له أكد السيد حيداوي أن هذا الحدث الافريقي الشبابي ,المنظم من طرف الاتحاد الافريقي يعد “فرصة لتعزيز دور الدبلوماسية الشبابية في القارة السمراء”, مبرزا أن الجزائر “ترشحت لاحتضان هذا الحدث بملف شاركت فيه مختلف القطاعات ذات الصله بالشباب”.

وتابع في هذا الصدد بأن ملف الجزائر “لقي النجاح من بين مختلف الملفات التي كانت مطروحه على طاوله الاتحاد الافريقي”, مؤكدا أن “جميع الترتيبات الكفيله بنجاح هذا الحدث الافريقي تم  وضعها”.

السيد مراد يشرف على اجتماع تنسيقي حول وتيرة الاستثمار على المستوى المحلي

السيد مراد يشرف على اجتماع تنسيقي حول وتيرة الاستثمار على المستوى المحلي

 أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية, السيد ابراهيم مراد, اليوم الأربعاء, على اجتماع تنسيقي تناول وتيرة الاستثمار على المستوى المحلي, وذلك تنفيذا لالتزامات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بدعم الحركية الاستثمارية كأحد الروافد الاستراتيجية لتعزيز وتنويع الاقتصاد الوطني, حسب ما أفاد به بيان للوزارة.

وشكل هذا اللقاء الذي جرى بحضور المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار والأمين العام للوزارة وعددا من ولاة الجمهورية, “فرصة لتبادل الرؤى والوقوف على ما تم تحقيقه في إطار المنظومة الجديدة للاستثمار التي أقرها رئيس الجمهورية” وكذا “الاتفاق على تدابير عملية لتعزيز التنسيق والتعاون, بما يسمح بدفع الحركية الاستثمارية بصفة ملموسة على المدى القصير والمتوسط”.

وفي هذا الشأن –يوضح البيان– جدد السيد مراد التذكير بـ”الأولوية القصوى التي يخصها رئيس الجمهورية لملف تشجيع الاستثمار وبتعليماته المتواصلة لتحسين مناخه على المستوى المحلي, مع إيلاء كل الدعم والمرافقة لحاملي المشاريع الخلاقة للثروة”, مشددا على “أهمية مضاعفة الجهود وتكثيف التنسيق قصد توفير أمثل للشروط التي تسمح بتحقيق الأهداف المسطرة”.

كما نوه الوزير بـ “الدور الإيجابي الذي يؤديه ولاة الجمهورية في مرافقة هذه الحركية, سواء من خلال عملية تطهير المشاريع الاستثمارية ورفع العراقيل عنها, فضلا عن إحصاء العقار الاقتصادي المتاح واسترجاع الأوعية غير المستغلة, دون إغفال المبادرات الرامية للترويج للمؤهلات الجاذبة للمستثمرين الوطنيين والأجانب”, مؤكدا على “الاستعداد الكامل لمرافقة عمل الوكالة بما يسمح بتحقيق النتائج المنشودة”, يضيف المصدر ذاته.

من جهته, وفي معرض تقديمه لوتيرة الاستثمار عبر ولايات الوطن, أبرز المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار “الحركية الإيجابية للاستثمار, لاسيما فيما يتصل بالمشاريع المندرجة ضمن الأهداف الاقتصادية الوطنية المتعلقة بتقليص الواردات و تشجيع إنتاج المواد الأولية ودعم الابتكار”.

ولفت في هذا الصدد, إلى أن “المقاربة الحالية تتماشى ومبادئ التنمية المتوازنة, من خلال الحرص على توجيه المبادرات الاستثمارية بما يتناسب والمؤهلات المحلية والخارطة الاقتصادية للوطن وذلك تحقيقا للنجاعة الاقتصادية للمشاريع بالموازاة مع تعزيز المكاسب التنموية, محليا ووطنيا”.

المجلس الشعبي الوطني : فايد يعرض مشروع قانون المالية 2025 أمام أعضاء اللجنة المختصة

المجلس الشعبي الوطني : فايد يعرض مشروع قانون المالية 2025 أمام أعضاء اللجنة المختصة

عرض وزير المالية لعزيز فايد, اليوم الأربعاء, مشروع قانون المالية لسنة 2025 أمام لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني, مؤكدا على مواصلة الاقتصاد الوطني قدرته على الصمود بالرغم من الظروف الدولية كالتضخم وضعف التبادلات التجارية والاستثمارات والسياسات النقدية التقييدية في معظم اقتصادات العالم.

وفي عرض قدمه أمام أعضاء اللجنة في جلسة ترأسها, محمد هادي أسامة عرباوي, رئيس اللجنة, بحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان, بسمة عزوار, سلط فايد الضوء على الظرف الزمني “الخاص” الذي تم فيه تحضير مشروع هذا القانون, مبرزا أن سنة 2024 تعتبر سنة محورية, نظرا للاستحقاق الرئاسي, وأنها تفصل بين استكمال برامج الولاية الرئاسية الأولى و بداية برنامج الولاية الثانية لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون.

كما أوضح أنه بهذا المشروع, قد تم اختتام مرحلة تميزت بتحديات ميزانياتية كبيرة, لاسيما تلك المتعلقة بمعالجة أثار جائحة كورونا وتجسيد التزامات مهمة في إطار البرنامج الاستدراكي للسيد رئيس الجمهورية, مشيرا في هذا الخصوص إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطنين من خلال الإعفاء من الضريبة على الدخل الإجمالي, مراجعة الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون, رفع من النقطة الاستدلالية, رفع التجميد عن الترقيات في الوظيف العمومي, إرساء منحة البطالة, مراجعة معاشات المتقاعدين, رفع التجميد عن مشاريع الاستثمارات المجمدة منذ 2014, تعبئة الموارد المالية اللازمة لإنشاء عشر ولايات جديدة في الجنوب وكذا انشاء أكثر من 374.593 منصب عمل في الوظيف العمومي في الفترة 2020-2024.

كما شدد الوزير على مواصلة انجاز المشاريع الكبرى المدرجة في مدونة الاستثمارات العمومية, مشيرا الى حجم الجهود المبذولة من خلال تطور نفقات الميزانية من 7820 مليار دينار في 2020 إلى 15275 مليار دج في 2024, وهو ما سمح, حسبه, بتهيئة الظروف لتحقيق نسبة نمو بـ 4,4 بالمائة (حسب تقديرات الاغلاق لسنة  2024), مع الحفاظ على مستوى الدين العمومي بأقل من 50 بالمائة من الناتج الخام, مما يؤكد استدامة الدين مقارنة بالمعيار الدولي المعمول به المقدر ب 60 بالمائة.

واشار الوزير ايضا الى أنه تم إعداد  مشروع قانون المالية 2025 في ظل ارتفاع مستوى التضخم في معظم اقتصادات العالم و استمرار التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية التقييدية, وتشديد الشروط المالية, وضعف التبادلات التجارية و الاستثمارات و الكوارث المناخية, لكن, حسبه, “يواصل الاقتصاد الجزائري  بالرغم من كل  هذه المخاطر تأكيد قدرته على الصمود”, وهذا من خلال تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي التي تشير إلى استمرار النمو المدعوم, لا سيما, من خلال النشاط المسجل خارج قطاع المحروقات, والفائض في ميزان المدفوعات, بالإضافة الى التراكم في احتياطيات النقد الأجنبي.

ومن أجل الحفاظ على هذه الديناميكية, يقول السيد فايد, تواصل السلطات العمومية متابعة التدابير المتخذة في الخمس سنوات الأخيرة, والتي تهدف إلى تعبئة موارد إضافية مخصصة لدعم و تفعيل التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للبلاد, تنويع الاقتصاد من خلال دعم الاستثمار و ترقية مختلف المبادرات, بعث المشاريع المهيكلة الكبرى, معالجة مشكل الشح المائي بتعزيز ضمان التزويد بالمياه الصالحة للشرب, امتصاص العجز في الهياكل القاعدية و تأمين طرق الاتصال, ترقية التحول الطاقوي ورقمنة مصالح الدولة, دعم اقتصاد المعرفة, وكذا تعبئة موارد جبائية إضافية حسب إمكانية مساهمة كل مكلف دون رفع مستوى الضغط الجبائي عن طريق توسيع الوعاء الضريبي و محاربة الغش و التهرب الجبائيين.

وهنا, اكد الوزير أن أبلغ مؤشر عن سلوك الاقتصاد الوطني هو قيمة الناتج الداخلي الخام الاسمي للجزائر المقدر ب 266,8 مليار دولار أمريكي لسنة 2023, مما يسمح لها باحتلال المرتبة الثالثة في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا و مصر و قبل نيجيريا.

 

مولوجي تبرز جهود الجزائر في سبيل تعزيز التقارب والتعاون بين الدول الإفريقية

مولوجي تبرز جهود الجزائر في سبيل تعزيز التقارب والتعاون بين الدول الإفريقية

 أبرزت وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, اليوم الأربعاء, بالجزائر العاصمة, في افتتاح أشغال مائدة مستديرة حول “الإقتصاد الإبداعي الشامل” الجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر “في سبيل تعزيز التقارب والتعاون بين الدول الإفريقية والدفاع عن مصالحها الإستراتيجية”.

وأوضحت السيدة مولوجي, خلال هذا اللقاء المنظم في إطار تظاهرة “كانكس ويكاند 2024”, التي تحتضنها الجزائر من 16 إلى 19 أكتوبر تحت شعار “شعب متحد بالثقافة يبدع للعالم”, أن “الدولة الجزائرية لم تأل جهدا ومنذ عقود في تعزيز الانتماء الإفريقي وخدمة كافة القضايا المتصلة بالقارة على جميع المستويات, السياسية والاقتصادية والثقافية”, مبرزة أن ذلك يأتي “وفق عقيدة ثابتة للقيادة السياسية في بلادنا, في مقدمتها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الذي ما فتئ يؤكد على موقف الجزائر تجاه القضايا الإنسانية العادلة في العالم”.

وذكرت الوزيرة بأن الجزائر “استطاعت سنة 1969, من خلال المهرجان الإفريقي الأول, أن تجمع القارة السمراء في محفل كبير عرض فيه المبدعون الأفارقة الثراء الفني والتنوع الثقافي, وأعادت الجزائر تنظيم التظاهرة العالمية سنة 2009, وعلى غرار ذلك ها هي تواصل جهودها وإسهاماتها في تحقيق القدر المأمول من التعاون الثقافي البناء الذي يحقق التنمية والرفاه لدى الشعوب الإفريقية”.

واعتبرت, في هذا السياق, أن “اجتماع اليوم, في رحاب أيام الصناعات الإبداعية الإفريقية, يعد فرصة ثمينة نجدد فيها إرادتنا على بعث الإبداع الإفريقي المتنوع والغني بالطاقات والمواهب وبالعمق الحضاري, وهي على صعيد آخر سانحة عزيزة لتأكيد العزيمة على المقاربة الاقتصادية الفاعلة للصناعات الإبداعية ..”.

وأعربت السيدة مولوجي عن أملها في أن يكون هذا اللقاء “تاريخا يترسخ في ذاكرة القارة السمراء من خلال القرارات التي يجب أن تكون ثمرة تعاضد الرؤى, واتحاد العزائم بين الدول الإفريقية لوضع ديناميكية جديدة, تؤهلها لتكون رافدا رئيسا لكل تعاون إفريقي على كافة المستويات, وخاصة للمبدعين الأفارقة”.

ومن جهة أخرى, وفي تدخل لها ضمن ورشة في إطار هذه المائدة المستديرة, أكدت الوزيرة أنه “في ظل القيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أولت الجزائر الأهمية لرؤية إفريقية شاملة وتعاون جنوب-جنوب”, حيث “تؤدي الجزائر دائما دورا رئيسيا في التعاون الإفريقي من خلال الوكالة الجزائرية الدولية للتعاون من أجل التضامن والتنمية, والتي دعمت عديد المبادرات المعززة للتضامن والتنمية في إفريقيا, بهدف تعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين الدول الإفريقية”.

وثمنت في سياق كلامها “جدول أعمال 2063” للاتحاد الإفريقي وجهوده التي تؤكد على أهمية النهضة الثقافية التي تعزز الهوية الإفريقية وتدعم التعاون بين الدول الأعضاء, مشيرة أيضا إلى “ميثاق النهضة الثقافية الإفريقية” الذي “يعترف بالدور الحاسم للثقافة في تعبئة الشعوب حول القيم المشتركة, مما يساهم في الوحدة الإفريقية ..”.

وأضافت أن أكبر الرهانات الملحة اليوم لدعم مسار التعاون ودعم الصناعات الثقافية والإبداعية للأفارقة هي بحث سبل زيادة الدعم للمبدعين الأفارقة عبر إنشاء “منصة رقمية بانافريقية” مخصصة للترويج ونشر الأعمال الإبداعية في جميع أنحاء القارة, وتعزيز حماية حقوق المؤلف من خلال الالتزام بإنشاء إطار قانوني وتكنولوجي لحماية الأعمال الإفريقية, على المستوى الوطني والقاري والدولي, إلى جانب النظر في الدعوة لإعادة تنشيط “الهيئة الإفريقية للملكية الفكرية” التي تتخذ من تونس مقرا لها.

كما اعتبرت أنه “من الضروري” تشجيع إنشاء صناديق مخصصة لـ “الصناعات الإبداعية الأفريقية”, وذلك باقتراح إنشاء “صندوق إفريقي للضمان” لتحفيز الاستثمار في القطاع الإبداعي, بالتعاون مع مؤسسات مثل البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد, دون إغفال تعزيز التنقل الإبداعي, وذلك بتسهيل تبادل الفنانين والمبدعين الأفارقة من خلال برامج داخل القارة, كما يمكن إنشاء “مراكز تدريب إقليمية” للصناعات الثقافية, تهدف إلى تطوير مراكز تميز للمبدعين الشباب في القارة.

وعرفت أشغال هذه المائدة المستديرة حضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة, السيد محمد الصغير سعداوي, مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الإجتماعية بالاتحاد الإفريقي, السيدة ميناتا ساماتي سيسوما, رئيس البنك الافريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك), السيد بنيدكت أوراما, وكذا العديد من وزراء الثقافة من الدول الافريقية ومنطقة الكاريبي.