أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، السيدة صورية مولوجي, يوم الخميس بالجزائر العاصمة, على افتتاح البرنامج الثقافي الخاص بالطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب, الذي ينظم بالتزامن مع الذكرى السبعين لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954.
وحضر حفل افتتاح البرنامج الثقافي للصالون، بقاعة المحاضرات الكبرى بقصر المعارض الصنوبر البحري، رئيس المجلس الأعلى للشباب، السيد مصطفى حيداوي, وعدد من الكتاب والمجاهدين, إلى جانب سفير دولة قطر بالجزائر, السيد عبد العزيز علي النعمه, وممثلين عن الوفد القطري المشارك, في إطار احتضان دولة قطر كضيف شرف بهذه الطبعة.
وأكدت السيدة مولوجي أن “صالون الجزائر الدولي للكتاب، وبالرعاية السامية والخاصة التي أولاها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون, لهذا الموعد, ووفق توجيهاته الرشيدة, دأب على بذل الجهود من أجل أن يكون مركز إشعاع حقيقي, وطنيا ودوليا”.
وأضافت بأنه في هذه الفعالية الكبرى “فإننا نحرص على أن يكون البرنامج الثقافي متنوعا وثريا ومواكبا للحياة الثقافية الوطنية والعربية والعالمية”, وأن الصالون “يرفع بذات المناسبة كل التقدير للقامات الكبيرة التي يكرمها، ولا يغفل رفع واجب الوفاء للأعلام الوازنة من الكتاب الكبار الذين رحلوا وأثروا الحياة الثقافية بإسهامات جليلة ستظل خالدة لدى الأجيال والقراء”.
وأشادت الوزيرة، من جهة أخرى، بالبرنامج الفكري والثقافي “القيم الخاص بدولة قطر الشقيقة”, ضيف شرف الطبعة, حيث “سنقف على ثراء وعمق الثقافة القطرية, وإسهاماتها الغزيرة في الثقافة العربية والإنسانية على حد سواء”, كما رفعت الثناء للشخصيات الثقافية “الوازنة” الحاضرة, وفي مقدمتها وزير الثقافة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني, والوفد الرفيع المرافق له.
وأشارت السيدة مولوجي، إلى أن “الكتاب وإضافة لكونه أداة المعرفة الأولى منذ قرون خلت، سيظل أرضا خصبة للحوار الحضاري الرفيع بين الشعوب والأمم, والدرب الأسمى لنشر القيم الإنسانية بين شعوب المعمورة لا سيما والعالم يشهد انتكاسة خطيرة فرضتها الصراعات والحروب التي أخذت أبعادا لا إنسانية ستظل وصمة عار على البشرية”.
وأضافت بالقول أن “العدوان الغاشم الذي يجابهه إخواننا في فلسطين الشقيقة لدليل قاطع على الانحدار الهمجي والوحشية الفظيعة التي يتعرض لها العزل والأبرياء في غزة وفي مناطق أخرى، وأمام هذه النكسة الكبرى لا يسعنا إلا أن نجدد تضامننا مع إخواننا في فلسطين، مع خالص النصرة والمواساة”.
ومن جهته، قال سفير قطر بالجزائر أن العلاقات الثقافية المتينة بين البلدين “ليست وليدة اليوم، فقد بنيت على أساس صلب منذ أيام الثورة الجزائرية، وعبرت عن حق الشعوب في الحرية والكرامة”, مشيرا إلى أن دولة قطر قد “وقفت إلى جانب المجاهدين الجزائريين ووفرت جميع الوسائل التنظيمية لوفد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية المفاوض مع فرنسا في سويسرا من أجل تقرير مصير الشعب الجزائري في الاستقلال”.
وأبرز أيضا السيد عبد العزيز علي النعمه أن إرادة البلدين “أسهمت على امتداد عقود في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتقارب بين الشعبين وبناء جسر متين للتعاون الثقافي وخلق فرص واسعة للتواصل وتبادل التجارب لتنمية حركة الإبداع في جميع مجالات الفنون والآداب والفكر”, لافتا إلى أن المثقفين في البلدين قد “أدركوا دورهم الاجتماعي والإنساني من أجل تنمية مجتمعاتهم وتحقيق النهضة الثقافية”.
كما اشاد السفير ب”ثراء الثقافة الجزائرية، وما قدمته للثقافة العربية من أدباء ومفكرين ..”, موضحا كذلك أن مشاركة دولة قطر في هذا الصالون “ما هي إلا ترجمة ملموسة لتحويل الأفكار إلى أعمال, وهي من مظاهر التعبير عن أواصر العلاقات الثقافية بين البلدين”.
وشهد أيضا الافتتاح الرسمي للبرنامج الثقافي للصالون تكريم مجموعة من الشخصيات الثقافية الجزائرية والقطرية في مجال الثقافة والأدب، وأيضا في مجال الكفاح والنضال من أجل التحرر، وبحضور عائلات المكرمين، على غرار المجاهد المرحوم العربي زبيري، والشهيدين مولود فرعون وعبد الكريم عقون, إضافة إلى المجاهد المؤرخ عمار بلخوجة, والكاتب ابراهيم تازغارت, والروائي محمد ساري, وكذا الكاتب والإعلامي القطري صالح غريب لعبيدلي.
وكان الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، قد أشرف أمس الأربعاء على مراسم الافتتاح الرسمي لفعاليات الطبعة ال27 لصالون الجزائر للكتاب، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، وهي الطبعة التي تحمل شعار “نقرأ لننتصر”, وتعرف مشاركة 1007 ناشرين من 40 دولة من بينهم 290 ناشرا جزائريا, مع عرض أزيد من 300 ألف عنوان.