شهد قصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة، اليوم الخميس، افتتاح معرض تشكيلي للفنان الجزائري مصطفى بوطاجين الموسوم “المقاومون”.
يضمّ المعرض سلسلة من البورتريهات لشخصيات بارزة في تاريخ الجزائر والحركات الثورية في العالم سواء مناضلين سياسيين أو مثقفين أو فنانين شكّلوا تجارب نضالية فريدة ورموزاً حية للشجاعة والتصدي للظلم بلمسة تقنية واحساس فني عالٍ.
المعرض الذي أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، صوريا مولوجي، على افتتاحه بحضور عديد الوجوه الفنية، يضمّ أزيد من 20 بورتريهاً من الحجم الكبير.
ويروي مسار نضال وكفاح شخصيات ثورية ومجاهدين وفنانين وسياسيين ومثقفين من الجزائر وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من دول العالم التي عانت من الاستعمار والإمبريالية على غرار بورتريهات للشهداء: العربي بن مهيدي وعلي لابوانت وحسيبة بن بوعلي والمناضلات جميلة بوحيرد وجميلة بوباشا وأيضا باتريس لومومبا وفيدال كاسترو ونلسون مانديلا وشي غيفارا وهوشي منه وفرانز فانون.
واعتمد الفنان في أعماله على التعبير الخطي الملصق وذلك عبر تلصيق قصاصات مجلات وصحف عالمية مرموقة لإنجاز أعمال ذات قيمة حسية عالية ليصوغ صرخة هؤلاء المقاومين ضد كل أنواع القمع والتعذيب انتصاراً للحرية و قيم الإنسانية حيث تحمل دلالات قوية تعكس ثورة الفنان ذاته ضد الظلم كما يعد كل بورتريه بمثابة تكريم لأولئك المقاومين مسلطا الضوء على نضالهم ضدّ الاستعمار .
ويعكس أسلوب الرسم الفريد عمق رؤية الفنان في التفكير حول التاريخ والمقاومة وهو ما تمثله أعماله بكل حمولتها و شحناتها النضالية التي لا تكتفي برسم تفاصيل الوجوه بل تلتقط جوهر الحياة التي تصورها متجاوزة البورتريهات البسيطة لتصبح سيراً ذاتية بصرية وبيانات فنية باحترافية تقنية عالية في توزيع الألوان والتصميم .
وبمناسبة تدشين المعرض، أكدت وزيرة الثقافة والفنون أنّ الفنان مصطفى بوطاجين “قيمة فنية جزائرية عالية معروفة على الساحة العالمية”، مضيفةً أنّ المعرض “بمثابة فرصة للإستمتاع بعمق و تفاصيل جماليات بورتريهات تكرم رموز النضال الجزائري و الإنساني”.
ووجهت مولوجي دعوة لطلبة مدارس الفنون الجميلة و الجمهور العام لزيارة المعرض باعتباره مناسبة للتعرف على هذه الأعمال التي تستحضر رموز المقاومة والنضال الوطني و الانساني وللتعرف عن كثب على تجربة هذا الفنان الملتزم ..”.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أشار الفنان بوطاجين أنه “ما يزال وفياً لمشروعه الفني الملتزم من خلال توظيف تقنية اللصق باستخدام قصاصات المجلات الراقية بكل ما تحمله من دلالات و ذلك لتكريم ذكرى المقاومين”، موضّحاً أنّ المعرض ” يضمّ 24 بورتريهاً لنساء ورجال من رموز المقاومة في الجزائر و العالم من أصل مجموعته التي تتشكل من 300 بورتريه لاقت إعجاب عشاق الفن التشكيلي في العالم “.
وتخرج مصطفى بوطاجين المولود بالجزائر العاصمة عام 1952 من مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة، قبل أن يواصل دراساته بباريس بفرنسا في فن الديكور و التخطيط ثم في فن التجميل و علوم الفنون ليعود بعدها للجزائر في 1979 ويدرس في عدد من المعاهد والمدارس.
ونظّم بوطاجين عدة معارض، كما حصل على عدة جوائز بخصوص الملصقات التي أنجزها حول أحداث مختلفة مثل الذكرى العشرين لعيد الاستقلال عام 1982.
ويتواصل المعرض إلى غاية الثاني عشر أكتوبر المقبل.