رئيس الجمهورية يعين ستة أعضاء جدد في مجلس الأمة

رئيس الجمهورية يعين ستة أعضاء جدد في مجلس الأمة

وقع رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, اليوم الخميس, مرسوما رئاسيا يتضمن تعيين ستة أعضاء جدد في مجلس الأمة لمدة 6 سنوات, ابتداء من تاريخ تنصيبهم, حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.

وجاء في البيان: “طبقا لأحكام المادتين 121 (الفقرة 3) و 122 (الفقرتان 2 و3) من الدستور, وقع رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, مرسوما رئاسيا يتضمن تعيين السيدة والسادة الآتية أسماؤهم أعضاء في مجلس الأمة لمدة (6) ست سنوات ابتداء من تاريخ تنصيبهم: دليلة بن جودي, عيسى بورقبة, عياش جبابلية, بلقاسم بوخاري, لخضر الهبيري وحاج بلغوثي”.

الجزائر السيدة لا تقبل أن يتعرض ملف الذاكرة للتناسي والإنكار

الجزائر السيدة لا تقبل أن يتعرض ملف الذاكرة للتناسي والإنكار

أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, اليوم الأربعاء, أن الجزائر السيدة, الأبية والمنتصرة تبني صرح حاضرها وتتطلع إلى مزيد من التنمية المستدامة ولا تقبل إطلاقا أن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار.

وفي رسالة له بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة, المخلد للذكرى الـ 80 لمجازر 8 مايو 1945, قال رئيس الجمهورية أن “الجزائر السيدة, الأبية والمنتصرة تبني صرح حاضرها وتتطلع بالعزم والعمل إلى مزيد من التنمية المستدامة, تدفعها اليوم إرادة الوطنيين الغيورين على وطنهم العاملين -في هذه المرحلة الدقيقة- على حشد قدراتها لتثبيت مكانتها إقليميا وعالميا, يسندها رصيد تاريخي باعث لفخر الشعب الجزائري المجبول على الشجاعة وإعلاء مبادئ الحق والحرية”.

وتابع يقول أنه “تمسكا بحق شعبها, واعتبارا لقداسة إرث المقاومة والكفاح وارتباطا بنهج نوفمبر ورسالة الشهداء الأبدية, فإن الجزائر لا تقبل -إطلاقا- أن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار”.

وشدد رئيس الجمهورية على أن الشعب الجزائري الذي “صنع بالأمس من المعاناة والتضحيات أمجادا, لن توقف مسيرته صعوبة التحديات, وسيزداد عزما في مواجهة الناقمين على مبادئنا واستقلال قرارنا الوطني, وإفشال مكائدهم”.

وأضاف أن ذلك يتم بـ “مواصلة التقدم على طريق تحقيق الإنجازات الكبرى للبنية  التحتية في كل المناطق, وتجسيد استراتيجية وضع اقتصادنا على مسار جديد للاستثمار الرشيد في مقدرات الجزائر الهائلة والارتقاء بمستويات رفاه الشعب الجزائري”.

وبذات المناسبة, أشار رئيس الجمهورية أن الشعب الجزائري يحتفي “باعتزاز” بهذه الذكرى التي تعد “انتفاضة شعبية فاصلة, اقتربت بنضالات الحركة الوطنية, على مدى عقود, إلى لحظة تاريخية حاسمة والتحول إلى جبهة الكفاح المسلح, الذي غدا سبيلا لا بديل عنه, للخلاص من استعمار دموي, سجل عليه تاريخ البشرية حصيلة أزيد من قرن من الانتهاكات الفظيعة في حق الشعب الجزائري”.

وأضاف يقول: “وما أصدق مظاهرات الثامن (08) من ماي في التعبير عن تعلق الشعب الجزائري بالحرية والكرامة والأنفة, وهو يخرج قبل ثمانين عاما مواجها أبشع جرائم الإبادة, والجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث, مضحيا بأكثر من 45.000 شهيد في سبيل الحرية والانعتاق”.

واعتبر أن “إحياء هذه الذكرى الأليمة بروح الوفاء لأسلافنا الذين تحملوا أهوالا ومآس مدمرة للإنسان والأرض, هو وجه للثبات على حفظ أمانة الشهداء, يرسخ في الوجدان طبيعة الهوية الوطنية, التي تشكل عمقها, وتبلورت ملامحها من مقاومات ونضالات وكفاح أجيال تربطها جسور التواصل ويجمعها حب الوطن”.

وخلص رئيس الجمهورية إلى القول بأن “ما هذه اللحظة المؤثرة التي تعود فيها ذكرى استشهاد عشرات الآلاف من أعز أبناء هذا الوطن في كل من سطيف وخراطة وقالمة وعين تموشنت وغيرها, إلا تصديقا لطبع متأصل في الشعب الجزائري الممجد لتاريخه ووطنه وحريته”.

رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة

رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة

وجه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, اليوم الأربعاء, رسالة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة, المخلد للذكرى ال80 لمجازر الثامن مايو 1945 , هذا نصها الكامل:

“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,

        أيتها المواطنات, أيها المواطنون,

يحتفي الشعب الجزائري في الثامن (08) ماي – باعتزاز – بذكرى انتفاضة شعبية فاصلة، اقتربت بنضالات الحركة الوطنية على مدى عقود إلى لحظة تاريخية حاسمة, والتحول إلى جبهة الكفاح المسلح الذي غدا سبيلا لا بديل عنه، للخلاص من استعمار دموي، سجل عليه تاريخ البشرية حصيلة أزيد من قرن من الانتهاكات الفظيعة في حق الشعب الجزائري.

وفي هذا اليوم الوطني المخلد للذكرى الثمانين (80) لمظاهرات 08 ماي 1945، يقف الجزائريات والجزائريون عند هذه الذكرى التي تبرز حجم وقساوة المعاناة التي تكبدها شعب مقاوم معتز بشدة بأسه بالأمس واليوم وغدا في دفع العدوان عن أرضنا الطاهرة, وبصبره وسخاء دمه فداء للوطن.

وما أصدق مظاهرات الثامن (08) من ماي في التعبير عن تعلق الشعب الجزائري بالحرية والكرامة والأنفة، وهو يخرج قبل ثمانين عاما مواجها أبشع جرائم الإبادة، والجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث، مضحيا بأكثر من 45.000 شهيد في سبيل الحرية والإنعتاق.

إن إحياء هذه الذكرى الأليمة بروح الوفاء لأسلافنا الذين تحملوا أهوالا ومآس مدمرة للإنسان والأرض، هو وجه للثبات على حفظ أمانة الشهداء، يرسخ في الوجدان طبيعة الهوية الوطنية، التي تشكل عمقها، وتبلورت ملامحها من مقاومات ونضالات وكفاح أجيال تربطها جسور التواصل ويجمعها حب الوطن.

وما هذه اللحظة المؤثرة التي تعود فيها ذكرى استشهاد عشرات الآلاف من أعز أبناء هذا الوطن في كل من سطيف وخراطة وقالمة وعين تموشنت وغيرها، إلا تصديقا لطبع متأصل في الشعب الجزائري الممجد لتاريخه ووطنه وحريته.

إن الجزائر السيدة، الأبية والمنتصرة تبني صرح حاضرها، وتتطلع بالعزم والعمل إلى مزيد من التنمية المستدامة, تدفعها اليوم إرادة الوطنيين الغيورين على وطنهم العاملين- في هذه المرحلة الدقيقة- على حشد قدراتها لتثبيت مكانتها إقليميا وعالميا, يسندها رصيد تاريخي باعث لفخر الشعب الجزائري المجبول على الشجاعة وإعلاء مبادئ الحق والحرية.

وتمسكا بحق شعبها، واعتبارا لقداسة إرث المقاومة والكفاح, وارتباطا بنهج نوفمبر ورسالة الشهداء الأبدية، فإن الجزائر لا تقبل – إطلاقا – أن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار.

إن الشعب الجزائري الذي صنع بالأمس من المعاناة والتضحيات أمجادا لن توقف مسيرته صعوبة التحديات وسيزداد عزما في مواجهة الناقمين على مبادئنا واستقلال قرارنا الوطني، وإفشال مكائدهم بمواصلة التقدم على طريق تحقيق الإنجازات الكبرى، للبنية التحتية في كل المناطق، وتجسيد إستراتيجية وضع اقتصادنا على مسار جديد للاستثمار الرشيد في مقدرات الجزائر الهائلة, والارتقاء بمستويات رفاه الشعب الجزائري، الذي انتصر بعبقريته في كل المراحل على الصعوبات، كما تعلم من تاريخه, ومن الشهداء الذين نترحم على أرواحهم الطاهرة في هذه المناسبة الخالدة.

        تحيا الجزائر

        المجد والخلود لشهدائنا الابرار

        والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته”.

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية أمام المنتدى الإفريقي الثالث للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي من أجل التنمية المستدامة

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية أمام المنتدى الإفريقي الثالث للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي من أجل التنمية المستدامة

فيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون التي تلاها نيابة عنه الوزير الأول, نذير العرباوي أمام المنتدى الإفريقي الثالث رفيع المستوى للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي المنعقد اليوم الأربعاء بعاصمة سيراليون, فريتاون:

“بسم الله الرحمن الرحيم، عليه أتوكل وبه أستعين،

– فخامة الدكتور يوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون،

– أصحاب المعالي والسعادة،

– السيدات والسادة،

أود في البداية أن أعرب عن عظيم شكري وبالغ تقديري لمبادرة أخي وصديقي فخامة الدكتور يوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون، باحتضان هذا المنتدى الإفريقي رفيع المستوى الذي يضطلع بدور هام في تعزيز التعاون جنوب – جنوب وترقية الشراكات الثلاثية من أجل دعم التنمية المستدامة.

والشكر موصول كذلك للأمانة القارية للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء ومن خلالها إلى مفوضية الإتحاد الإفريقي، على تنظيم هذا المنتدى الهام، الذي أتمنى لأشغاله كل النجاح والتوفيق في تحقيق ما يصبوا إليه من أهداف سامية في سبيل تعزيز جهودنا الجماعية والتزامنا المشترك بتنفيذ أجندة الإتحاد الإفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة في إفريقيا، مع مواصلة العمل في الوقت ذاته على ترقية الحلول الناجعة في ظل عالم يشهد تغيرات وتطورات سريعة وبالغة التعقيد.

صاحب الفخامة،

السيدات والسادة،

انطلاقا من إيمانها العميق بفضائل التعاون جنوب – جنوب والتعاون الثلاثي كعامل محفز للسلام والازدهار المشترك والتنمية المستدامة، جعلت الجزائر من هذا التعاون أحد المحاور الأساسية لسياستها الخارجية، وستواصل دعمها لعالم متعدد الأقطاب قائم على التضامن والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومناصرا ثابتا لحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وستبقى الجزائر ملتزمة بالمساهمة في الجهود الدولية الرامية لترقية التعاون جنوب-جنوب في إطار مجموعات الإنتماء متعددة الأطراف، كما كانت في طليعة الجهود الدولية الرامية لإقامة نظام اقتصادي دولي جديد قائم على الحق والعدالة في التنمية.

لقد بادرنا من أجل تكريس هذا المسعى باتخاذ عدة قرارات ومبادرات هامة على غرار إنشاء الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية ومراجعة الإطار القانوني والمؤسساتي للاستثمار، لتأكيد التزامنا بتسهيل الشراكة وتشجيع الاستثمار، وخلق فرص العمل، وتوسيع الروابط الاقتصادية بين بلدان الجنوب.

كما حرصنا على إدراج التعاون بين بلدان الجنوب في الإستراتيجية الوطنية للتنمية، وسنواصل تقديم الدعم والمساعدة لصالح الدول التي تواجه صعوبات اقتصادية وتنموية.

ومن أجل ضمان فعالية هذه المساعي، أرست الجزائر مقاربة شاملة ترتكز على ترقية الحوار والتواصل الإيجابي، مع المساهمة باستمرار في العمل متعدد الأطراف المخصص للتعاون بين بلدان الجنوب، على غرار مجموعة ال 77 + الصين وحركة عدم الانحياز. وقد سمح هذا النهج باضطلاع الجزائر بدور فاعل في تعزيز التكامل الإقليمي والتمكين المتبادل. وستظل هذه القيم العناصر الرئيسية لسياستها الخارجية.

ومن هذا المنطلق، تدعو الجزائر إلى توسيع نطاق التعاون بين بلدان الجنوب، ليشمل، بالإضافة إلى مجالات التعاون القائمة، العديد من المواضيع التي تشكل تحديات دولية على غرار المسائل الجوهرية ذات العلاقة بالمناخ والهجرة والطاقة والأمن الغذائي والمائي والذكاء الاصطناعي.

كما تعتبر الجزائر أن التعاون الاقتصادي جنوب – جنوب في مختلف المجالات، لاسيما المالية والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا، من شأنه المساهمة في معالجة الاختلالات والفجوات الموجودة على مستوى النظام الاقتصادي الدولي.

فخامة الرئيس،

السيدات والسادة،

إن رئاسة الجزائر لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء تجسد التزامها الراسخ بترقية الحوكمة الرشيدة والمساهمة في الجهود التكاملية على مستوى القارة الإفريقية من إرساء السلام والاستقرار والازدهار.

ولا يفوتني، في هذا الصدد، التنويه بتوسيع نطاق ولاية ومهام الآلية الإفريقية عام 2017، لتشمل رصد وتقييم الأجندة الإفريقية 2063 وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 لتحقيق أهداف التنمية والحكم الرشيد، الذي شكل نقطة تحول مكنتها من معالجة واسعة لقضايا الحوكمة والتنمية في قارتنا.

كما قدمت الآلية الإفريقية من خلال أكثر من 30 مراجعة وطنية ومستهدفة، رؤى وتوصيات عملية بقيادة إفريقية في مجالات الحوكمة السياسية، والاقتصادية، والمساواة وبناء القدرات المؤسساتية.

والأهم من ذلك، أن هذه الآلية الإفريقية تجسد مبادئ التعاون بين بلدان الجنوب، فهي آلية قارية ترتكز على الحوار بين النظراء وتبادل التجارب بين الدول الأعضاء، وتؤكد الطموح الجماعي لإفريقيا من أجل تعزيز الممارسات الديمقراطية وتمتين دعائم دولة القانون .

ومن منطلق مسؤوليتها القارية، تساهم الجزائر في تعزيز التنسيق بين أجهزة الاتحاد الإفريقي ووكالات التنمية لتفعيل توصيات الآلية الإفريقية، لاسيما من خلال مبادرات مثل برنامج الحوكمة القارية، ومشروع إنشاء وكالة إفريقية للتصنيف الائتماني، ومشروع GOV – Tech، باعتبارها أدوات قادرة على إحداث تغيير حقيقي في إطار جهود التعاون الأوسع بين بلدان الجنوب.

صاحب الفخامة،

السيدات والسادة،

باعتبارها من الدول المؤسسة لمبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد)، التي تنص بوضوح على التزام إفريقيا بتطوير وتعزيز الشراكات جنوب – جنوب بهدف ضمان التنمية المستدامة، تشارك الجزائر بشكل فعال في العديد من مشاريع التعاون الإقليمي في إطار هذه المبادرة الإفريقية، بما في ذلك في مجالات التنمية البشرية والزراعة وتجارة الطاقة ونقل التكنولوجيا.

ولهذا الغرض، استكملت الجزائر الجزء الواقع على أراضيها من مشروع الطريق السريع العابر للصحراء الذي سيربط الجزائر بمدينة لاغوس. وبالإضافة إلى ذلك، يجري تنفيذ مشروع الطريق الرابط بين مدينتي تندوف في الجزائر وزويرات في موريتانيا، والذي سيفتح بدوره آفاقا حقيقية لتنمية العلاقات الثنائية وتحقيق التكامل الإقليمي.

علاوة على ذلك، فإن مشروع إنشاء خط انابيب الغاز العابر للصحراء، وصل إلى مرحلة متقدمة من الدراسات. ومن المؤكد أن هذا المشروع سيساهم في فتح آفاق واعدة لدول العبور والمنطقة بأكملها، ليس فقط من حيث تعزيز تكامل الأنشطة الاقتصادية وجذب الاستثمارات، ولكن أيضا من حيث تحسين الظروف المعيشية للسكان وحماية البيئة.

هذا وتعمل الجزائر على مد الألياف البصرية إلى غاية الحدود مع النيجر وموريتانيا، وهو ما سيساهم في تقليص الفجوة الرقمية ويعزز الولوج إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لتكون متاحة للجميع.

بالإضافة إلى ما سبق، وعلى مستوى التعاون التجاري، ستحتضن الجزائر خلال الفترة من 4 إلى 10 سبتمبر 2025، الدورة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية (IATF 2025) الذي يمثل محطة هامة للفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال الأفارقة لاستكشاف فرص الشراكة والاستثمار في إفريقيا، في سياق مشروع التكامل الاقتصادي القاري.

صاحب الفخامة،

السيدات و السادة،

إن إيمان الجزائر والتزامها بالتضامن الإفريقي ومساهمتها في تعزيز التعاون جنوب – جنوب قائم وثابت ودائم، مع حرصها الدؤوب على ترقية التعاون الإقليمي والإفريقي والدولي لبلوغ النتائج المرجوة وتحويلها إلى واقع ملموس، وتعظيم الاستفادة المتبادلة من التجارب المحلية.

فلنغتنم هذه الفرص ليس فقط لتعزيز التعاون جنوب -جنوب، بل لبناء نموذج تنموي شامل وذلك لجعل قارتنا الإفريقية شريكا فاعلا حقيقيا في بناء معالم نظام عالمي أكثر عدلا وإنصافا .

أشكركم على حسن الإصغاء

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.”

رئيس الجمهورية يدعو إلى توسيع نطاق التعاون جنوب-جنوب

رئيس الجمهورية يدعو إلى توسيع نطاق التعاون جنوب-جنوب

دعا رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, في كلمة له أمام المنتدى الإفريقي الثالث رفيع المستوى للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي المنعقد اليوم الأربعاء بعاصمة سيراليون, فريتاون, إلى توسيع نطاق التعاون بين بلدان الجنوب ليشمل, بالإضافة إلى مجالات التعاون القائمة, العديد من المواضيع التي تشكل تحديات دولية على غرار المسائل الجوهرية ذات العلاقة بالمناخ والهجرة والطاقة والأمن الغذائي والمائي والذكاء الاصطناعي.

وفي الكلمة التي تلاها نيابة عنه الوزير الأول, السيد نذير العرباوي, أكد رئيس الجمهورية أن “الجزائر جعلت من التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي أحد المحاور الأساسية لسياستها الخارجية, إيمانا منها بفضائل هذا التعاون, باعتباره عاملا محفزا للسلام والازدهار المشترك والتنمية المستدامة”, مشددا على أنها “ستواصل دعمها لعالم متعدد الأقطاب, قائم على التضامن والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومناصرا ثابتا لحق الشعوب في تقرير مصيرها”.

كما أكد رئيس الجمهورية أيضا أن الجزائر “ستبقى ملتزمة بالمساهمة في الجهود الدولية الرامية لترقية التعاون جنوب-جنوب في إطار مجموعات الانتماء متعددة الأطراف, كما كانت في طليعة الجهود الدولية الرامية لإقامة نظام اقتصادي دولي جديد قائم على الحق والعدالة في التنمية”.

وفي هذا السياق, استذكر رئيس الجمهورية “العديد من المبادرات والقرارات الهامة التي اتخذتها الجزائر لتكريس هذا المسعى, على غرار إنشاء الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية ومراجعة الإطار القانوني والمؤسساتي للاستثمار, لتأكيد التزامها بتسهيل الشراكة وتشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل وتوسيع الروابط الاقتصادية بين بلدان الجنوب, فضلا عن حرصها على إدراج التعاون بين بلدان الجنوب في الاستراتيجية الوطنية للتنمية ومواصلة تقديم الدعم والمساعدة لصالح الدول التي تواجه صعوبات اقتصادية وتنموية”.

ومن أجل ضمان فعالية هذه المساعي, أوضح رئيس الجمهورية أن الجزائر “أرست مقاربة شاملة ترتكز على ترقية الحوار والتواصل الإيجابي مع المساهمة باستمرار في العمل متعدد الأطراف المخصص للتعاون بين بلدان الجنوب, على غرار مجموعة الـ77 + الصين وحركة عدم الانحياز, وهو ما سمح لهذا النهج باضطلاع الجزائر بدور فاعل في تعزيز التكامل الإقليمي والتمكين المتبادل”.