واستهلت هذه الزيارة, التي تدخل في اطار تعزيز علاقات التعاون الأمني والتنسيق الثنائي بين الأجهزة الشرطية للبلدين, بمحادثات ثنائية جمعت المدير العام للأمن الوطني, السيد علي بداوي, بنظيره الكونغولي السيد أندري فيس أوباميايتو تمحورت حول “سبل تعزيز التعاون الأمني في مختلف المجالات لاسيما التكوين والتدريب المتخصص, الجريمة السيبرانية, الشرطة العلمية والجريمة المنظمة العابرة للحدود, بالإضافة إلى توحيد الجهود والتنسيق ضمن آلية الاتحاد الإفريقي للتعاون الشرطي +أفريبول+”.

وبالمناسبة, أوضح السيد بداوي أن هذه الزيارة التي تعكس الإرادة المشتركة “تشكل فرصة مواتية للدفع بالتعاون الشرطي المشترك إلى أرقى المستويات”.

من جانبه أعرب المدير العام قائد قوات الشرطة للكونغو عن إرادته في تعزيز العلاقات الثنائية لاسيما في مجال التكوين العملياتي والمتخصص لمجابهة مختلف انواع الجريمة والاستفادة من التجربة والخبرات الجزائرية في مختلف المجالات الأمنية.

وبعد زيارة مقر المديرية العامة للأمن الوطني, قام وفد الشرطة الكونغولية بزيارة إلى المخبر المركزي للشرطة العلمية و التقنية ب”الابيار” بالجزائر العاصمة, أين قدم له عرض تقني شامل حول الهيكل التنظيمي للمخبر ومهامه، والتجهيزات الحديثة المعتمدة في مجالات تحليل الأدلة الجنائية.

وبعدها انتقل الوفد إلى مقر جمهرة العمليات الخاصة للشرطة ” GOSP” ببودواو اين اطلع على مختلف الهياكل, المهام, وتكوين أفرادها, ليتابع بعدها استعراضات ميدانية وتمارين محاكاة قدمها أفراد الجمهرة, أبانت عن الاحترافية والجاهزية العملياتية.

وفي ختام الزيارة, حل الوفد ضيفا على مديرية الوحدات الجمهورية للأمن, حيث تابع تمارين ميدانية لعمليات حفظ النظام العام قدمها أفراد الوحدات الجمهورية للأمن, إضافة إلى عروض محاكاة نفدتها فرقتي المتفجرات والأنياب التابعة للأمن الوطني.

وجاء في بيان للمديرية العامة للأمن الوطني “شارك المدير العام للأمن الوطني السيد علي بداوي، اليوم الأربعاء 04 ديسمبر 2024، على رأس وفـد ضم إطارات سامة من المديرية العامة للأمن الوطني, في أشغال المؤتمر الـ 48 لقادة الشرطة والأمن العرب بتونس, بحضور قادة الشرطة والأمن للدول العربية وممثلين عن هيئات أمنية دولية وإقليمية” في كلمته أمام المشاركين – يضيف نفس المصدر – “دعا المدير العام للأمن الوطني إلى ضرورة تعزيز العمل الأمني العربي المشترك, في ظل التهديدات الأمنية التي تشهدها المنطقة العربية, وتنامي الإجرام بأشكاله المختلفة لا سيما الجريمة المنظمة العابرة للوطنية المتعلقة بالمخدرات، الجرائم الإلكترونية، تهريب المهاجرين والإتجار بالبشر وجرائم الذكاء الاصطناعي.

 كما إستعرض أيضا “تجربة الشرطة الجزائرية في مكافحة جرائم الإحتيال المالي الإلكتروني المرتكزة على عصرنة مصالحها المتخصصة وإعتماد الحلول التقنية المبتكرة بما يتوافق مع تنوع وتطور هذه الجرائم ” مضيفا في هذا الاطار أن “الشرطة الجزائرية استحدثت مصالح مركزية وفرق متخصصة في مواجهة الجرائم السيبرانية والمالية” والتي “مكنت من تحقيق نتائج ميدانية إيجابية” إضافة إلى “تكثيف الحملات التوعوية من أجل الرفع من وعي المواطنين تجاه هذه الجرائم المستحدثة”.

كما نوه ب”حرص الشرطة الجزائرية على تعزيز التعاون الدولي والعربي من خلال التبادل السريع والآني للمعلومات والأدلة الرقمية وتبادل الخبرات, ضمانا لمجابهة فعالة لهذا الموجات السيبرانية مع ضرورة الإستثمار في الجانب التدريبي وتأهيل الموظفين لمسايرة التطور الحاصل في تقنية المعلومات”.

و على هامش أشغال المؤتمر كانت للسيد المدير العام للأمن الوطني لقاءات ثنائية جمعته بالسيد فالديسي أوركيزا الأمين العام لمنظمة الأنتربول وكذا قادة ورؤساء وفود الشرطة لكل من جمهورية مصر العربية، سلطنة عمان ودولة فلسطين، تم خلالها “تبادل الرؤى حول القضايا ذات الإهتمام الأمني المشترك وتعزيز التعاون الشرطي في مجال التدريب التكوين وتعزيز القدرات”, وفقا لذات المصدر

وقد عرفت فعاليات هذا المؤتمر, –حسب ذات البيان– “الإعلان عن تتويج الشرطة الجزائرية بجائزتين (02) في مسابقة الأفلام التوعوية, تحت عنوان “إبراز الجانب الإنساني لرجال الشرطة” و “أهمية حث مدمني المخدرات على التقدم إلى مراكز علاج الإدمان”, كما تحصلت الجزائر على خمسة 05 جوائز ضمن جائزة الأمير نايف للأمن العربي لعام 2024 “.

وأوضح نفس المصدر أنه خلال هذه الأشغال, “تم عقد حلقات نقاش تفاعلية تطرق فيها خبراء الأمن في العالم, للأبعاد المستقبلية للعمل الشرطي الدولي ضمن منظمة +انتربول+ وكذا مناقشة البرامج العالمية المتعلقة بالاستراتيجيات التعاونية بين الدول الأعضاء, في ظل تصاعد الجريمة المنظمة وحتمية التكيف مع الأساليب الإجرامية المستحدثة”.

وعرفت أشغال هذه الدورة “انتخاب الأمين العام الجديد للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية +انتربول+ السيد فالديسي أوركيزا, من دولة البرازيل خلفا للسيد يورغن ستوك, المنتهية عهدته”.

وعلى هامش مشاركته في أشغال الجمعية العامة, أجرى السيد بداوي “لقاءات ثنائية مع بعض رؤساء الوفود الشرطية المشاركة, المتمثلة في كوريا الجنوبية, روسيا, إيران, الهند, تركيا, وألمانيا”, حيث تناولت هذه اللقاءات “سبل توطيد آليات التعاون الشرطي وتبادل الخبرات والتعاون في بناء القدرات, في سبيل الوقاية من الجريمة ومكافحتها”.