الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية “تهاقرت .. ملحمة الرمال” بالجزائر العاصمة

الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية “تهاقرت .. ملحمة الرمال” بالجزائر العاصمة

 احتضنت أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”, أمس الخميس بالجزائر العاصمة, تقديم العرض الأولي لمسرحية “تهاقرت … ملحمة الرمال”, التي تسلط الضوء على مرحلة حاسمة من تاريخ المقاومة في جنوب الجزائر ضد الجيش الاستعماري الفرنسي, بحضور جمهور غفير.

وشهد العرض حضور وزير الثقافة والفنون, زهير بللو, وعدة أعضاء من الحكومة وممثلين عن غرفتي البرلمان وبعثات دبلوماسية معتمدة بالجزائر, إضافة إلى عدد من مديري المؤسسات الثقافية التابعة للوصاية, من بينهم مدير ديوان رياض الفتح, مراد شويحي، ومدير أوبرا الجزائر, عبد القادر بوعزارة.

وتسرد هذه المسرحية الملحمية, الممتدة لـ 65 دقيقة, صمود رجال ونساء الجنوب الجزائري (“تهاقرت” في اللغة الأمازيغية تعني “المرأة الحرة”) في الدفاع عن أراضيهم ضد غزو الجيش الاستعماري الفرنسي. وشارك حوالي خمسين فنانا من ممثلين وراقصين من مختلف مناطق الجزائر, بحيث جسدوا بطولات المقاومات الشعبية في الجنوب الجزائري التي قادها آنذاك قادة حرب شجعان مثل الشيخ أمود المختار وإبراهيم آغ أبكده.

وتبادل الممثلون الحوارات بلغة وسيطة تمزج بين العربية وإحدى اللهجات المحلية للأمازيغية, وبرقصات ذات الطابع الجمالي العالي من تصميم أنيا قاسي. كما عرضت على شاشة كبيرة مقاطع فيديو لمقاومات شعبية أخرى تركت بصمة في مختلف مناطق الجزائر منذ السنوات الأولى للاستعمار, مثل تلك التي قادها الأمير عبد القادر وفاطمة نسومر.

وفي مداخلة له بهذه المناسبة, أكد وزير الثقافة والفنون على “التكامل الموجود بين عدة هيئات تحت الوصاية لإنجاز هذا العرض الملحمي الذي ساهمت فيه أيضا وزارة المجاهدين وذوي الحقوق”.

كما ذكر بأن قطاعه قد أعد “برنامجا ثريا ومتنوعا في مختلف التخصصات الفكرية والفنية, لإحياء الذكرى السبعين (70) لاندلاع ثورة التحرير الوطني والذي سيتواصل إلى غاية نوفمبر 2025, في جميع ولايات الوطن”.

وأعرب السيد بللو عن “إرادته الصارمة للعمل على أن يكون الإنتاج الثقافي المقبل في جميع التخصصات التابعة لقطاعه حاملا لقيمة مضافة وقيمة فنية وثقافية يضمن لها التوزيع والترويج محليا ووطنيا ودوليا”, وهو الأمر الذي, حسب قوله, “سيمكننا من إدماجها في السوق الثقافية في الجزائر والعالم”.

وأشاد الوزير أيضا “بالجودة العالية” للفنانين والمثقفين الجزائريين المقيمين بالجزائر أو خارجها, القادرين, حسب قوله, على “أن يكونوا في الصفوف الأمامية لتعزيز الشخصية والهوية الوطنية, والعمل على تحقيق أمننا الثقافي من خلال الحفاظ على تراثنا المتجذر منذ آلاف السنين”.

وسيعاد عرض العمل الملحمي “تهاقرت… ملحمة الرمال”, الذي انتجه الديوان الوطني للثقافة والفنون تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون, بالتعاون مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق وأوبرا الجزائر “بوعلام بسايح” والمكتب الوطني للثقافة والإعلام, يوم الجمعة في نفس التوقيت والمكان.

عرض المسرحية الغنائية “ثمن الحرية” بالجزائر العاصمة حول مساهمة الفن في الثورة التحريرية

عرض المسرحية الغنائية “ثمن الحرية” بالجزائر العاصمة حول مساهمة الفن في الثورة التحريرية

تم تقديم العرض الأولي للمسرحية الغنائية الدرامية “ثمن الحرية”, يوم الخميس بالجزائر العاصمة, و هي أوبيرات حول مساهمة الأغنية والموسيقى في حرب التحرير الوطني, في إطار إحياء الذكرى ال70 لاندلاع الثورة الجزائرية بحضور جمهور غفير. 

و قد جرى هذا العرض الذي احتضنه دار الأوبرا بوعلام بسايح بحضور وزيرة الثقافة صوريا مولوجي و موظفين سامين من مختلف الهيئات الرسمية للدولة و كذا ممثلين عن مختلف البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالجزائر.

و قام بتنشيط أوبيرات “ثمن الحرية” التي أخرجها ربيع قشي عن نص لهارون الكيلاني حوالي 200 فنان من ممثلين و راقصي باليه وموسيقيين وتقنيين ومصورين.

كما تم إسهام العديد من تخصصات فنون الأداء تخليدا لذكرى المغنيين و الموسيقيين الذين دافعوا, بالنفس و النفيس, عن القضية الوطنية من خلال الكلمات المعبرة و الصوت القوي و الرنان في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تخوض حربا من أجل استقلالها.

في هذا الصدد, أكد مدير أوبرا الجزائر عبد القادر بوعزارة أن العرض الذي نظمته وزارة الثقافة و الفنون “يتناول لأول مرة تاريخ النشيد الوطني +قسما+” إذ يعتبر ذلك بمثابة  “شهادة عرفان وامتنان من كل الشعب الجزائري تجاه هؤلاء الفنانين المناضلين الشجعان الذين تركوا ديارهم وتركوا كل شيء وراءهم للانضمام إلى صفوف جبهة التحرير الوطني”.

و تم عرض هذه المسرحية التي دامت 90  دقيقة  في أربعة مشاهد, خصص المشهد الأول منها للملحمة الكبرى للنشيد الوطني”قسما” و لمؤلفها مفدي  زكريا “شاعر الثورة” قبل تلحينه من طرف محمد فوزي وأخيرا مسار صانع مقدمته المدوية مع دقات الطبول، المايسترو الراحل هارون رشيد”.

و تضمن المشهد الثاني استذكار العديد من الفنانين الذين روجوا للقضية الجزائرية على غرار علي معاشي و فضيلة دزيرية، ومصطفى كاتب و أكلي يحياتن و خليفي أحمد و محمد الباجي، وفريد علي وغيرهم  الذين “ساهموا في إسماع صوت الجزائر في حربها ضد الاستعمار الفرنسي، في جميع أنحاء العالم”.

 رافق صناع هاته المسرحية الموسيقية التي تعد “الأولى من نوعها في الجزائر” التي تعرض على المباشر, من عازفي الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر ال47 و كذا مغنيي جوق ولاية الجزائر بقيادة زهير مزاري و حوالي عشرين راقصة و راقص باليه أوبرا الجزائر بقيادة مصممة الرقصات نوارة ايدامي, كوكبة من الممثلين و المطربين الذين تمكنوا من نقل ثراء النص شاغلين كافة مساحات المسرح.

و نجح ممثلو هذا العرض الفريد من نوعه على غرار حسان كشاش و وحيد عاشور و سفيان عطية و ابو بكر الصديق بن عيسى و محمد الصغير بن داوود و المغنيين خالد محبوب و لمياء آيت عمارة, الذين ارتدوا أزياء عريقة تحاكي الماضي مصممة من طرف زوبيدة ستي, في تسليط الضوء على أعمال كل فنان من الفنانين المناضلين الذين تطرق إليهم العرض.

كما كان للسينوغرافيا المصممة من طرف عبد الغاني شنتوف و الموسيقى من اعد اد يونس بحري دورا هاما في ابراز اللوحات الجميلة للعرض, مما أحيى ذكريات سنوات الحرب ضد الاستعمار الفرنسي.

و في نهاية العرض, قامت فرقة المزود للحرس الجمهوري, بقيادة عبد الباقي براهيم بعزف عشرات المقاطع للتراث الجزائري الموسيقي الثري بمختلف طبوعه, القبائلي, الشاوي, الصحراوي, النايلي, العاصمي, التلمساني, البدوي …و غيرها.

و تفاعل الجمهور الغفير بشكل كبير مع اللحظات البارزة في العرض من خلال الزغاريد و التصفيقات الحارة و المتكررة مستمتعين بكل لحظة من أوبيرات “ثمن الحرية” و هي من إنتاج وزارة الثقافة و الفنون.