شنغهاي.. حيث يلتقي الماضي بالحاضر
شنغهاي ليست مجرد مدينة، إنها قصة، قصة تحولات دراماتيكية بدأت من قرية للصيادين صغيرة وإنتهت بكونها واحدة من أهم المراكز المالية والتجارية في العالم، قصة تزاوج بين التراث الثقافي الغني والحداثة المذهلة، قصة نجاح إستثنائي تحكي عن قوة الإرادة البشرية وقدرة المدن على التطور والتجدد.
بمجرد أن يَذكر ربان الطائرة بداية الوصول إلى مطار “بودونغ”، حتى تتراءى لك ناطحات السحاب شامخة في سماء هذه المدينة الصينية، التي كانت إلى حدود 25 سنة خلت، لا تتوفر على ناطحة سحاب واحدة، أو وسيلة من وسائل النقل الحديث.
هذه المدينة صارت حاليا قبلة للزوار من كافة أنحاء العالم، إنها شنغهاي، حيث إن كل يوم يمر تسير معه المدينة بسرعة، وكل ذلك يغير سنويا من خريطتها بناطحات سحاب جديدة، وبنايات جديدة، ومشاريع عملاقة جديدة، حيث يصعب جدا أن تختزل المدينة في بضعة أسطر، ويصعب أكثر أن تحيط بها من خلال زيارة واحدة.
تعد مدينة شنغهاي أو “فوق البحر”، وفق ترجمتها باللغة العربية، أكبر مدينة في الصين من ناحية، وأكبر
مدينة من حيث عدد السكان في العالم من ناحية أخرى، حيث يبلغ عدد سكانها الإجمالي 26.3 مليون .نسمة حسب إحصائية 202،على رقعة جغرافية لا تتجاوز 6340 كيلومتر مربعا.
تقع المدينة في مصب نهر اليانغتسي، حيث يقسم نهر “هوانغبو” المدينة إلى منطقتين هما: “بودونغ” و”بوكسي”. ويبدو أفق “بودونغ” العصري للغاية وكأنه قطعة مستمدة من عالم السحر والخيال الحافل بأجواء عصرية لا مثيل لها؛ أما فيما يتعلق بمنطقة “بوكسي”، فيمكنك الاستمتاع بالسير في حي “بوند” الممتد على ضفاف النهر للاستمتاع بأصالة مدينة شنغهاي القديمة. وتتمتع بموقع جغرافي متميز، جعل منها ميناءا تجارياً مهماّ، وإحدى أكبر أقطاب الصناعة في البلاد، وهي أيضا أهم مركز اقتصادي ومالي تجاري وثقافي وعلمي وتكنولوجي في آسيا الشرقية، وتمتلك أول منطقة للتجارة الحرة في البر الرئيسي الصيني،كما تعتبر أيضا مركزا للتطور والتنمية في البلاد، وقلب الصين النابض.
شنغهاي..قصة مدينة تحولت من قرية صيادين الى عاصمة إقتصادية
شنغهاي، جوهرة التاج الصيني، مدينة ساحرة تجمع بين عمق التاريخ وحضارة الأجداد وبريق المستقبل وتطلعاته. إنها مدينة متناقضات، حيث يقف الماضي شامخًا جنباً إلى جنب مع الحاضر النابض بالحياة، لتشكل لوحة فنية فريدة تجذب إليها الزوار من كل حدب وصوب.
ماضي مجيد وأسوار صينية شامخة
تأسست شنغهاي في القرن العاشر الميلادي، وكانت قرية صيادين صغيرة، ولكن سرعان ما تحولت إلى مركز تجاري مزدهر بفضل موقعها الاستراتيجي على نهر اليانغتسي. في القرن التاسع عشر، أصبحت شنغهاي ميناءً مفتوحًا للتجارة الخارجية، مما أدى إلى تدفق التجار والمستثمرين الأجانب، وجعل منها “باريس الشرق”.
شهدت شنغهاي خلال القرن العشرين تطورات هائلة، حيث أصبحت مركزًا ثقافيًا وفنيًا، وظهرت فيها ناطحات السحاب الحديثة والمباني الأنيقة المستوحاة من العمارة الأوروبية. ومع ذلك، عانت المدينة من ويلات الحرب العالمية الثانية، ولكنها تمكنت من النهوض من جديد بعد انتهاء الحرب، واستعادة مكانتها كمركز تجاري رئيسي.
حاضر نابض بالحياة ومستقبل واعد
اليوم، تعد شنغهاي واحدة من أهم المدن العالمية، وتتميز باندماجها الفريد بين التقاليد الصينية الحديثة. تشتهر المدينة بناطحات السحاب الشاهقة، والمتاحف العالمية المستوى، والأنظمة النقل المتطورة، مما يجعلها وجهة سياحية جذابة للمسافرين من جميع أنحاء العالم.
جامعة جياو تونغ بشنغهاي
منارة للعلم والحداثة، يعود تاريخها الى أزيد من 120 سنة، وتعتبر ثالث جامعة في الصين، ومن أشهر الجامعات العالمية و تحتل المركز 52 في الترتيب العالمي للجامعات لعام 2025.
يعني اسم “جياو تونغ” بالصينية «التواصل» أو «الاتصالات» وذلك لأنّها كانت في البداية تابعة للهيئة
الرسمية الخاصة بالاتصالات والتلغراف في الصين، ولكنّ هذا المعنى لا يظهر حاليًا في اسم الجامعة التي باتت جامعة تدرس العديد من التخصصات في كافة مجالات المعرفة.
مرت الجامعة بالعديد من المراحل منذ تأسيسها كمدرسة في العام 1896 إلى أن أصبحت جامعة بعد انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1952 بعد أن رأت الحكومة الشيوعية ضرورة بناء جامعات حكومية على طراز الجامعات التقنية المتخصصة في دول الاتحاد السوفييتي. وتتكون الجامعة في الوقت الحالي من 20 كلية، الى جانب كلية للدراسات العليا. وتقدم الجامعة 60 برنامجاً أكاديمياً في مرحلة البكالوريوس و179 برنامجاً في مرحلة الماجستير، و22 تخصصاً و143 تخصصاً فرعياً في الدكتوراه، 23 برنامجاً في مراحل ما بعد الدكتوراه وغيرها من البرامج الأكاديمية المتخصصة. ويصل عدد الطلبة الملتحقين في الجامعة بدوام كامل إلى 38.000 طالب، منهم 19.432 طالبا في مرحلة البكالوريوس و13.628 في مرحلة الماجستير والدكتوراه، و2080 طالبا وافداً من مختلف أنحاء العالم، ويدرس في الجامعة ما يزيد على 1420 أستاذاً وأستاذاً مشاركاً.
شنغهاي حاضنة الذكاء الإصطناعي
بدأ تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي في شنغهاي بشكل مبكر، وظلت الصناعة تحقق تقدما سريعا. وفي الوقت الحاضر، باتت شنغهاي تضم أكثر من 350 شركة ذكاء اصطناعي كبرى، بقيمة إنتاج تزيد عن 380 مليار يوان، أي حوالي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل خمس سنوات.
تدمج الروبوتات الذكية التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والتصنيع المتطور، والمواد الجديدة. وتمثل محركا جديدا للنمو الاقتصادي ومرحلة جديدة من المنافسة التكنولوجية. ومن خلال تشكيل زخم جديد ومزايا جديدة للتنمية، رسمت شنغهاي مسارًا جديدًا للروبوتات الذكية وقامت بتسريع إنتاجية جديدة عالية الجودة.
و لتطوير هذا المجال من الصناعات، أصدرت شنغهاي خطة عمل لتعزيز الابتكار عالي الجودة وتطوير صناعة الروبوتات الذكية (2023-2025)، والتي اقترحت إنشاء منطقة ابتكار رائدة حول صناعة الروبوتات ذات تأثير عالمي بحلول عام 2025. ودفع الصناعة نحو تحقيق ثلاثة اختراقات، من حيث العلامة التجارية ومجالات التطبيق والنطاق الصناعي.
وفي إطار سعيها لتحسين بيئة تطوير الروبوتات الذكية، تم عقد قمة لينقانغ لمؤتمر صناعة الروبوتات الذكية في شنغهاي في نوفمبر 2023، والتي شهدت تأسيس معهد أبحاث الروبوتات وقاعدة لينقانغ لصناعة الروبوتات، إلى جانب تأسيس التحالف البيئي لصناعة الروبوتات الذكية بمنطقة لينقانغ الجديدة، والتي ستحتضن العديد من الشركات الرائدة في تطوير صناعة الروبوتات الذكية.
وتحتوي منطقة لينقانغ في الوقت الحالي على أكثر من 150 شركة ذكاء اصطناعي، بإجمالي يزيد عن 5000 موظف في مجال البحث والتطوير. تركّز على المجالات الأربعة الرئيسية للروبوتات العامة، والروبوتات الصناعية، والروبوتات الخدمية والخاصة، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
شارع بوندا.. قصة أشهر شارع في شنغهاي
تبدأ كل رحلات استكشاف المعالم المهمة في شنغهاي من بولفارد بوند ، يعتبر شارع بوندا واحدا من أشهر الشوارع في العالم،و يتميز بموقعه الإستراتيجي بشنغهاي، يمتد بطول 1.5 كيلومتر ، هذا الشارع العريض المجاور للنهر.يبدأ من شارع ياناندونغ جنوبا و بنتهي عند جسر وايبايدو على نهر سوتشو شمالا ،و يطل من الشرق على نهر هوانغبو، و يقع في غربه المؤسسات المالية و التجارية لشنغهاي القديمة.
يرجع تاريخ شارع بوندا الى العشرينيات من القرن الماضي حيث كان أشهر منطقة في آسيا، وهو يضم مجموعة من المباني الفخمة المقامة على الطراز الكلاسيكي الحديث، والبنوك الأجنبية ووكالات التأمين، والفنادق، ونوادي الطبقة الراقية.
وبعد فترة من تراجع أهميته خلال عقود الشيوعية، عاد بوند بقوة ليلعب دوره. فهذه المنطقة التي تعود إلى الماضي الاستعماري للمدينة تحمل الآن رؤية مدهشة للمستقبل التجاري للصين. خلال زيارته فستجد ، «ثري أون ذا بوند» مبنى متجر كبير لأرماني، وعدة مطاعم دولية راقية، إضافة لصالة شنغهاي للفن.
ويضم المبنى رقم 18، مركز تسوق رفيع المستوى إضافة إلى نادي بار روج. ومنطقة البوند وهي الواجهة الاستعمارية الأشهر وذات المباني الكبيرة ذات التصاميم الغربية والواقعة على ضفة نهر هوانغبو الغربي والتي بنيت ابان الاستعمار البريطاني والأميركي لشنغهاي والمناطق الصينية وتكاد تكون هي المعلم الرئيسي لشنغهاي المدينة المعروفة باسمها.
بفضل هذه العوامل أصبح شارع البوند رمزا من رموز مدينة شنغهاي ومصدر فخر للشعب الصيني، وتأثيره الثقافي يمتد الى ما هو أبعد من حدود الصين، مما يجعله أحد أهم الشوارع في العالم من الناحية الثقافية والتجارية، سواء كنت تتجول على الأرصفة المزدحمة بالسياح أو بالتمتع برؤية المباني القديمة وحركة السفن التجارية والسياحية في النهر، فهو يقدم تجربة لا تنسى.
ميدان الشعب People,s Square Shanghai.. قلب المدينة النابض
هو أكثر من مجرد ساحة عامة في شنغهاي، فهو يمثل قلب المدينة النابض ومركزها الثقافي والتجاري. يقع في حي هانغبو، وهو محاط بمجموعة من أهم المعالم والمباني التاريخية والثقافية في المدينة، قبل 1949، كانت معروف كمضمار سباق للخيول، والذي تحول لاحقا الى ميدان الشعب.
ويقع وسط الميدان متحف شنغهاي الكبير وبلدية شنغهاي ومركز التطوير للمدينة ومبنى الإدارة المحلية وبالإضافة لذلك يوجد في أسفل هذا الميدان المزدان بالمناظر والمباني الضخمة سوق كبير يمتد لمئات من الأمتار ويتصل بقطار الإنفاق عبر شبكة كبيرة تخدم المنطقة. حيث أصبح الميدان وبعد عدة تجديدات عبارة عن ساحة بأسلوب حديقة تجمع بين الإدارة، الثقافة، النقل، والتجارة.
اما مبنى متحف بلدية شنغهاي فقد رتبت المعروضات حسب نوع المادة المستخدمة في صناعتها، لتتيح لك تتبع ثورة النحت البرونزي، مثلا. وهذا المتحف واسع جدا، تستحيل رؤية كل ما يضمه في زيارة واحدة، فهو يحوي على 120000 قطعة اثرية ويعتبر أكبر متحف في الصين.
برج لؤلؤة الشرق
يعد برج لؤلؤة الشرق أحد المناظر الثقافية النموذجية في شنغهاي، و بإعتبار أن الكثير من الناس لديهم صور و ذكريات مع المدينة المحرمة في بكين، فعندما يأتون الى شنغهاي يجب عليهم أيضا الذهاب الى كورنيش شنغهاي (المعروف أيضا باسم ذا بوند)، لمشاهدة برج لؤلؤة الشرق.
برج لؤلؤة الشرق عبارة عن ناطحة سحاب في شنغهاي ، تقع على حافة شارع ليجيازو في حي بودونغ، على جانب نهر هوانغبو، مباشرة أمام بوند شنغهاي، صممت من طرف “جيا تشينغ هوان”، بإعتماد التصميم المعماري الحديث ، و قد بدأ العمل في بناء البرج سنة 1991، و إكتمل سنة 1995،بطول 468 متر ،يحتوي المبنى على برج هوائي يبث عدة قنوات تلفزيونية و إذاعية ، ويعتبر ثالث أكبر برج تلفزيون بالعالم، كما يوجد بالبرج مطعم وقاعات لرؤية شنغهاي من أعلى وقاعات اجتماع وبهو لفعاليات الترفيه بالتعلم للأطفال وبعض المحال للهدايا. ويتوافد عليه كل سنة أكثر من 3000 سائح.
متحف المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الصيني
يستقبل المتحف 5.000 زائر يوميا يقتفون أثر “ماو تسي تونغ” و رفاقه ، يقع المتحف في وسط مدينة شنغهاي العاصمة الاقتصادية للصين النابضة بالحياة، بمجرد دخولك من بوابة المتحف المظللة بأشجار “الباسوال” التي تزرع في شرق أسيا، يلفت نظرك كتاب ” مانيفيستو الحزب الشيوعي”، الذي وضع في خزينة عملاقة وسط الغرفة بالإضافة نسخة أصلية لصورة “لي دا تشاو” ، أحد مؤسسي الحزب الشيوعي الصيني،و ألة كاتبة بحروف إنجليزية له بالإضافة الى طاولة الإجتماعات التي شهدت اجتماع المؤتمر الأول للحزب في 23 يوليو 1921،أما الطابق الثاني للمتحف يضم مجموعة من التماثيل الشمعية تمثل مشهد مناقشة الممثلين المشاركين في المؤتمر أول منهاج للحزب الشيوعي الصيني ،تأسس المتحف عام 1952 أي بعد قيام جمهورية الصين الشعبية مستخدما نفس الأثاث و الأثار التي تركها الرفاق الشيوعيون. في منتصف ساحة المتحف جدارية بارزة يظهر فيها كافة وجوه الثلاثة عشر ممثلا الذين حضروا المؤتمر الأول للحزب الذي صار الحزب الحاكم في الصين و بلغ عدد أعضائه اليوم ما يقارب 100 مليون نسمة.
حديقة يو يوان
هي عبارة عن متاهة شجرية رائعة تضم طرقات، وسرادق، وتكوينات صخرية، وبرك مياه تعج بالأسماك وللوصول لهذه الحدائق، يجب أن يعبر الزوار أولا جسر التحويلات التسعة، الذي يقع فوق بحيرة، وجاء تصميمه على شكل مميز لمنع الأرواح الشريرة من عبور المياه وفي منتصف البحيرة يوجد هوكزين تينغ، أشهر بيت شاي تقليدي في المدينة.
تتميز الحديقة بتصميمها الفريد، فهي تمزج بشكل مثالي القاعات المزخرفة والمقصورة المتقنة والبحيرة المتلألئة والجسور المتعرجة والمعابد والقناطر والممرات الصخرية الرائعة، عند المشي في الحديقة، لا ينبغي التركيز فقط على الأشياء الضخمة مثل المباني والجسور، ولكن مراقبة التفاصيل أيضا، يكمن الكثير من جمال الحديقة في المنحوتات الصغيرة.
اما شارع نانجينغ التجاري فيشتهر باحتوائه المحلات التجارية المتنوعة رغم الشهرة التي يحظى بها شارع نانجينغ، أشهر شارع للتسوق في شنغهاي، فإن الغالبية الآن يتجهون إلى المراكز التجارية الكبيرة التي تصطف على جانبي شارع هوا هاي لو في منطقة الفرنش كونسيشن. وتؤوي الشوارع الجانبية المتفرعة من هذا الشارع متاجر عصرية أنيقة، مثل جوي وشنغهاي تانغ، والتي تضيف لمسات عصرية على المنتجات التقليدية، ومن بينها السترات الحريرية الصينية الشهيرة للرجال، والكيباو، وهو زي النساء التقليدي الضيق المعروف، والذي اشتهر في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين.
برج شنغهاي ” Shanghai Tower “..جوهرة معمارية تدمج بين الحداثة المعمارية و الأناقة
يعد برج شنغهاي بالإنجيلزية Shanghai Tower أكبر ثاني برج في العالم ، يقع البرج المنطقة المالية و التجارية الجديدة للمدينة، و بالقرب من برجي “جين ماو” و مركز شنغهاي المالي العالمي.
و يذكر أنه يحتل المرتبة الأولى كأطول برج في الصين ، وإكتمل بناؤه الذي إستمر لمدة 7 سنوات عام 2015 م، يبلغ ارتفاع ثاني أكبر برج في العالم عن سطح الأرض 632 م، بينما يصل ارتفاع أعلى نقطة يمكن الوصول إليها في هذا البرج ألى 587 م ، أما الإرتفاع الهيكلي فبصل إلى 580 م، و هو ليس أكبر ارتفاع هيكلي لمبنى في الصين، يتكون البرج من 128 طابقا فوق سطح الأرض ، بالإضافة الى 5 طوابق موجودة تحت الأرض، و تعمل هذه الطوابق كمكاتب ، و فنادق ،و معارض ، و مساحات سياحية لمشاهدة المدينة، و مناطق التجزئة، و مطاعم و مقاهي، بالإضافة لمواقف السيارات و تبلغ المساحة الطابقية للبرج 380 ألف كم2.يتخذ برج شنغهاي شكلا هيكليا حلزونيا فهو يبدو كأنه مبنى ملتو،الجزء العلوي من المبنى هو هيكل تاجي يضيء ليلا،كما يعرض العديد من الصور و الكلمات الصينية المستخدمة في المناسبات الخاصة.
شنغهاي..قبلة التجارة العالمية
تشتهر شانغهاي الصينية بانها المدينة الاكبر اقتصادا وهي المدينة الثانية الأكبر في الصين من الناحية السياسية والأهمية الإستراتيجية بعد العاصمة بكين لما لها من خصائص مدنية تختلف اختلافاً كبيراً عن بكين فبكين تنحو منحى الأساس التاريخي والجذور الأصيلة لدولة الصين من حيث البنى التحتية والتخطيط واشتمالها على الحصون القديمة والذي يتمثل (بسور الصين الكبير) ومبانيها الأقدم والمتمثلة (بالمدينة المحرمة) والساحات الأكبر كساحة (تيان أن مين) وغيرها من الأماكن التي تكسب منها بكين الجزء التاريخي والجذور الأصيلة للصين.
وأما شنغهاي فليست كذلك فهي مغايرة جداً والتغير هنا يأتي في عدد السكان الكبير نظراً للموقع التجاري التي تتبوأ به منذ عشرات السنين وكونها الميناء الأكبر في الصين مما جعلها قبلة التجارة ومقصد الناس.
معرض الصين الدولي للإستيراد..قبلة التجارة العالمية
يشكل معرض الصين الدولي للاستيراد حدثًا اقتصاديًا عالميًا بارزًا، يجذب إليه كبرى الشركات والمؤسسات من مختلف أنحاء العالم. هذا الحدث الضخم، الذي يعقد سنويًا في شانغهاي، يمثل منصة فريدة لعرض أحدث المنتجات والخدمات، وتعزيز التعاون التجاري بين الصين والدول الأخرى.
الموقع الرئيسي للدورة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد، من 5 إلى 10 نوفمبر 2024 في شانغهاي
تأسس المعرض في عام 2018، بدعوة من الرئيس الصيني “شي جين بينغ”، وذلك إنطلاقا من رؤية الصين لبناء إقتصاد مفتوح ومزدهر، يهدف الى تنويع سلسلة التوريد، دعم الإبتكار وتعزيز التبادل الثقافي بين الصين ودول العالم.
عرفت الطبعة السابعة للمعرض هذا العام، تشكيل ستة مناطق عرض كما في النسخ السابقة، تغطي المنتجات الغذائية والزراعية، السيارات، الصناعة الذكية وتكنولوجيا المعلومات، السلع الاستهلاكية، المعدات الطبية ومنتجات الرعاية الصحية، وكذلك تجارة الخدمات. وتخصيص قسم خاص لاحتضان الابتكار، ومنطقة خاصة جديدة للمواد الجديدة في نفس الوقت.
شهدت النسخ الست السابقة من المعرض الظهور الأول لنحو 2500 من المنتجات والتكنولوجيات والخدمات الجديدة، حيث تجاوز حجم المبيعات الإجمالي المستهدف 420 مليار دولار أمريكي.
أنتهت الجولة ..لم تنتهي الحكاية
حكاية شنغهاي حكاية طويلة وسرمدية يصعب أن تنتهي بجولة عبر المدينة، فما لم تشاهده دائما أكثر مما شاهدته. لكن يمكنك أخيرا، بعد تعب يوم طويل، أن تصعد الى أعلى برج شنغهاي لتتأمل شمس شنغهاي وهي تغرب مخلفة خلفها الكثير من أحلام العابرين، وتحل محلها لوحة فنية تتجدد كل لحظة حيث تتألق المدينة بأضوائها النابضة بالحياة، وتتحول شوارعها الى مسارح حافلة بالأنشطة والفعاليات، من أبراجها الشاهقة التي تتنافس في الإضاءة، إلى أسواقها الليلية التي تعبق بعبق الأطعمة الشهية، وصولا إلى مرافقها الترفيهية التي لا تنام، تقدم شنغهاي تجربة ليلية لا تنسى.
سعيد زناتي