السيدة منصوري تستقبل سفيرة ناميبيا وعميدة السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد بالجزائر

السيدة منصوري تستقبل سفيرة ناميبيا وعميدة السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد بالجزائر

استقبلت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية, المكلفة بالشؤون الإفريقية, سلمة بختة منصوري, يوم الاثنين بمقر الوزارة, سفيرة جمهورية ناميبيا وعميدة السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد بالجزائر, باندوليني كاينو شينغينجي, حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية.

وشكل اللقاء – حسب ذات البيان – مناسبة ل “تبادل وجهات النظر حول جملة من المسائل ذات الاهتمام المشترك, في جو يكرس علاقات الأخوة والتضامن التي تجمع الجزائر بناميبيا وبالدول الإفريقية الشقيقة”.

إفريقيا التي قاومت الاستعمار الكلاسيكي مطالبة اليوم بالتحصن ضد الاستعمار المعرفي

إفريقيا التي قاومت الاستعمار الكلاسيكي مطالبة اليوم بالتحصن ضد الاستعمار المعرفي

أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية, المكلفة بالشؤون الإفريقية, سلمة بختة منصوري, يوم الأحد بالجزائر العاصمة, أن إفريقيا التي قاومت الاستعمار الكلاسيكي وتواجه الإرهاب, مطالبة اليوم بتحصين نفسها ضد الاستعمار الجديد المتمثل في الاستعمار المعرفي والإرباك الإعلامي.

جاء ذلك في كلمة لها خلال أشغال الورشة الإقليمية لمكتب شمال إفريقيا للجنة أجهزة الاستخبارات والأمن الإفريقية (سيسا), التي انطلقت بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”, حول موضوع “المعلومات المضللة والأخبار الزائفة وتداعياتها على أمن واستقرار الدول”.

ولفتت السيدة منصوري النظر إلى أن موضوع الورشة بالغ الأهمية ويأتي في توقيت حاسم تمر به المنطقة, منوهة بأهمية الإطار التخصصي الذي يفتح المجال لتبادل الرؤى والخبرات بين أجهزة الأمن والاستخبارات الإفريقية, في لحظة أصبحت فيها التهديدات غير التقليدية, وعلى رأسها المعلومات المضللة, من أبرز التحديات العابرة للحدود التي تواجه مختلف الدول الإفريقية.

وفي الأثناء, أبرزت أن الورشة “تناقش واحدة من أخطر أشكال التهديدات المعاصرة وهي الحروب المعلوماتية والمعرفية التي تستهدف استقرار الدول وتماسك المجتمعات من الداخل (…)”, مشيرة إلى أن “المعلومات التي كانت أداة للتنوير والمعرفة تحولت اليوم إلى سلاح غير تقليدي, يستخدم لتفكيك المجتمعات والتأثير على قرار الدول وتوجيه الرأي العام نحو أجندات مشبوهة تحت غطاء حرية التعبير والانفتاح الرقمي”.

وتأسفت الدبلوماسية لتحول إفريقيا إلى ساحة نشطة لهذا النوع من الحروب الصامتة, لافتة إلى أن الانتخابات باتت تمثل هدفا مفضلا لحملات التضليل في أكثر من 20 بلدا إفريقيا خلال السنوات الأخيرة, حيث “تستخدم هذه الحملات لتقويض ثقة الشعوب في العمليات الانتخابية وبث الشكوك في شرعية المؤسسات والدفع نحو الفوضى والانقسام, ونحن نعلم جميعا من تجارب ميدانية كيف تستخدم المنصات الرقمية لنشر الأخبار الكاذبة وتشويه الرموز الوطنية (…) كما حدث في عدة دول من الساحل في بعض السياقات الانتقالية التي شهدت اختراقات رقمية ممنهجة”.

وشددت السيدة منصوري على أن إفريقيا “التي قاومت الاستعمار الكلاسيكي والتي تواجه الإرهاب والهيمنة الاقتصادية مطالبة اليوم بأن تحصن نفسها ضد الاستعمار الجديد ألا وهو الاستعمار المعرفي والاستلاب الرقمي والإرباك الإعلامي”, مشيرة إلى أن “المعركة على المعلومات, هي معركة على السيادة وعلى شرعية الدولة وعلى وحدة المجتمعات”.

وأبرزت “أننا أمام ما يمكن تسميته بحرب على الإدراك تديرها جبهات غير حكومية أحيانا نيابة على بعض الدول عبر شبكة إعلامية وروبوتات ذكية, ومؤثرين مزيفين”.

وفي السياق, اعتبرت أن هذا الواقع “يستدعي منا تحركا منسقا أمنيا واستراتيجيا, وقبل كل شيء وعيا”, مقدرة أن أول ما يجب التأكيد عليه هو أن “محاربة التضليل ليس فقط من مهمة الإعلاميين أو الخبراء التقنيين, بل هي أولوية سيادية وأحد أهم مجالات الأمن القومي”.

وطرحت السيدة منصوري ثلاثة مستويات من العمل المشترك للمناقشة, يتمثل الأول في مستوى اليقظة والتنسيق المعلوماتي بين الأجهزة, من خلال إمكانية إنشاء آلية إفريقية لرصد المعلومات المضللة, تعمل وفق منظومة ذكاء اصطناعي إفريقي, تطور بكفاءات القارة ووفق الأولويات السيادية, وتعمل على تحليل البيانات الكبرى وتنسق في الزمن الحقيقي مع غرف العمليات الأمنية للدول الإفريقية.

أما الثاني فيتعلق بالمستوى القانوني والمؤسساتي, حيث قالت كاتبة الدولة إنه يستوجب المطالبة بوضع ميثاق إفريقي لمكافحة التضليل المعلوماتي يدرج ضمن منظومة الأمن السيبراني الإفريقي, ويلزم الشركات الرقمية الكبرى على التعاون مع الدول الإفريقية في ضبط ومتابعة المحتوى الموجه.

أما الثالث والأخير, فهو المستوى الوقائي والمجتمعي, حيث الوقاية من التأثيرات النفسية والإعلامية تتطلب, حسب السيدة منصوري, “تربية إعلامية جديدة” تبدأ في المدارس وتصل إلى الجامعات والإعلام العمومي, مع إشراك المجتمع المدني والشباب والنخب الثقافية في “بناء وعي قادر على تمييز الحقيقة من الزيف ومحصن ضد روايات الهدم والتفكيك”.

واعتبرت أن المعركة على المعلومات هي “معركة على السيادة وعلى شرعية الدولة وعلى وحدة المجتمعات وهي ليست فقط معركة مستقبل بل معركة حاضر (…)”, ومنه ارتأت أنه “إذ لم نبادر من خلال أجهزتنا الأمنية والاستخبارات الإفريقية إلى قيادة هذه المواجهات, فإننا سنفاجأ بعواقبها على تماسك الدول وعلى شرعية الأنظمة وعلى وحدة الشعوب”.

ودعت السيدة منصوري إلى “العمل معا بمسؤولية وجرأة, على حماية وعد شعوبنا وصيانة رمزية دولنا وبناء فضاء معلوماتي إفريقي وحر, سيادي وآمن”.

السيدة منصوري تحل بجوبا في زيارة رسمية

السيدة منصوري تحل بجوبا في زيارة رسمية

حلّت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلفة بالشؤون الإفريقية، السيدة سلمى بختة منصوري، يوم الاثنين، بجوبا عاصمة جنوب السودان في زيارة رسمية حسبما أفاد به بيان للوزارة.

وتندرج هذه الزيارة – يضيف ذات المصدر- ضمن مشاركة الجزائر في أشغال لجنة الإتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول جنوب السودان (لجنة الدول الخمس- C5) حيث تسعى الجزائر من خلالها إلى “الإسهام في تعزيز جهود السلام والاستقرار في هذا البلد الشقيق”, تأكيدا على “التزام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون,  الراسخ بدعم العمل الإفريقي المشترك ومواجهة تحديات القارة الإفريقية”.