وقد جرى اللقاء على هامش مشاركة السيد بوغالي, ممثلا لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, في مراسم تنصيب رئيس جمهورية رواندا, السيد بول كاغامي.

وبالمناسبة, شدد السيد بوغالي على “أهمية افتتاح الجزائر لسفارتها في العاصمة كيغالي, والتي من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين”, مبرزا “النتائج الإيجابية للزيارة التي قام بها الفريق أول السعيد شنقريحة, رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني, إلى رواندا”, والتي تعكس –مثلما قال– “التزام الجزائر بدعم جهود السلم والأمن في منطقة البحيرات الكبرى وفي القارة الأفريقية بشكل عام”.

وفي نفس سياق, تطرق رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى قضية الصحراء الغربية, مشيدا بـ “دعم رواندا لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.

كما أدان في نفس الوقت “افتتاح بعض الدول الأفريقية لممثليات دبلوماسية لها في الأراضي الصحراوية والاستغلال غير القانوني لثروات الشعب الصحراوي”.

وبخصوص القضية الفلسطينية, جدد السيد بوغالي التأكيد على ضرورة وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة, مذكرا بالجهود التي تبذلها الجزائر في مجلس الأمن الأممي من أجل “وضع حد لجرائم الاحتلال والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين”.

من جهته, أعرب رئيس مجلس الشيوخ الرواندي عن “شكره العميق لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, على إيفاد وفد لحضور مراسم التنصيب وعلى تخصيص الجزائر لمنح دراسية للطلبة الروانديين”، مشيرا الى “تطلعه لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين”.

كما تطرق إلى “تقارب وجهات النظر بين الجانبين حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”, مشددا على “ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين الذي يدعو إليه الاتحاد الأفريقي”.

وأكد على أهمية تشكيل مجموعة للصداقة البرلمانية بما “يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال تبادل الزيارات والتجارب”.

وأوضح نفس المصدر أن مراسم التنصيب ستجري بحضور عديد المدعوين من رؤساء الدول والحكومات وممثليهم من مختلف دول العالم.

وكتب السيد بوغالي على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي: “الجزائر الخالدة بعظمة ثورتها وجيش تحريرها تواصل طريق الشرف والكرامة على العهد بجيشها الوطني الذائد عن الحمى, الصائن للأرض والعرض, المتلاحم مع الشعب في وحدة وطنية عصية على كل حاقد أو متآمر”.

وأضاف قائلا: “في اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي تحية تقدير وتوقير إلى كل فرد من البواسل المغاوير, حماة الوطن”.

وأوضح المصدر ذاته أن السيدين بوغالي وبودربالة أبرزا خلال هذه المحادثات, التي جرت بمقر مجلس النواب, “العلاقات التاريخية المتجذرة المشتركة بين الشعبين”, كما استعرضا “التحديات وضرورة تنسيق المواقف خاصة في المحافل الدولية والإقليمية”.

وفي هذا السياق, تطرق الطرفان إلى الأوضاع في فلسطين المحتلة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وإبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني, “ترقى إلى درجة الجرائم ضد الإنسانية”, حيث “ثمنا مواقف الدول التي تناهض الظلم والعدوان والمواقف المشرفة للشعوب التي أثبتت أن ضميرها الجماعي الإنساني لا يزال يرفض الهيمنة والاستبداد”, يضيف البيان.

كما اتفقا أيضا على “تكثيف العمل ومواصلة التنسيق من أجل تعاون برلماني يكون في مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين و القيادتين, خدمة للشعبين الشقيقين”وفي هذا الإطار –يتابع نفس المصدر– أكد السيد بودربالة على ما يجمع بين الشعبين التونسي والجزائري من “أخوة تمتد عبر التاريخ, تجعلنا ننظر للحاضر بروح إيجابية ونأمل في أن يكون المستقبل مشرقا, خدمة للعلاقات والمصالح المشتركة”من جهته, أعرب السيد بوغالي عن “عمق” العلاقات الجزائرية-التونسية, مسجلا “إصرار المجلس الشعبي الوطني على توطيدها وتفعيل العمل البرلماني ليكون في مستوى التنسيق الذي تعرفه قيادتا البلدين والأخوة التي تجمع بين الشعبين”.

وفي الختام, قام رئيس المجلس الشعبي الوطني بتدوين كلمة على السجل الذهبي لمجلس نواب الشعب التونسي, ليصدر بعدها رئيسا الهيئتين البرلمانيتين بيانا مشتركا حول الوضع في غزة والأراضي الفلسطينية, أكدا من خلاله “الموقف الثابت للبلدين تجاه الكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه الثابت في إقامه الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على أرضها وعاصمتها القدس الشريف”.