وجاء هذا خلال اجتماع تقييمي عقد بمقر الوزارة, بحضور المديرين الجهويين والإطارات المركزية, خصص لتقييم أداء القطاع خلال الثلاثي الثاني من السنة الجارية.

وأكد السيد زيتوني, في هذا السياق, على ضرورة وضع حد لأي زيادات غير مبررة في أسعار المواد التي تشهد طلبا مرتفعا في الصيف, لاسيما المياه المعدنية ومياه المنبع, كما شدد على ضرورة مراقبة الأسعار الموصى بها لمواد تهم المستهلك بشكل مباشر, منها كوب القهوة, اللحوم الحمراء (محلية ومستوردة) والتفاح والموز.

ودعا الوزير إلى متابعة مدى احترام هذه الأسعار في الأسواق, المقاهي, ونقاط البيع, واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي تجاوزات, حفاظا على استقرار السوق وحماية القدرة الشرائية للمواطن.

وفيما يتعلق بظاهرة التسممات الغذائية, طالب الوزير بتكثيف الرقابة على أماكن التخييم التي تستقبل الأطفال من مختلف الولايات, وكذا على تجمعات المصطافين, مع التركيز على مصادر التسمم الغذائي المحتملة داخل النسيج التجاري.

كما أكد على ضرورة الصرامة في تطبيق الإجراءات الردعية والتدخل الفوري عند تسجيل أي تجاوز يمس بالصحة العامة.

وفي إطار التحضيرات للدخول المدرسي 2025-2026, شدد السيد زيتوني على أهمية ضمان نجاح المعارض الخاصة بالمستلزمات المدرسية, عبر إشراك المنتجين والمستوردين لعرضها بأسعار تنافسية, بما يخفف الأعباء على العائلات ويضمن وفرة المنتجات بجودة مناسبة وفي الوقت المناسب.

كما دعا إلى إعطاء الأولوية لترويج وتشجيع المنتوج الوطني, والانطلاق في تنظيم هذه المعارض قبل 15 يوما من موعد الدخول المدرسي.

وأوضح الوزير, خلال الاجتماع الذي جرى بحضور عدد من مسؤولي كبرى شركات إنتاج المشروبات في الجزائر, أن “الحكومة تولي أهمية كبيرة لحماية صحة المستهلك, باعتبارها أولوية استراتيجية تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية, وتتجسد من خلال مراجعة الأطر التنظيمية وتطوير المقاييس الفنية وفقا للمعايير العلمية الدولية المعتمدة”.

وأكد السيد زيتوني على ضرورة مراعاة تركيبة المشروبات لنسب السكر والمواد المضافة, بما يضمن جودة المنتوج وسلامته الصحية, مشيرا إلى أن قطاع المشروبات يعد من الأنشطة “الحيوية التي شهدت تطورا كبيرا”, ما يستدعي دعمها ومرافقتها في مسار التحسين المستمر, لا سيما من خلال تطوير إنتاج المدخلات والمكونات بهدف تقليص الاستيراد وتعزيز السيادة الإنتاجية.

من جانبه, اعتبر السيد مولى أن قطاع المشروبات أصبح اليوم “قطاعا مهيكلا يمتلك قدرات صناعية وتنظيمية معتبرة وآفاقا واعدة, سواء في تلبية الطلب المحلي أو في التوجه نحو التصدير”, وفق البيان.

وعبر مسؤولو شركات إنتاج المشروبات, من جهتهم, عن استعدادهم التام لمواكبة هذه الديناميكية التنظيمية والانخراط في مسار تطوير المنتوج الوطني, بما يتماشى مع المتطلبات الصحية والتقنية, يضيف المصدر ذاته.

جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها السيد زيتوني إلى معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط في طبعته السابعة, وذلك بحضور السفير الجزائري بموريتانيا, أمين صيد,  مدير ترقية ودعم المبادلات الاقتصادية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, رابح فصيح, ومدير أليات دعم الصادرات بالنيابة بوزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات, عبد اللطيف الهواري.

ولدى وقوفه على مختلف أجنحة هذا المعرض, المنظم من 22 إلى 28 مايو, اطلع الوزير على تنوع السلع الجزائرية المعروضة بالمناسبة, مبرزا أهمية ضمان جودة المنتجات والامتثال للمعايير الدولية من أجل تعزيز تنافسية المنتوج الجزائري في الخارج.

كما أكد السيد زيتوني على أهمية السوق الموريتانية باعتبارها بوابة نحو غرب إفريقيا.

وتعرف هذه الطبعة من معرض المنتجات الجزائرية بموريتانيا, المنظم تحت شعار “موعد ثابت وشراكات متجددة”, مشاركة أكثر من 200 عارضا جزائريا, حيث يشهد الحدث منذ انطلاقه اقبالا لافتا للموريتانيين لاقتناء المنتجات الجزائرية.

ووقع على هاتين الاتفاقيتين, مساء أمس الجمعة, كل من وزير التجارة الداخلية وترقية الصادرات, الطيب زيتوني, ووزيرة التجارة والسياحة الموريتانية, زينب أحمدناه, على هامش مأدبة عشاء نظمت في ختام أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائري-الموريتاني.

وتتعلق المذكرة الأولى بتعزيز التعاون في مجالات حماية المستهلك, قمع الغش ومراقبة جودة المنتجات, بينما تخص المذكرة الثانية عصرنة وتحديث نظام السجل التجاري.

وجرت مراسم التوقيع بحضور سفير الجزائر بنواكشوط, أمين صيد, ومدير ترقية ودعم المبادلات الاقتصادية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رابح فصيح, ومدير آليات دعم الصادرات بالنيابة بوزارة التجارة الخارجية, عبد اللطيف الهواري, إلى جانب ممثلين عن مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري والغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة وعدد من رجال الأعمال من البلدين.

كما شهد المنتدى الذي انطلقت أشغاله أمس الجمعة, توقيع عدة اتفاقيات شراكة أبرزها عقد بين مجمع “صيدال” ومجموعة “شنقيط فارما” الموريتانية لتصدير الأدوية الجزائرية واتفاقية ثانية بين شركة “كنان الجزائر” للنقل البحري وشركة “مانو بور” الموريتانية وثالثة بين شركتي “فادركو” و”إبداع” لتوزيع منتجات النظافة البدنية.

وفي كلمة له بالمناسبة, أكد السيد زيتوني أن التعاون مع موريتانيا “ليس خيارا ظرفيا, بل رهان استراتيجي يدخل ضمن رؤية الجزائر الجديدة لإعادة بناء علاقاتها الاقتصادية”.

وأضاف أن التكامل الاقتصادي بين البلدين يشمل مجالات الصناعات الغذائية والدوائية ومواد البناء والطاقات المتجددة والخدمات اللوجستية وغيرها من القطاعات ذات القيمة المضافة.

وخلال الزيارة التي يقوم بها الى هذا البلد الشقيق بتكليف من رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون , كان السيد زيتوني قد استقبل من طرف الرئيس الموريتاني, محمد ولد الشيخ الغزواني, حيث تم التطرق إلى جملة من القضايا الهامة المتعلقة بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل “الإرادة السياسية المشتركة للارتقاء بمستوى التعاون الثنائي إلى آفاق أوسع وأكثر نجاعة”.

وأشار الوزير إلى أن الرئيس الغزواني أعرب عن تطلعه لأن تكون العلاقات الاقتصادية في مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تربط البلدين, داعيا إلى تكثيف التنسيق بين وزارتي التجارة في الجزائر وموريتانيا.

يذكر أن المنتدى الاقتصادي انعقد بالتزامن مع فعاليات الطبعة السابعة لمعرض المنتجات الجزائرية, المقام بنواكشوط من 22 إلى 28 مايو الجاري.