منتدى الذاكرة: إبراز لبطولات المجاهد الراحل العقيد محمدي السعيد في الذكرى الـ30 لوفاته

منتدى الذاكرة: إبراز لبطولات المجاهد الراحل العقيد محمدي السعيد في الذكرى الـ30 لوفاته

أبرز مشاركون في “منتدى الذاكرة”, اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, بطولات المجاهد الراحل العقيد محمدي السعيد المدعو “سي ناصر” وحنكته العسكرية في الذكرى الـ30 لوفاته, مستعرضين أهم مراحل نضاله الثوري ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم.

وفي مداخلته خلال هذا المنتدى, الذي تنظمه جريدة المجاهد بالتنسيق مع جمعية “مشعل الشهيد”, أكد الباحث والمجاهد, عيسى قاسمي, أن العقيد محمدي السعيد “كان من الوجوه البارزة خلال الثورة التحريرية وقائدا للولاية التاريخية الثالثة”.

وتطرق بالمناسبة, إلى مراحل هامة من حياته بداية من مولده سنة 1912 بضواحي الأربعاء نايث إيراثن بولاية تيزي وزو, ومرحلة دراسته وحفظه للقرآن الكريم, قبل أن ينتقل إلى باريس سنة 1927 أين احتك بقيادات نجم شمال إفريقيا, ثم عاد إلى الوطن و جند إجباريا في صفوف الجيش الفرنسي سنة 1933, قبل أن يتطوع سنة 1942 في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية إلى غاية 1944, حيث ألقي

عليه القبض على الحدود الشرقية للجزائر وحكم عليه بالسجن الذي غادره سنة 1952, مضيفا أنه التحق بصفوف الثورة سنة 1955, وشارك في مؤتمر الصومام, وبعدها شغل منصبا بالمجلس الوطني للثورة ثم عقيدا للولاية الثالثة.

وأشار في ذات السياق, إلى أن المرحوم “كانت له بطولات كبيرة, حيث عرف بصرامته وانضباطه وامتلاكه لفلسفة الحرب وتغليبه لمصلحة الوطن في جميع قراراته, وكان له احتكاك بقيادات الثورة أمثال عبان رمضان وكريم بلقاسم وغيرهم”.

من جانبه, تحدث صديق العقيد, السيد شريف أوبترون, عن نضالات محمدي السعيد بعد الاستقلال وحرصه على بناء مؤسسات الدولة, كما تناول الإجراءات التي اتخذها عندما تقلد منصب أول وزير للمجاهدين لصالح أبناء وأرامل الشهداء وسلوكه الإنساني اتجاههم, على غرار المنح ومراكز الإيواء.

وأكد السيد أوبترون أن العقيد محمدي السعيد, “رجل وطني بامتياز وشخصية فريدة ومتميزة ساعدته تجاربه العسكرية في إدارة المعارك وإحراز بطولات كثيرة خلدها التاريخ لتبقى مرسخة في الذاكرة الوطنية”.

للإشارة, فقد تخللت المنتدى شهادات لنجل المرحوم وكذا لمجاهدين وأساتذة حول التاريخ المشرف و بطولات هذه الشخصية الفذة.

معركة سطاوالي شكلت “منطلقا” لمقاومة وطنية طويلة الأمد ضد الاحتلال الفرنسي

أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق, السيد العيد ربيقة, اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, أن معركة سطاوالي (الجزائر العاصمة) التي جرت يوم 19 يونيو 1830, شكلت “منطلقا” لمقاومة وطنية طويلة الأمد ضد الاحتلال الفرنسي.

وأوضح الوزير في كلمة له خلال ملتقى بعنوان “معركة سطاوالي في الذاكرة الوطنية”,  نظم إحياء للذكرى ال194 لهذه المعركة أنها “مثلت لحظة فارقة ونقطة تحول ومنطلقا لمقاومة وطنية طويلة الأمد” ضد الاحتلال الفرنسي في الجزائر, داعيا الى تسليط الضوء على مختلف تفاصيلها.

كما أكد بالمناسبة أن معركة سطاوالي “مهدت لمقاومة باسلة لشعب رفض أن يخرج من التاريخ, و أبي الا أن يواصل نضاله وكفاحه” الى غاية استرجاع سيادته واستقلاله, وهو ما يفسر وقوفه  المستمر الى جانب حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وفي سياق متصل أكد الوزير ان الجزائر الجديدة , بقيادة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, “عززت حفظها لذاكرتها وتبليغها للأجيال و رسخت قدم الأمة على أساس متين في مسيرة الارتقاء بالوطن على مدارج التقدم والنماء”.

من جهته, أكد منسق اللجنة الوطنية للتاريخ و الذاكرة, محمد لحسن زغيدي, أن معركة سطاوالي “كانت أول قلعة جمعت كل أبناء الجزائر لتشكل الانطلاقة في حرب المقاومة التي استمرت من 1830 الى 1934” , لافتا الى أن الاستعمار الفرنسي كان يسعى طوال تلك الفترة إلى “نزع صفة الوطنية عن مسار المقاومة التي ساهم فيها كل أبناء الوطن”.

كما شدد على أن المعركة شكلت “بداية لتكوين اللحمة الوطنية”, معبرا عن قناعته بأن الذاكرة الوطنية “يجب أن تبنى على قواعد و معايير ومصطلحات صحيحة من أجل تحصين الجيل الجديد”.

بدورهم تناول متدخلون في هذا اللقاء, جوانب من تاريخ هذه المعركة , داعين الى أهمية إعداد “دراسات تاريخية بأقلام وطنية بغرض المساهمة في بناء الذاكرة الوطنية وتمكين الأجيال الصاعدة من تعزيز رصيدهم المعرفي حول تاريخ بلادهم وكذا اعتزازهم بالانتماء الى هذا الوطن”.

للإشارة فقد حضر الملتقى عدد من أعضاء الحكومة ومجاهدون الى جانب ممثلين عن منظمات وهيئات من المجتمع المدني.