الرئيس تبون يدعو إلى إصلاحات عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك

الرئيس تبون يدعو إلى إصلاحات عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك

الجزائر – دعا رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, مساء اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, إلى ضرورة الإسراع في القيام بإصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك.

وفي كلمة له خلال افتتاح أشغال الدورة ال31 للقمة العربية بالمركز الدولي للمؤتمرات, قال الرئيس تبون مخاطبا قادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة: “يتعين علينا جميعا بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالحنا المشتركة مع تحديد الأولويات والتركيز على مجالات العمل المشترك ذات الأثر الإيجابي السريع والملموس على الشعوب العربية”.

 

وأشار إلى أن هذه القمة “تنعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية بالغة التعقيد والحساسية تتميز على وجه الخصوص بتصاعد التوترات والأزمات، لاسيما في عالمنا العربي الذي لم يعرف في تاريخه المعاصر مرحلة في منتهى الصعوبة وباعثة على الانشغال والقلق كما هو الحال في المرحلة الراهنة”.

وأضاف أن هذه الأزمات “مازالت بتعقيداتها وبأبعادها المختلفة و بمخاطرها ماثلة أمامنا, مع تعاظم التحديات الداخلية والخارجية الجسيمة التي يشهدها العالم بعد جائحة كوفيدـ19 وما تمخض عن هذه الظروف الدولية الاستثنائية الحالية من تغيير في الموازين ومن تجاذبات وتفاقم ظاهرة الاستقطاب التي تساهم وبقدر كبير في تصعيد الأزمات مع تداعياتها على السلم والأمن الدوليين وتلقي بظلالها على العديد من الدول لاسيما في أمنها الغذائي”.

 

التحدي الإصلاحي أصبح اليوم أكثر إلحاحا وأشد حاجة

 

وفي سياق متصل, أشار رئيس الجمهورية الى أن “التحدي الإصلاحي أصبح اليوم أكثر الحاحا وأشد حاجة بشكل يتطلب منهجا جادا للمعالجة, بكل مسؤولية ومصداقية, انطلاقا من إدراك الجميع لحقائق الواقع العربي الراهن”.

وشدد على أنه “أصبح من الضروري الإسراع في القيام بإصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك حتى تتمكن الجامعة من الاضطلاع بدورها كأداة رئيسية للعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم إقليميا ودوليا”.

ودعا بالمناسبة الى ” توجيه الجهود نحو المواطن العربي الذي يبقى الغاية والوسيلة لكل تعاون جماعي من خلال إشراكه كفاعل ومساهم فعال في صياغة العمل العربي المشترك”.

 

كما يجدر –يضيف الرئيس تبون– “توفيرِ بيئة محفزة، من خلال استغلال صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة, لمساعدة الدول التي في أمس الحاجة لهذه المساعدات وكذلك تمكين الطاقة الشبابية العربية الهائلة من اتخاذ المبادرات والإبداع والمساهمة في تعزيز التوجه نحو التكامل على الصعيد العربي والانخراط بكل قوة وفعالية في عالم شديد الترابط والتنافسية”.

وفي سياق آخر، دعا رئيس الجمهورية إلى إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية لدعم القضية الفلسطينية، مبرزا استعداد الجزائر لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأمم المتحدة للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة فيها.

ويأتي هذا المطلب -مثلما أكد عليه الرئيس تبون- “استكمالا لواجبنا العربي تجاه القضية الفلسطينية  القلب النابض للأمة العربية”.

من جهة أخرى، اعتبر رئيس الجمهورية أن لقاء القادة العرب “بقدر ما يمثل فرصة لتجديد تمسكنا الجماعي بالمبادئ والأهداف التي تأسست من أجلها منظمتنا العربية وتعلقت بها آمال شعوبنا, يشكل أيضا محطة هامة لدفع متجدد لمسار التكامل العربي”.

وعبر عن تطلعه “بثقة عالية” إلى “النتائج الإيجابية والمثمرة التي سوف تتوج النقاشات التي ستشهدها قمتنا، لا سيما في إطار الجلسة التشاورية, من أجل تجديد الروح التوافقية الجماعية وبلورة الحلول العملية واتخاذ القرارات الضرورية لرفع التحديات المفروضة على أمتنا في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والتنموية”.

وخلص الرئيس تبون الى التأكيد بأن اقتران انعقاد القمة العربية بذكرى اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر المظفرة “يشكل بالنسبة لنا مبعث فخر وأمل كبيرين, فخر باستحضار التفاف الأشقاء العرب وغيرهم من أحرار العالم حول ثورة الشعب الجزائري المجيدة للدفاع عن قضيته العادلة”.

وأعرب في هذا الصدد عن أمله في أن “نتمكن جميعا من استحضار وإحياء هذه القيم وإعلائها في مواجهة التحديات الوجودية التي تهدد أمن واستقرار وازدهار شعوبنا ودولنا”.

وكـالة الأنباء الجزائرية

اختتام أشغال الجلسة الافتتاحية للدورة ال31 للقمة العربية بالجزائر

اختتام أشغال الجلسة الافتتاحية للدورة ال31 للقمة العربية بالجزائر

الجزائر – اختتمت, مساء اليوم الثلاثاء بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” (الجزائر العاصمة), أشغال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها العادية الـ31, برئاسة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.

وكان الرئيس تبون قد تسلم خلال الجلسة الافتتاحية رئاسة الدورة ال31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة من نظيره التونسي، السيد قيس سعيد.

وفي كلمة له عقب تسلم الجزائر لرئاسة القمة العربية، أكد رئيس الجمهورية أن القمة العربية التي تحتضنها الجزائر “تنعقد في ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد والحساسية وتتميز على وجه الخصوص بتصاعد التوترات والأزمات”.

ومن المنتظر أن تستأنف أشغال القمة غدا الاربعاء بتدخل قادة ورؤساء الوفود المشاركة.

وكـالة الأنباء الجزائرية

قيس سعيد: قمة الجزائر ستسمح بجمع الاخوة العرب حول جملة من الحلول لتجاوز التراكمات السابقة

قيس سعيد: قمة الجزائر ستسمح بجمع الاخوة العرب حول جملة من الحلول لتجاوز التراكمات السابقة

الجزائر – أكد الرئيس التونسي، قيس سعيد، مساء اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن القمة العربية ال31، التي افتتحت أشغالها مساء اليوم الثلاثاء بالجزائر، ستسمح بجمع الاخوة العرب حول جملة من الحلول لتجاوز التراكمات و الخلافات السابقة.

و خلال كلمته في افتتاح اشغال القمة العربية، بصفته رئيسا للدورة السابقة، بحضور القادة العرب و ممثليهم، و على رأسهم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الذي تسلم رئاسة دورة القمة، نوه قيس سعيد بجهود الجزائر في تحقيق لم شمل الدول العربية في سياق احتضانها و رئاستها للقمة العربية ال31، مؤكدا أن القرارات التي ستنبثق عن القمة من شانها “جمع الاخوة حول جملة من الحلول و الاتفاق على الحد الادنى من المقاربات و الوسائل التي تتيح تجاوز ما تراكم في السابق من خلافات و ما استجد من تطورات في السنوات الاخيرة”.

وابرز الرئيس التونسي في ذات السياق الجهود التي ما فتئ يبذلها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي توجت باتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية الذي تم التوقيع عليه بالجزائر العاصمة منتصف الشهر الماضي و التي ستساهم -كما قال- في ترتيب البيت الفلسطيني و تحقيق المصالحة الفلسطينية.

وشدد قائلا: “لا يمكن ان يعم السلام و الوئام الا باستعادة الحق الفلسطيني الذي لا يمكن ان يسقط بالتقادم ابدا و اقامة دولة فلسطين حرة و مستقلة ذات سيادة و عاصمتها القدس الشريف”.

وفي استعراضه لما تميزت به الرئاسة التونسية للقمة العربية السابقة، لفت الرئيس التونسي الى حرص تونس على أن تحل مشاكل المنطقة العربية و البحث عن تسويات لها من خلال التأسيس لحوار داخل الجامعة العربية بما يتيح المجال لفهم أعمق لقضايانا و حشد الدعم لها بما يضفي حركية و نجاعة على الدور العربي.

وحرص على التنويه باختيار تاريخ الفاتح نوفمبر لانعقاد القمة العربية في طبعتها ال31 قائلا “لن ننسى ابدا امتزاج دم الشهداء الابرار في تونس مع شهداء اشقائنا الجزائريين و الاشقاء العرب في عدد البلدان ومنها فلسطين لأننا نتقاسم الروح التواقة للحرية و الانعتاق و العزة و الكرامة كما نتقاسم مع ابناء الامة العربية نفس هاته القيم التي نتطلع الى تحقيقها”.

وشدد قيس سعيد على أن الدول العربية بإمكانها أن تؤسس معا، في اطار جامعة الدول العربية، لمستقبل افضل للمنطقة العربية و للامة و للإنسانية جمعاء، لا سيما على خلفية السنوات الصعبة التي مر بها العالم العربي و العالم ككل في سياق جائحة كورونا مع ما رافقها من تأزم للأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية، و تفاقم الازمة الطاقوية و تسارع التضخم واشتداد مشكل الامن الغذائي في عديد مناطق العالم.

وبعد أن دعا الليبيين الى “لم الشمل و تحقيق المصالحة الشاملة” أكد الرئيس التونسي أنه حان الوقت لتوحيد المواقف حتى تستعيد سوريا عافيتها و يستعيد اليمن سعادته و نستعيد نحن كأمة عربية زمام المبادرة و قيادة قضايانا.

وكـالة الأنباء الجزائرية

كلمة الرئيس تبون في افتتاح أشغال الدورة الـ 31 للقمة العربية

كلمة الرئيس تبون في افتتاح أشغال الدورة الـ 31 للقمة العربية

الجزائر – ألقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، كلمة أمام المشاركين في أشغال الدورة ال31 للقمة العربية بالمركز الدولي للمؤتمرات، هذا نصها الكامل :

“بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

فخامة رئيس جمهورية أذربيجان، السيد إلهام علييف الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، فخامة رئيس جمهورية السنيغال السيد ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، معالي الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد أحمد ابو الغيظ، السيد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد حسين إبراهيم طه، حضرات السيدات والسادة،

يطيب لي في مستهل كلمتي أن أرحب بمقامكم السامي، أجمل ترحيب على أرض الجزائر في هذا اليوم الأغر الذي يحتفل فيه الشعب الجزائري الأبي، بذكرى خالدة في تاريخ الجزائر وأحرار العالم، ذكرى اندلاع ثورة التحرير المجيدة، معربا لكم عن بالغ الشكر والامتنان على مشاركتكم الشعب الجزائري هذه الذكرى الوطنية الخالدة، متمنيا لكم طيب الإقامة في بلدكم الثاني ومتمنيا لأشغال قمتنا النجاح وتحقيق الآمال المعلقة عليها، من قبل الشعوب العربية التواقة إلى مزيد من التضامن والمناعة والرقي.

كما يسرني أن أعرب عن جزيل الشكر وبالغ التقدير إلى أخي فخامة الرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، على جهوده المميزة وجهود بلاده خلال رئاسته للدورة السابقة للقمة العربية. والشكر موصول للسيد الأمين العام لجامعة الدول العربية ولكافة العاملين على ما بذلوه من جهود، خلال مسار الإعداد والتحضير، لأشغال قمتنا.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي،

السيدات والسادة،

تنعقد قمتنا في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية، بالغة التعقيد والحساسية تتميز على وجه الخصوص بتصاعد التوترات والأزمات لاسيما في عالمنا العربي الذي لم يعرف في تاريخه المعاصر مرحلة في منتهى الصعوبة وباعثة على الانشغال والقلق، كما هو الحال في المرحلة الراهنة.

ومازالت هذه الأزمات، بتعقيداتها وبأبعادها المختلفة وبمخاطرها ماثلة أمامنا، مع تعاظم التحديات الداخلية والخارجية الجسيمة التي يشهدها العالم بعد جائحة كوفيدـ19 وما تمخض عن هذه الظروف الدولية الاستثنائية الحالية، من تغيير في الموازين، ومن تجاذبات وتفاقم ظاهرة الاستقطاب، التي تساهم وبقدر كبير، في تصعيد الأزمات مع تداعياتها على السلم والأمن الدوليين وتلقي بظلالها على العديد من الدول لاسيما في أمنها الغذائي.

وفي ظل ما تتوفر عليه منطقتنا العربية من إمكانيات ومقدرات طبيعية وبشرية ومالية هائلة تؤهلنا أن نكون فاعلين في العالم كقوة اقتصادية، لا نقبل أن يقتصر دورنا الاقتصادي على التأثر ولابد من استرجاع الثقة بأنفسنا لنكون ذات تأثير في المشهد العالمي والاقتصاد الدولي لاسيما وأن احتياطات النقد لبلداننا العربية يعادل دخل احتياطي أوروبا أو مجموعات اقتصادية آسيوية أو أمريكية كبرى.

وعليه، يتعين علينا جميعا بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالحنا المشتركة مع تحديد الأولويات والتركيز على مجالات العمل المشترك، ذات الأثر الإيجابي السريع والملموس على الشعوب العربية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي،

السيدات والسادة،

في ظل الأوضاع الدولية الراهنة، تبقى قضيتنا المركزية الأولى، القضية الفلسطينية القضية الجوهرية في صميم انشغالاتنا وعلى سلم أولوياتنا، وهي تتعرض إلى مساعي التصفية، بسبب مواصلة قوات الاحتلال ارتكاب الانتهاكات الجسيمة، من أجل بناء وتوسيع مستوطناتها غير الشرعية، وقتلها للأبرياء واجتياحها المتكرر للمدن والقرى الفلسطينية ومصادرة الأراضي والممتلكات وهدم المنازل والمباني الفلسطينية وتشريد السكان الأصليين، بما في ذلك في مدينة القدس الشريف وما صاحبها من مخططات التهويد الهادفة إلى طمس هويتها الإسلامية والمسيحية، وتغيير معالمها التاريخية والاقتحامات الاستفزازية لباحات المسجد الأقصى، أولى القبلتين، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمجموعات الاستيطانية المتطرفة، والحصار الجائر الذي تتعرض له مدينة نابلس، إلى جانب اضطهاد الشعب الفلسطيني بحي الشيخ جراح، بالإضافة إلى استهداف الأبرياء، خاصة من فئة الشباب، في ظل الصمت العالمي الرهيب.

لذلك، يتعين علينا، في ظل عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي، مضاعفة الجهود الجماعية لحشد المزيد من الدعم السياسي والمادي لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود إزاء ما يتعرض له من جرائم ممنهجة واسعة النطاق. ومن هنا تأتي أهمية تجديد التزامنا الجماعي وإعادة التأكيد على تمسكنا بمبادرة السلام العربية بكافة عناصرها، باعتبارها المرجعية المتوافق عليها عربيا والركيزة الأساسية لإعادة بعث مسار السلام في الشرق الأوسط والسبيل الوحيد لقيام سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني تحقيق طموحاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وكذلك إنهاء احتلال كافة الأراضي العربية بما فيها الجولان السوري.

واستكمالا لواجبنا العربي تجاه القضية الفلسطينية، القلب النابض للأمة العربية، أتطلع أن يتم خلال هذه القمة، إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية من أجل دعم القضية الفلسطينية، والجزائر على أتم الاستعداد لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأمم المتحدة، للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وبالمناسبة، لا يسعني إلا أن أجدد التهنئة للإخوة الأشقاء الفلسطينيين على الاتفاق التاريخي الذي رعته الجزائر قبيل انطلاق القمة والمتمثل في التوقيع على إعلان الجزائر للم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأدعو أشقائي قادة الدول العربية إلى ضم جهودنا من أجل مرافقة الإخوة الفلسطينيين نحو استكمال هذا المشروع الوطني وطي صفحة الخلافات نهائيا، من خلال تنفيذ الاستحقاقات الوطنية المنصوص عليها ضمن خارطة الطريق المعتمدة والمنصوص عليها في إعلان الجزائر.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي،

السيدات والسادة،

إن الأزمات التي تشهدها بعض الدول الشقيقة مثل ليبيا وسوريا واليمن مازالت تبحث عن سبيلها للحل. ومن هذا المنبر، أناشد جميع الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية إلى تفضيل الحوار الشامل والمصالحة الوطنية، بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية، من أجل الوصول إلى الحلول السياسية السلمية التوافقية التي تمكن شعوبها من صياغة مستقبلها وتحقيق تطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة، بما يضمن الحفاظ على سيادتها ووحدة شعوبها وسلامة أراضيها.

ومازال الأمل معقودا، في استعادة الحكمة والتبصر، وأن نستعيد زمام المبادرة من أجل صياغة السبل الكفيلة بحقن الدماء وعودة الأمل في البناء ولم الشمل العربي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي،

السيدات والسادة،

إن التحدي الإصلاحي أصبح، اليوم، أكثر الحاحا وأشد حاجة، بشكل يتطلب منهجا جادا للمعالجة، بكل مسؤولية ومصداقية، انطلاقا من إدراك الجميع لحقائق الواقع العربي الراهن‏، حيث أصبح من الضروري الإسراع في القيام بإصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك حتى تتمكن الجامعة من الاضطلاع بدورها كأداة رئيسية للعمل العربي المشترك، في مواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم إقليميا ودوليا.

وفي هذا الإطار، يتعين توجيه الجهود نحو المواطن العربي الذي يبقى الغاية والوسيلة لكل تعاون جماعي، من خلال إشراكه كفاعل ومساهم فعال، في صياغة العمل العربي المشترك. كما يجدر توفيرِ بيئة محفزة، من خلال استغلال صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة، لمساعدة الدول التي في أمس الحاجة لهذه المساعدات، وكذلك تمكين الطاقة الشبابية العربية الهائلة من اتخاذ المبادرات والإبداع والمساهمة في تعزيز التوجه نحو التكامل على الصعيد العربي والانخراط بكل قوة وفعالية في عالم شديد الترابط والتنافسية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي،

السيدات والسادة،

إن اقتران انعقاد قمتنا العربية بذكرى اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر المظفرة، ليشكل بالنسبة لنا مبعث فخر وأمل كبيرين، فخر باستحضار التفاف الأشقاء العرب وغيرهم من أحرار العالم، حول ثورة الشعب الجزائري المجيدة للدفاع عن قضيته العادلة، وأمل في أن نتمكن جميعا من استحضار وإحياء هذه القيم وإعلائها في مواجهة التحديات الوجودية التي تهدد أمن واستقرار وازدهار شعوبنا ودولنا.

وإن لقاءنا، اليوم، بقدر ما يمثل فرصة لتجديد تمسكنا الجماعي بالمبادئ والأهداف التي تأسست من أجلها منظمتنا العربية وتعلقت بها آمال شعوبنا، يشكل، أيضا، محطة هامة لدفعٍ متجدد لمسار التكامل العربي. لذلك أتطلع، بثقة عالية، إلى النتائج الإيجابية والمثمرة التي سوف تتوِج النقاشات التي ستشهدها قمتنا، لا سيما في إطار الجلسة التشاورية، من أجل تجديد الروح التوافقية الجماعية وبلورة الحلول العملية، واتخاذ القرارات الضرورية لرفع التحديات المفروضة على أمتنا في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والتنموية.

وفقنا الله جميعا وسدد خطانا لما فيه الخير والتقدم لأمتنا ولشعوبنا ولبلداننا.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.

وكـالة الأنباء الجزائرية

كلمة الرئيس تبون في افتتاح أشغال الدورة الـ 31 للقمة العربية

رئيس الجمهورية يدعو إلى إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية من أجل دعم القضية الفلسطينية

الجزائر – دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، إلى إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية لدعم القضية الفلسطينية، مبرزا استعداد الجزائر لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأمم المتحدة، للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة فيها.

وفي كلمة له عقب تسلم الجزائر لرئاسة القمة العربية من تونس، أعرب الرئيس تبون عن تطلعه إلى أن يتم خلال هذه القمة، إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية من أجل دعم القضية الفلسطينية.

وأكد، في هذا الصدد، أن ”الجزائر على أتم الاستعداد لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأمم المتحدة، للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”.

ويأتي هذا المطلب -مثلما أكد عليه الرئيس تبون- “استكمالا لواجبنا العربي تجاه القضية الفلسطينية، القلب النابض للأمة العربية”.

وكـالة الأنباء الجزائرية