الجزائر – وقعت مختلف الفصائل الفلسطينية المشاركة في “مؤتمر لم الشمل من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية”, يوم الخميس “اعلان الجزائر” الذي يضع حدا لانقسام دام سنين وسيكون بمثابة أرضية صلبة لتحقيق الوحدة بينها.

و تمت مراسم التوقيع بقصر الامم بالجزائر العاصمة, تحت إشراف رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, وبحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.

و أكد السيد تبون في كلمة له بالمناسبة أن التوقيع على “إعلان الجزائر” يعتبر “يوما تاريخيا” في انتظار أن “تتجسد حقيقة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وقال رئيس الجمهورية أن “الدولة الفلسطينية مرت بنكسات ومشاكل ومؤامرات, لكن اليوم والحمد لله, نشهد يوما تاريخيا رجعت فيه المياه الى مجاريها”.

وهنأ الرئيس تبون الحضور من مسؤولين فلسطينيين وممثلي الفصائل “لتلبيتهم رغبة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس وفي الشتات, وهي أيضا رغبة الشعب الجزائري”, معربا عن أمله في أن “تتجسد حقيقة قيام دولة فلسطين المستقلة كاملة الاركان في حدود جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.

من جهته, اكد وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة ان “الجهود المخلصة تحت الرعاية المباشرة لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, تكللت بفضل الانخراط الجدي والايجابي للفصائل الفلسطينية بجميع مشاربهم.

فالقيادات الفلسطينية والمناضلون والمستقلون حضروا الى الجزائر بقلب مفتوح و ارادة قوية وبروح المسؤولية و انجزوا ما كان لزاما عليهم ان ينجزوه, خدمة للقضية الفلسطينية وخدمة للوحدة العربية المنشودة”.

وتوجه باسم الرئيس تبون بعبارات الشكر و التقدير الى كافة الاشقاء الفلسطينيين, وحيا فيهم “الروح الوطنية والالتزام الكبير بالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني, لا سيما في هذه الظروف الحساسة”.

ووقع قياديو وممثلو الفصائل الفلسطينية على اتفاق للمصالحة وصف ب”الانتصار الكبير للقضية الفلسطينية”, توج مبادرة الجزائر لوضع حد لانقسام فلسطيني داخلي دام أكثر من 15 سنة وأثر سلبا على القضية الفلسطينية.

و تداول على توقيع وثيقة “اعلان الجزائر” 14 فصيلا فلسطينيا, أبرزهم حركة فتح, حركة المقاومة الفلسطينية (حماس), جبهة التحرير الفلسطينية, الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, حزب الشعب الفلسطيني, الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين, الجبهة العربية الفلسطينية وحركة الجهاد الاسلامي.

ويؤكد “إعلان الجزائر”, الذي تضمن 9 مبادئ, على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية كأساس للصمود ومقاومة الاحتلال الصهيوني, لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني.

كما أكد على “تكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية, بما في ذلك عن طريق الانتخابات وبما يسمح بمشاركة واسعة في الاستحقاقات الوطنية القادمة في الوطن والشتات”, و “اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام”, و “تعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية, باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ولا بديل عنها”.

 

كما نصت ذات الوثيقة على “انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن, بنظام التمثيل النسبي الكامل وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى الفلسطينية خلال مدة أقصاها عام واحد من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان”.

وبهذه المناسبة, أعربت الجزائر عن استعدادها لاحتضان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الجديد.

و أظهرت مختلف الفصائل الفلسطينية توافقا غير مسبوق خلال المؤتمر الذي احتضنته الجزائر بمبادرة من رئيس الجمهورية, حيث أبدى المشاركون ارتياحهم للنتائج التي تمخض عنها هذا الموعد الذي سادته الصراحة والتفاعل الايجابي والتفاهم, و باركوا رعاية الجزائر لهذا المسعى النبيل الذي حرصت على متابعته منذ حوالي سنة.

وبالمناسبة, أعرب المشاركون في المؤتمر عن تقديرهم لجهود ودور الجزائر والرئيس تبون في لم الشمل الفلسطيني, خاصة قبيل انعقاد القمة العربية بالجزائر مطلع شهر نوفمبر المقبل والتي ستكون القضية الفلسطينية أحد محاورها الأساسية.

كما اجمعوا على ان احتضان الجزائر لفعاليات مؤتمر لم الشمل الفلسطيني “دليل قاطع بالقول والعمل” على أن الجزائر كانت وتظل سندا للشعب الفلسطيني لتقرير مصيره و اقامة دولته المستقلة.

وتم بالمناسبة تكريم رئيس الجمهورية من قبل الفصائل الفلسطينية الموقعة على “إعلان الجزائر”, وهذا نظير الجهود المضنية التي بذلها والدور الكبير الذي قام به في سبيل لم الشمل وتحقيق الوحدة الفلسطينية.

كما تم في نهاية حفل التوقيع أخذ صورة تذكارية لرئيس الجمهورية مع قادة و ممثلي الفصائل الفلسطينية الموقعة على “إعلان الجزائر”.

وكـالة الأنباء الجزائرية