الجزائر – يتواصل التنديد الفلسطيني والعربي باقتحام مسؤول بالكيان الصهيوني، يوم الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى المبارك، ومن عواقب الممارسات والمخططات اليمينية المتطرفة وتداعياتها على فلسطين والمنطقة بأسرها و انعكاساتها على السلم العالمي.

و كانت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ قد أفادت أن ما يسمى “وزير الأمن القومي” في إدارة الكيان الصهيوني, إيتمار بن غفير,  اقتحم اليوم ساحات المسجد الأقصى المبارك, من جهة باب المغاربة, تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال, وذلك بالموازاة مع اقتحام مئات المستوطنين المسجد من عدة أبواب, بحراسة من قوات الاحتلال.

و في رد فعلها, أدانت الرئاسة الفلسطينية اقتحام المتطرف ايتمار بن غفير برفقة المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة, و اعتبرته “تحد” للشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي.

و أكدت الرئاسة الفلسطينية أن استمرار هذه الاستفزازات يزيد التوتر ويعتبر “تطورا خطيرا”, مؤكدة أن القدس الشريف والمقدسات خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

و طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته و إجبار الاحتلال على وقف عمليات التصعيد و اقتحامات المسجد الأقصى.

من جهته, قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني, روحي فتوح, في بيان إن اقتحام المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى “ليس خطوة فردية, إنما جرت بموافقة الائتلاف الحاكم للاحتلال لتنفيذ مخططاته التهويدية والتي تهدف إلى تغيير الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى, في انتهاك واضح وصارخ لجميع القرارات الدولية”.

كما أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني, الشيخ حاتم البكري, أن هذه الخطوة الخطيرة تأتي في ظل الاتفاقات التي شكلت على أساسها الادارة الصهيونية الحالية الأكثر يمينية و تطرف في تاريخ الاحتلال الصهيوني. وحذر من تبعات إجراءات الاحتلال التهويدية بحق الأقصى على استقرار المنطقة بأسرها, محملا حكومة الاحتلال مسؤولية التصعيد بشكل عام والتصعيد الأخير على وجه الخصوص.

كما حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية, أحمد أبو الغيط, من هذه الممارسات والمخططات اليمينية المتطرفة وتداعياتها على فلسطين والمنطقة بأسرها و انعكاساتها على السلم العالمي, بما في ذلك ما تنطوي عليه من احتمالات إشعال حرب دينية.

و صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام, جمال رشدي, أن هذا “الاقتحام السافر يأتي في سياق بدء تنفيذ ادارة نتنياهو لبرنامجها المتطرف و أجندتها الاستيطانية, بكل ما ينطوي عليه هذا البرنامج من احتمالات اشعال الموقف في القدس وبقية الأراضي المحتلة على نحو بالغ الخطورة”.

بدورها, اعتبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ذلك “استفزازا” لمشاعر المسلمين جميعا و “انتهاكا صارخا” للقرارات الدولية ذات الصلة. وحملت المنظمة, الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار مثل هذه الاعتداءات الصهيونية اليومية على مدينة القدس وأهلها ومقدساتها, داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوضع حد لهذه الانتهاكات التي من شأنها أن تغذي الصراع الديني والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة.

الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية, سنان المجالي, قال, من جهته, في بيان إن قيام أحد مسؤولي ادارة الاحتلال الصهيوني باقتحام المسجد الأقصى و انتهاك حرمته, “خطوة استفزازية مدانة وتمثل خرقا فاضحا ومرفوضا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها”.

و أكد أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات بالتزامن مع الاقتحامات الصهيونية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة, تنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل “اتجاها خطيرا يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فورا”, مشددا على ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم وفرض التقسيم الزماني والمكاني, و احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك.

كما ‏اعتبرت وزارة الخارجية الكويتية أن هذا الاقتحام الذي يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين و انتهاكا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة, يأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال الصهيونية المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.

و حذرت من مغبة هذه الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من التصعيد, محملة الاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة لتداعيات هذه الانتهاكات.

وكـالة الأنباء الجزائرية