الجزائر- أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, مساء أمس الجمعة, أن الجزائر في مرحلة استعادة الفضاء الطبيعي لدبلوماسيتها, مشددا على ان كل الدول التي تتعامل مع الجزائر تعترف بأنها مصدر للاستقرار.

وخلال لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية بثته القنوات التلفزيونية و الاذاعية, أكد الرئيس تبون أن الدبلوماسية الجزائرية تكون متكاملة بفضل قوة اقتصاد الجزائر و استقرارها الأمني.

وأضاف الرئيس يقول ان “كل الدول التي تتعامل مع الجزائر تعترف بأنها مصدر للاستقرار, وهذا على الرغم من حدودها المشتعلة”.

وتطرق السيد تبون في هذا السياق الى تنظيم الجزائر للقمة العربية في نوفمبر الماضي, لافتا الى ان “أي موعد ينظم من قبل الجزائر يصبح لديه قيمة خاصة سواء على المستوى الافريقي او الأوروبي او المتوسطي”, وهذا راجع –يقول– “الى تاريخ الجزائر الذي لا يستهان به”.

وعرج السيد تبون في لقائه على “العثرة” التي عرفتها الدبلوماسية الجزائرية خلال العشرية الأخيرة, مبرزا انها “كانت غير متوقعة”.

كما تطرق السيد تبون بالمناسبة الى المساعدات الجزائرية الى الدول الافريقية من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية, موضحا ان هذه المساعدات المالية ستوجه الى تمويل مشاريع تنموية في عدد من الدول الافريقية.

وابرز في السياق انه تم الالتزام تجاه الاشقاء في مالي لدعم بعض المشاريع الاقتصادية لا سيما في شمال البلاد, على غرار كيدال وغاو, لمساعدتهم على بناء بعض المنشآت التربوية والصحية وكذا مشاريع ايصال المياه للسكان وغيرها.

وخلال تطرقه الى الازمة الليبية, قال السيد تبون أن كل الطرق “القديمة” التي جربت باءت بالفشل, و أكدت على صحة المقاربة الجزائرية للتسوية في هذه الدولة الجارة و المبنية على ايجاد حل يكون من الليبيين انفسهم من خلال اجراء انتخابات و اختيار ممثليهم.

كما تطرق الرئيس تبون الى موضوع قضية الصحراء الغربية التي بقت “مطروحة منذ 1975 وليست وليدة اليوم”, مضيفا ان الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي كان من الشخصيات التي شاركت في مسار المفاوضات مع الجانب المغربي والتي كانت قريبة من الحل في عهد الملك الحسن الثاني غير ان الأمور تعقدت فيما بعد.

العلاقات الجزائرية-الايطالية تزداد ثقة وترابطا

وبخصوص العلاقات الثنائية, اكد رئيس الجمهورية ان العلاقات مع ايطاليا تعود الى ما قبل الاستقلال وهي تزداد ثقة وترابطا, مشددا على ان الجزائر “لم تر من هذا البلد الا الخير”.

و اشار في السياق الى اتفاقيات حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين منذ بداية الاستقلال, مبرزا ان سياسة الجزائر تكمن في انها “لا تنسى خيرا قدم لها ولا تقابل الشر بمثله, لكنها تسجله في الذاكرة”.

وبخصوص ما قامت به اسبانيا في الملف الصحراوي, أكد السيد تبون أنه تصرف “لا يصدر عن اصدقاء”, واصفا ما قامت به بالخطوة الخطأ.

وقال ان العلاقات الجزائرية-الاسبانية في وضع “رديء” وأن الجزائر ليست المتسبب في ذلك, مذكرا في الوقت نفسه بأن علاقات الجزائر مع الشعب الاسباني “طيبة ليومنا هذا و ان احترامنا للملك الاسباني احترام تام وهو يعلم ذلك”.

كما اعاد التذكير بأن الجزائر جمدت اتفاقيات حسن الجوار مع اسبانيا لكن لم تلغها.

وعن العلاقات الجزائرية-الامريكية, اكد رئيس الجمهورية ان الولايات المتحدة “دولة عظمى” وهي تعلم أن الجزائر دولة نافذة في افريقيا وفي العالم العربي وفي البحر الابيض المتوسط.

واستطرد : “لابد ان تتأكد الولايات المتحدة اننا بلد صديق, غير منحاز مع أي أحد”, مذكرا بالمناسبة بوقوف هذا البلد ومساندته للجزائر ولشعبها مباشرة بعد الاستقلال.

ولدى تطرقه الى زيارته شهر مايو القادم الى روسيا وعن امكانية طرح حل للأزمة الأوكرانية, أكد الرئيس تبون أن الدبلوماسية الجزائرية “دبلوماسية صامتة”, معلنا بالمناسبة عن قرار اعادة فتح سفارة الجزائر بالعاصمة الاوكرانية.

وقال : “اخذنا قرارا امس مع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, سنقوم على اساسه الاسبوع القادم بإعادة فتح سفارة الجزائر بالعاصمة الاوكرانية كييف بعد ان تم غلقها لأسباب امنية”.

ولدى تطرقه الى العلاقات الثنائية مع روسيا, أكد انها معروفة لدى الخاص والعام, واصفا بالمقابل العلاقات مع اوكرانيا ب”العادية”.

وكـالة الأنباء الجزائرية