شرع وفد جزائري صيني يقوده المدير العام المساعد للشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال) اليوم الأربعاء في زيارة عمل إلى ولاية بشار في إطار تجسيد مشروع مركب صناعة الحديد والصلب ببشار الذي استفادت منه الولاية لتثمين منجم الحديد لغارا جبيلات (تندوف).
بحسب مصالح الولاية، ضمّ الوفد إطارات من الشركة الوطنية للحديد و الصلب وأخرى تابعة للشريك الصيني في هذا المشروع الصناعي العملاق والمتخصصة في الخدمات الهندسية وفي الصناعات التي تعنى بالحديد والصلب.
وتنقل الوفد إلى المنطقة الصناعية “توميات” (40 كيلومتراً شمال بشار) التي ستحتضن هذا المشروع الصناعي الضخم للإطلاع على العمليات الجاري إنجازها بها سيما منها تلك المتعقلة بإيصال الكهرباء و تجهيز عشرة أبار هامة بتكلفة تفوق 1 مليار دج، والموجهة لتلبية حاجيات المياه لهذا المركب المستقبلي لصناعة الحديد و الصلب، وشبكات نقل وتوزيع الكهرباء والغاز الطبيعي.
ويجري حالياً إنجاز محول كهربائي ب 440/220/60 كيلوفولت من طرف شركة نقل الكهرباء (فرع سونلغاز) و بتكلفة مالية تتجاوز 4 ملايير دج من أجل تلبية الإحتياجات بخصوص الطاقة الكهربائية لمختلف مراحل إنجاز و استغلال هذا المشروع.
ويُتوقع أيضا إنجاز محطة للتموين بالغاز الطبيعي بطاقة تفوق 20 باراً، حيث يتوخى منها تلبية الإحتياجات فيما يتعلق بهذا النوع من الطاقة للمركب المستقبلي لصناعة الحديد و الصلب ببشار.
وتفقد الوفد الجزائري الصيني عقار يمتد على مساحة قوامها 1.000 هكتار قابلة للتوسيع إلى 3.000 هكتار وهي موجهة لإنشاء وحدات مستقبلية تابعة لنفس المشروع الصناعي الكبير و بمبلغ يقدر ب 1 مليار دولار، حيث ستسند الأشغال إلى المجمع الصيني الذي يضم ثلاث شركات صينية كبرى، وذلك بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للحديد والصلب.
وستسمح تلك الوحدات عند استكمال أشغالها في سنة 2026 بإنتاج قضبان السكة الحديدية و القطع الفولاذية ، كما سيمكن المشروع أيضا عبر العديد من وحداته من إنتاج مركز خام الحديد المختلط الذي يتم إنجازه في إطار شراكة مع مركب صناعة الحديد والصلب (توسيالي) ببطيوة ( وهران ) والشركة الوطنية للحديد والصلب.
وسيتوفر ذات المركب الصناعي بعد استلامه على عديد وحدات معالجة وتحويل الحديد، إضافة إلى منشأة لتصنيع العربات لنقل خام الحديد من غارا جبيلات نحو بشار ومركب صناعة الحديد الصلب ببطيوة (وهران)، وذلك بفضل خطين للسكة الحديدية بشار- وهران و بشار – تندوف ، هذا الأخير الذي هو قيد الإنجاز.
وبالإضافة إلى مساهمته في التنمية الصناعية و الإقتصادية للولاية، فإنّ هذا المشروع العملاق يعدّ تجسيداً ميدانياً لقرارات السلطات العليا للبلاد المتعلقة باستغلال وتثمين منجم الحديد لغارا جبيلات في إطار التنمية الإقتصادية والإجتماعية لعديد مناطق الجنوب الغربي، كما سيسمح باستحداث الآلاف من مناصب الشغل الجديدة.