شهد اليوم الثاني من الجلسات الوطنية للمجتمع المدني، تنظيم جلسات للنقاش، والتي تضمنت محاور عديدة، نشطت من قبل دكاترة وخبراء .
جاءت الجلسة الأولى، لإبراز دور المجتمع المدني في مواجهة تأثيرات التحديات الدولية، حيث غطت هذه الجلسة أربعة محاور رئيسية.
يتعلق المحور الأول، بمكانة الجزائر في ظل التحديات الإقليمية والدولية، حيث استهل السيد محند برقوق، خبير الشؤون السياسية والأمنية، حديثه عن اعتماد العالم لأربع تقارير إستراتيجية، لثلاث فواعل أساسية في فترة ما بين مارس وأكتوبر 2022، وهذا يوحي أن العالم ليس تحولي وإنما سيشهد تحولات متكاملة تؤدي إلى تغيير طبيعة التفاعلات الدولية، كما أكد برقوق “أن المنطقة العربية والساحل ستعرف تنافس استراتيجي محتدم والجزائر ستكون في رواق للتبادل”.
وفيما يخص المحور الثاني للجلسة، فأشار السيد بوزيد بومدين، الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، أن “الكثير من الأبحاث في الجامعات الجزائرية والعربية، مازالت تخلط فيما يتعلق بالمجتمع المدني، أو بالأحرى مازالت رهينة للتطورات في غالبها ليبرالية”، للفصل بين ما هو مدني وما هو ديني، مبرزا أن للجزائر ميراث مدني، وأن المشايخة الروحية في البلاد، شكلت منبع أساسي بديل للسلطة المركزية التي انهارت،
وأن الحركة الوطنية التي كانت بديلا للأحزاب السياسية، دافعت على القيم الأساسية.
أما المحور الثالث، تطرق السيد لزهر عبد العزيز، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الأغواط، إلى دور الجالية الوطنية بالخارج في التنمية الوطنية، بعدما هنأ المرصد بنجاح هذه الجلسات الوطنية للمجتمع المدني، ونجاح القمة العربية المصغرة سبتمبر المنصرم بوهران، كما نوه بالأهمية القصوى التي تكتسي الجالية الوطنية بالخارج، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أبناء الوطن، والاهتمام البالغ من قبل السلطات العليا للبلاد لهذه الشريحة، والتي لها بعدا تاريخيا في التنمية الوطنية الشاملة، حيث أنها ناضلت على الجبهتين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، من خلال دعم الثورة ماديا و معنويا، تحت مايسمى فدرالية جبهة التحرير الوطني في المهجر، أما في الوقت الحالي، فدور الجالية حسبه، “هو إعطاء الصورة الايجابية عن الجزائر ومكتسباتها” .
وجاء ختام الجلسة، بمداخلة للإعلامي والصحفي بقناة الجزيرة الإخبارية، عبد القادر عراضة، الذي أعطى رسائل في شكل نقاط حول الإعلام والمجتمع المدني، مطالبا أن يكون هذا الأخير قادرا على أن ينتج خطابا صريحا ومباشرا باستعمال لغة مفهومة ، كما أبرز دور العملية الاتصالية لنجاح المجتمع المدني لإيصال الأفكار وإقناع الناس، كما قال عراضة أن “كلما كان المجتمع المدني قويا وفعالا ومشاركا في مجريات الأحداث المجتمعية، كلما فتح المجال أمام وسائل الإعلام لتغطية فعاليته ونشاطه.
ساجية خليفي