طرابلس – أكدت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي، نجوى أوهيبة، يوم الثلاثاء، أن دور دول الجوار و على رأسها الجزائر، “مهم جدا” في تحقيق المصالحة الوطنية في البلاد، مبرزة خبرة الجزائر ورصيدها التاريخي الايجابي تجاه ليبيا.

وفي تصريح خصت به  /واج، قالت نجوى أوهيبة إن “الجزائر دولة جارة وتجمع شعبي بلدينا علاقات تاريخية عميقة”، بالإضافة الى الرصيد التاريخي الايجابي للجزائر لدى ليبيا.

وأكدت أن المجلس الرئاسي “يرحب بكل المساهمات في مجال تحقيق المصالحة الوطنية بالبلاد، وبالذات مساهمات دول الجوار و على رأسها الجزائر بما تملكه من خبرة، خاصة أن هذه الدول لها علاقات ايجابية مع ليبيا وقبول شعبي”، مشيرة إلى أن “ملف المصالحة معقد وطويل، وليبيا تحتاج لكل جار وصديق لكي يدعمها في هذا الوقت بالذات”.

وأضافت: “الجزائر دولة فاعلة ونشطة في الاتحاد الافريقي وضمن اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا، ومداخلات الوفد الجزائري المشارك في القمة الافريقية ال36 المنعقدة بأديس أبابا مؤخرا كانت كلها في صالح وجود تقدم في المسار السياسي في  ليبيا”.

وجددت في السياق التأكيد على ان دور دول الجوار، وعلى رأسها الجزائر، “مهم جدا” في ليبيا، وأثنت على دعمها لليبيا ولجهود المجلس الرئاسي في هذا الوقت بالذات، منبهة الى ان “الزخم الاقليمي من شأنه أن يدعم الجهود الوطنية من أجل انجاح مشروع المصالحة الوطنية في البلاد”.

وبخصوص مؤتمر المصالحة الذي ستنظمه السلطات الليبية، قالت السيدة أوهيبة أنه سيعقد في ليبيا خلال هذا العام، وسيخرج بتوصيات “تشريعية وتنفيذية وتأسيسية”، وسينبثق عنه “ميثاق وطني” يتفق عليه الليبيون، مذكرة بأنه وتحضيرا لهذا المؤتمر الجامع، نظم المجلس الرئاسي الليبي شهر يناير الماضي، ملتقى تحضيريا بمشاركة 150 شخصية تمثل مختلف الاطياف الليبية.

وتابعت تقول: “ساهم المؤتمر التحضيري في تقريب وجهات النظر وتقليص الخلافات وزيادة الثقة، رغم المؤثرات و التدخلات، كما ساهم في بلورة رؤية تؤسس للمؤتمر الجامع الاول للمصالحة الوطنية”.

وحول إطلاق سراح بعض المساجين السياسيين في ليبيا ممن لديهم أحكام، في الايام الاخيرة، أفادت المتحدثة أن الامر يندرج ضمن تدابير تعزيز الثقة بين الليبيين، التي يعمل عليها المجلس الرئاسي الليبي.

واعتبرت المتحدثة ذاتها أن “هذه الخطوات من شأنها ان تعزز ثقة الليبيين بالقضاء المحلي، وتقلل من الخلافات والتفرقة، تمهيدا لباقي التدابير التي تمكن من تحقيق مصالحة كاملة، وهو ما يعمل عليه المجلس الرئاسي الليبي”.

وكان رئيس الجهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد عبر يوم الجمعة في كلمة له خلال اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي من أجل ليبيا، عشية انعقاد القمة ال36 لرؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي، قرأها الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، عن استعداد الجزائر “للمساهمة في إنجاح مسار المصالحة الوطنية الليبية بالتعاون مع الاتحاد الافريقي من أجل إيجاد أرضية توافقية تعزز الوحدة الوطنية الداخلية وتعيد لليبيا مكانتها الطبيعية على الساحة الدولية”.

وحرص الرئيس تبون، في هذا السياق، على الإشادة بالجهود “الحثيثة والمضنية” التي تبذل في سبيل تحقيق المصالحة في ليبيا، ليرحب بما وصفه ب”الحركية الجديدة مؤخرا لتفعيل مسار الحوار الليبي وإطلاق مبادرات الحوار بين الاخوة الليبيين، بهدف تقريب وجهات النظر وبناء الثقة المتبادلة وتوسيع التوافقات”.

ولفت الرئيس تبون إلى أن “المرحلة الخطيرة من عدم الاستقرار السياسي والأمني وجمود مسارات التفاوض والانقسام المؤسساتي، وضع على المحك كافة المكاسب المحققة في مسار حل الأزمة في هذا البلد الجار، لما لذلك من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار دول الجوار و كامل منطقة الساحل، غير انه رغم القلق تجاه الوضع المتأزم، إلا أن التفاؤل لا يزال حاضرا نظرا للإرادة الصادقة التي تبديها الأطراف الليبية في تجاوز المحن وتغليب المصلحة العليا للوطن”.

وكـالة الأنباء الجزائرية