الجزائر – أكدت المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الدولية الكبرى بوزارة الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج, ليلى زروقي, أن الدول العربية تعمل على ترتيب البيت العربي والأسس الداخلية وتحقيق التوافق التام الكفيل بتمكينها من معالجة مختلف الملفات الاقتصادية والسياسية المطروحة.

وأوضحت السيدة زروقي لوأج, على هامش الاشغال التحضيرية للقمة العربية المرتقب انطلاقها غدا الثلاثاء بالجزائر، أن القادة العرب، في ظل الظرف الدولي الصعب, “تيقنوا أن الاقتصاد هو الذي يبني العلاقات السياسية بين الدول, بحيث يتم العمل، في إطار قمة الجزائر، على تجاوز المصالح الفردية والعمل في إطار مشترك لتحقيق مصالح جماعية تبني الحماية والاستقرار للشعوب العربية”.

واضافت المسؤولة ان “الهدف من قمة الجزائر هو السعي الى ترتيب البيت الداخلي, من خلال بناء الاسس الداخلية للجامعة العربية و الاتفاق على حد ادنى من الملفات و تحقيق التوافق بين مختلف الأطراف العربية, لنثبت أننا مجموعة قوية يمكن أن تلعب دورا فعالا في حل المشاكل, والتصويت معا في مسائل مهمة على الصعيد الدولي”.

وأضافت بأن المسائل المصيرية هي التي تحدد مصير وتواجد الدول العربية كجزء من العالم الذي يمر بأزمة تستدعي الحفاظ على الوحدة العربية, مبرزة أنه من “المهم جدا” التحدث عن لم الشمل والتمكن من العمل ضمن مجموعة واحدة.

وفي ردها على سؤال يتعلق بمساعي الدول العربية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة المشتركة, قالت السيدة زروقي أنه لا يوجد اتحاد ينجح ويستمر اذا كان الاقتصاد غير مترابط وغير متكامل, مستدلة بالاتحاد الأوروبي الذي نشأ بالسوق الأوروبية المشتركة, “وهذا ما يجب أن تصل اليه الدول العربية “، حسبها.

وأضافت المبعوثة الخاصة :”اذا أردنا بناء مجتمع عربي متكامل لابد ان يكون اقتصادنا متكاملا ويكون التبادل التجاري بين الدول متكاملا, مع تفعيل دور منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى, واعطاء اهمية للتبادل الاقتصادي بين الدول العربية كأولوية وتحقيق الارتباط والتكامل”.

وحول ملف الأمن الغذائي, أشارت الدبلوماسية إلى ضرورة الاهتمام بحل الإشكاليات في بعض الملفات المستعجلة التي تناقشها الدول العربية, حيث يتم العمل على وضع بنود لسد الفجوة الموجودة في مجال الامن الغذائي من خلال بحث مسألة استيراد المنتجات من الدول العربية  فيما بينها, خاصة وانها تتوفر على الامكانيات الضرورية لتحمي المبادلات التجارية البينية بشكل أساسي و استعمال الابعاد الجغرافية لتحقيق منفعة الدول.

واعتبرت قمة الجزائر “قمة التحدي” الكفيلة بالتمهيد لبناء وحدة اقتصادية عربية قوية.

وفي ردها على سؤال للصحافة الوطنية حول التواجد العربي في الاتحاد الافريقي قالت السيدة زروقي أنه  قائم منذ نشأته, وان الاتحاد يضم دولا عربية لها وزن.

و صرحت قائلة :”الاتحاد الافريقي يحاول كتكتل ان يلعب دورا هاما على الساحة الدولية في اطار الاتفاقيات متعددة الاطراف, وعلى هذا الاساس فانه يتوجب على الدول العربية ان تربط علاقات تسمع لها بالتواجد في تكتل واحد مع الاتحاد الافريقي”.

وأوضحت ان حضور الاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الاسلامي والامم المتحدة في القمة العربية جاء رغبة من الجزائر في القيام بخطوة تجسد التكامل العربي الافريقي, لان “التكتلات مهمة جدا في اطار الظروف الصعبة التي يعيشها العالم, ورسالة موجهة للعالم, بكون الجزائر جزءا من التكتلات التي تنتمي اليها بكل أبعادها”.

وكـالة الأنباء الجزائرية