تيبازة – اختتمت سهرة يوم الإثنين بدار الثقافة أحمد عروة بالقليعة (تيبازة) الطبعة ال26 ل “أيام مسرح القليعة” بعرض ملحمة الشهيد “بوجمعة سويداني” لصاحبها الكاتب المسرحي، يوسف تعوينت.

وفي ساعة من الزمن، أبدع مخرج هذه الملحمة “سيد علي صغير” في محاكاة فصل من حياة أحد أبطال الثورة التحريرية المجيدة في قالب درامي أدى أدواره ثلة من شباب جمعية حركة مسرح القليعة بإحترافية عالية من خلال حضور قوي على الركح و إلتزام صارم.

وتناول هذا العرض الملحمي “المميز” المسار النضالي للشهيد بوجمعة سويداني “أسد متيجة” منذ بداياته الاولى عندما كان تلميذا في أقسام مدارس الاستعمار ثم مناضلا في الكشافة الاسلامية قبل ان يصبح أحد قادة الثورة بصفته عضو مجموعة ال22 الى غاية سقوطه في ميدان الشرف بمنطقة مقطع خيرة بالقليعة يوم 16 ابريل من عام 1956.

شارك في هذا العرض 15 ممثلا من أعضاء جمعية حركة مسرح القليعة التي تنظم هذه التظاهرة منذ سنة 1991، تاريخ تأسيسها، أين سافر مخرج الملحمة من خلال لوحات فنية مميزة بالجمهور الحاضر إلى فترات مهمة من نضال أسد متيجة “سي الجيلالي”.

كما أبدع الممثلون في أداء أبرز لوحات هذه الملحمة التي تفاعل معها الجمهور ب “قوة”…مشهد تعذيب عائلة السي الجيلالي بسبب نشاطه السياسي قبل إعتقاله، و هو المشهد الذي صاحبته أنغام موسيقية وطنية حزينة و إنارة دامسة و ديكور قمعي، ترجم و عكس بشاعة الاستعمار الفرنسي و جرائمه التي تبقى راسخة في الذاكرة الجماعية للجزائريين.

وتداول على ركح قاعة العرض لدار الثقافة أحمد عروة بالقليعة 8 فرق مسرحية تابعة لمسارح وطنية و تعاونيات و جمعيات، قدمت خلال أربعة سهرات فنية أعمال مسرحية موجهة للكبار و الاطفال، بقوالب درامية و فكاهية قبل ان يسدل الستار على التظاهرة بعرض ملحمة الشهيد بوجمعة سويداني.

وانطلقت التظاهرة سهرة يوم الجمعة الماضي بتكريم خاص لروح فقيد المسرح و الفن، الراحل ياسين زايدي الذي وافته المنية عن عمر ناهز ال47 سنة تاركا وراءه مشورا فنيا ثريا من اعمال مسرحية و سينمائية و تلفزيونية.

وكـالة الأنباء الجزائرية