الجزائر – أكد خبراء في مجال التجارة الخارجية اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن ترقية وتنويع الصادرات الوطنية خارج المحروقات يستدعي بالضرورة تكوين متعاملين اقتصاديين وطنيين في مهن التصدير.

خلال ندوة حول موضوع “المؤسسة أمام تحدي التصدير” نظمت على هامش الصالون الدولي للبناء، مواد البناء والأشغال العمومية “باتيماتيك 2023” المنظم من 7 إلى 11 مايو بقصر المعارض, أوضح الخبراء أن التصدير مهنة قائمة بذاتها تتطلب معرفة بالبيئة التجارية الدولية و عالم الأعمال و المزايا الجبائية و المساعدات التي تمنحها الدولة في إطار ترقية الصادرات الوطنية خارج المحروقات.

في هذا الصدد يوصي المستشار و المكون في مجال التصدير, علي باي نصري المؤسسات المنتجة التي تطمح إلى التموقع في الأسواق الدولية بالتزود بخدمة تصدير تتوفر على معلومات سيما في مجال التنظيم الدولي و المالية المصرفية و الترتيبات القانونية و التنظيمية لتفادي تعرضها (دون قصد) لمخالفات قانون الصرف و مخاطر عدم الدفع و غيرها من العوائق التي قد تعرقل انتشارها في الأسواق الدولية.

وبرأيه فان كبرى المؤسسات هي التي تستثمر أكثر في التكوين في مجال التصدير من أجل تطوير شبكاتها الدولية, “لكن لا يزال هناك الكثير من الجهود الواجب بذلها من أجل إقناع المستثمرين الصغار بأهمية هذا المجال”.

وركز ذات المتحدث على جهاز دعم التصدير, مؤكدا على “الدعم الثابت” للدولة للمستثمرين سيما من خلال صندوق ترقية الصادرات.

وأوضح أن “هذا الصندوق يسمح بتغطية التكاليف المتعلقة بالنقل وعبور العينات واستئجار مساحات العرض”، موضحا أن تسديد الدولة لنفقات الشحن البحري يصل إلى 50 في المائة”.

فمن بين الامتيازات الممنوحة للمتعاملين، ذكر السيد ناصري الإعفاء الضريبي لفعل الاستثمار، مذكرا أن المُصدّر معفى من دفع جميع الرسوم (الرسم على النشاط المهني والرسم على القيمة المضافة والضريبة على أرباح الشركات والضريبة على الدخل الشامل).

من جهته، أوضح الرئيس المدير العام لمعرض “باتيماتاك”، رؤوف ستيتي، أن قطاع مواد البناء يضم 209 شركة مصدرة، تتصدرها شعبة السيراميك ب47 مصدرا.

ولأجل تعزيز صادرات هذه الصناعة، أعلن السيد ستيتي عن إمكانية تنظيم معرض “باتيماتاك” في دول أخرى مثل ليبيا وموريتانيا والسنغال.

من جانبه، أشاد جون بيار دي بونو، من نادي الأعمال لتطوير المؤسسات الفرنسية في إفريقيا، الذي حضر اللقاء، بتكوين المتعاملين في تقنيات التجارة الدولية.

وأكد أن التكوين يعتبر ضروريا لأي مؤسسة تسعى إلى تحقيق التطور على المستوى الدولي، موضحا بقوله إن “التكوين يسمح للمؤسسة بالتعرف على الأسواق الخارجية من أجل تكييف منتجاتها وخدماتها مع الاحتياجات المعبر عنها. كما يسمح لها بالتحكم في الجوانب القانونية والتنظيمية وتطوير مهاراتها في التفاوض علاوة على قدراتها في مجال إدارة المخاطر”.

واعتبر أن الجزائر تتوفر على جميع المؤهلات الضرورية لنيل مكانة في الأسواق الدولية، لاسيما الافريقية، وأنه من الضروري تعزيز التكوين الموجه للمؤسسات حتى تتمكن من ولوج هذه الأسواق.

فمن بين مؤهلات الجزائر، تطرق المتحدث إلى الطريق العابر للصحراء الذي يساهم في تقريب المؤسسات الجزائرية من الأسواق الافريقية ومن مواردها البشرية والطبيعية وكذلك نسيجها الصناعي.

وكـالة الأنباء الجزائرية