أشاد وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, السيد أحمد عطاف, اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, ب”العلاقات المتينة” القائمة بين الجزائر وناميبيا, داعيا إلى “تعزيز التعاون” بين البلدين بهدف “الاستجابة لتطلعات الشعبين المشروعة”.
وخلال حفل تدشين مقر سفارة ناميبيا بالجزائر, أكد السيد عطاف قائلا إن “الجزائر وناميبيا تربطهما علاقات متينة سواء على الصعيد الثنائي أو متعدد الأطراف”, مذكرا في هذا الصدد بأن البلدين يدعمان سويا القضايا العادلة والمشروعة, سيما في الصحراء الغربية وفلسطين, فضلا عن الوحدة السياسية والتكامل الاقتصادي للقارة الأفريقي, كما رافعا أيضا “سويا وبقوة” من أجل نظام عالمي جديد يقوم على مبادئ العدالة والإنصاف والشمول.
وأردف السيد عطاف يقول “نحن متفقون حول جميع الأمور لأننا ثابتون على نفس المبادئ والمثل التي شكلت هويتنا في الداخل والخارج”.
من جهة أخرى, اعتبر السيد عطاف أن تدشين سفارة ناميبيا بالجزائر العاصمة يشكل “فرصة سانحة للتنويه بالتقدم الملحوظ الذي حققه” البلدان على درب “تعزيز الحوكمة الديمقراطية والازدهار الاقتصادي”, مهنئا ناميبيا على “النجاح الباهر الذي حققته الانتخابات العامة التي أجريت مؤخرا”.
وأضاف الوزير قائلا “نتطلع إلى مواصلة التعاون مع أشقائنا الناميبيين من أجل بلوغ مستويات أعلى من التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي وكذا لحقيق أهدافنا وأولوياتنا المشتركة على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف”, معربا عن أمله في “أن يتعزز تعاوننا أكثر فأكثر بهدف الاستجابة إلى التطلعات المشروعة لشعبينا وشعوب قارتنا الحبيبة”.
كما أكد السيد عطاف أن العلاقات بين البلدين “متجذرة بعمق في التاريخ المجيد” للأمتين, معربا بذات المناسبة عن فخر الجزائر لاحتضانها في سنة 1963 أحد أولى مكاتب المنظمة الشعبية لجنوب غرب افريقيا (سوابو) بالخارج ولكون العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد أقيمت في 21 مارس 1990, أي في نفس يوم الاعلان الرسمي عن استقلال ناميبيا.
وأضاف : “نحن فخورون بشكل خاص بالدعم متعدد الأشكال الذي قدمته الجزائر لكفاح ناميبيا من أجل الاستقلال”.
من جانبه, أكد الوزير الناميبي للعلاقات الدولية والتعاون, السيد بيا موشييلانغا, على الدعم الذي قدمته الجزائر لناميبيا في كفاحها من أجل الاستقلال.
وأضاف خلال الحفل قائلا: “لا زلنا نتذكر تزويد رئيس المنظمة الشعبية لجنوب غرب افريقيا في تلك الفترة بالأسلحة”, مشيرا إلى أن تلك الأسلحة قد استعملت خلال المعركة الأولى للجيش الشعبي لتحرير ناميبيا في سنة 1966.
كما ذكر في هذا الصدد بأن المسؤول الثاني في الجيش الشعبي لتحرير ناميبيا, الراحل ديمو هامامبو, قد تلقى تكوينه العسكري في الجزائر, “حاذيا حذو العملاقين نيلسون مانديلا و سامورا ماشيل”.
وأكد رئيس الدبلوماسية الناميبية من جانب آخر أن بلاده “ممتنة” للتعاون “المعتبر” في عديد المجالات, معتبرا أنه “لا يزال أمامنا الكثير لتجسيده”.
من جهة أخرى, أبرز الوزير الناميبي “تطابق وجهات النظر” بين الجزائر وناميبيا على الساحة الدولية, مذكرا بأن البلدين “ملتزمين من أجل تقرير مصير واستقلال الشعوب الخاضعة للهيمنة الاستعمارية”, ويتعلق الأمر بالصحراء الغربية وفلسطين التي تواجه “إبادة جماعية”.
وخلص في الأخير إلى التأكيد بأنه “بإمكان افريقيا وكل الأمم التقدمية عبر العالم ان تكون فخورة بهذه الأمة, لأن الجزائر, منذ استقلالها, ما فتئت تقدم الدعم والتعاون ليس فقط لناميبيا, وإنما كذلك لعديد البلدان في قارتنا”.