الجزائر – استذكر مشاركون في ندوة تاريخية حول معركة “إيسين”، نظمت اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، أحداث المعركة التي امتزجت فيها دماء الجزائريين بدماء الأشقاء الليبيين لتصبح رمزا للتضامن والتلاحم بين الشعبين وعنوانا لتضحيات ودعم الأشقاء لثورة التحرير الوطني.

وأوضح أساتذة وباحثون خلال هذه الندوة التي نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، أن معركة “إيسين” أعطت “صورة حقيقية عن تلاحم وتضامن الأشقاء الجزائريين والليبيين بعد أن امتزجت دماؤهم في معركة الشرف وضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية والاستقلال”.

وبالمناسبة، أوضح الأستاذ بجامعة المدية، مولود قرين، في محاضرة له بعنوان “تضامن الأشقاء في معركة التحرر”، أن ثورة التحرير الوطني “جلبت أنظار الدول الشقيقة والصديقة رغم محاولات فرنسا عزلها عن العالم”، مضيفا أن التضامن بين الشعبين الجزائري والليبي “لم يكن وليد ثورة نوفمبر، بل يمتد في أعماق التاريخ، ولأن الليبيين دعموا وساندوا الثورة منذ انطلاقها، ما جعل قادة جبهة التحرير الوطني يتخذون من هذا البلد الحدودي قاعدة لوجيستية لجمع شحنات السلاح، خصوصا القادمة من مصر، قبل أن يتم إدخالها عبر الحدود إلى الجزائر وكذا تدريب المجاهدين وتأمينهم داخل قواعد عسكرية”.

ولفت في ذات السياق إلى تأسيس لجنة ليبية لدعم الشعب الجزائري سنة 1956 والتي كانت تعمل على جمع التبرعات وتأطير الليبيين الراغبين في مساندة الثورة الجزائرية.

واستهدف المجاهدون انطلاقا من ليبيا حقول النفط التي كانت تسيطر عليها فرنسا يضيف الأستاذ قرين، “خصوصا بعدما نجحوا في تجنيد الطوارق من الجزائر وليبيا على حد سواء، ما دفع فرنسا إلى استهداف المناطق الحدودية بين البلدين واستشهاد العديد من السكان العزل”.

كما قام الليبيون سنة 1958 بمظاهرات تحت شعار “يوم الجزائر” عبروا فيها عن دعمهم للثورة التحريرية ورفضهم للاستعمار الفرنسي ومجازره الدموية ضد الأبرياء.

من جهته، تناول الأستاذ بجامعة الجزائر، محمد خوجة، مقاربة الجزائر لضمان أمن واستقرار ليبيا في الوقت الحالي والمبنية على عمق الترابط بين البلدين وسعيها للم شمل الفرقاء الليبيين، إيمانا منها بأن أمنها من أمن ليبيا وانطلاقا من مبدئها في حل النزاعات بالطرق السلمية ورفضها للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول.

وكـالة الأنباء الجزائرية