الجزائر – تنطلق يوم الثلاثاء بنيويورك, أعمال الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت شعار “لحظة فاصلة: حلول تحويلية للتحديات المتشابكة”, لمناقشة عدد من القضايا الدولية الراهنة وعلى رأسها الامن و السلم و تغير المناخ و الامن الغذائي وتداعيات جائحة كوفيد-19.

ويشارك في هذه الدورة التي تستمر سنة كاملة (المناقشة العامة تبدأ في 20 سبتمبر وتستمر أسبوعا واحدا فقط), عدد كبير من قادة الدول والحكومات ورؤساء الوفود من جميع أنحاء العالم, حيث ينتظر أن تلقي كل دولة, خطابات و بيانات تتعلق بموقفها من القضايا الدولية المطروحة للنقاش, وذلك بعد عامين من الاضطرابات التي أحدثتها جائحة كوفيد-19.

ويتضمن جدول أعمال الدورة الجديدة عددا من المواضيع الرئيسية الملحة, منها قضايا الأمن والسلم والمستجدات والتطورات السائدة في مناطق الصراع بجميع أنحاء العالم ومنها القضية الفلسطينية والأوضاع في الشرق الأوسط وأفغانستان, الى جانب تغير المناخ وتداعيات جائحة كورونا والامن الغذائي وحقوق الانسان والتنمية المستدامة.

كما يشمل جدول الاعمال بنودا كثيرة أخرى متفرعة كالنمو الاقتصادي والنهوض بالمرأة والمساواة بين الجنسين والقضاء على الفقر وجهود المساعدة الإنسانية والعدالة والقانون الدولي ونزع السلاح ومراقبة المخدرات ومنع الجريمة ومكافحة الإرهاب والديون والحد من مخاطر الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية ومكافحة التصحر والهجرة والعولمة وغيرها.

وتشمل فعاليات الدورة ايضا عقد مؤتمر القمة المعني بالتعليم يوم 19 سبتمبر, الذي سيعمل على تعبئة الحلول والتضامن بهدف استعادة ما ضاع من التعلم نتيجة لجائحة كوفيد-19 واستدراك الإخفاق في الأهداف والغايات المتصلة بالتعليم في خطة عام 2030.

كما ستعقد الوقفة السنوية الخاصة بأهداف التنمية المستدامة يوم 19 سبتمبر كفرصة لإعادة تركيز الانتباه على أهداف التنمية المستدامة لأجندة الأمم المتحدة لعام 2030, وهي مخطط لمستقبل أكثر عدلا للناس والكوكب. وسيتم في 26 سبتمبر عقد الاجتماع العام الرفيع المستوى للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج له.

وتشهد الدورة ايضا تنظيم العديد من الفعاليات الأخرى التي تشمل أسبوع المناخ في مدينة نيويورك، ومنتدى الأمم المتحدة للقطاع الخاص، الذي يديره الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، ويجمع الشركات التجارية والمنظمة الدولية والمجتمع المدني مع بعضهم البعض، لمعالجة الأزمات العالمية.

الى جانب ذلك سيتم بحث جميع المسائل التنظيمية والإدارية والمسائل التي تتعلق بالأمم المتحدة نفسها, حيث قال رئيس الدورة السابقة ال76 للجمعية العامة للأمم المتحدة عبد الله شهيد إن “الحاجة ملحة إلى إحداث تغييرات جوهرية في المؤسسات المالية الدولية، وتجديد النظام المالي الدولي وهذا ما يدعو إليه جدول الأعمال للأمين العام للأمم المتحدة” انطونيو غوتيريش.

 

السلام والامن وحقوق الانسان أهداف الرئاسة الجديدة للدورة

 

وبمناسبة استلامه رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال77 على مدى عام كامل, خلفا لسلفه عبد الله شهيد, تعهد الرئيس الجديد, المجري كسابا كوروشي, بالعمل على تحقيق السلام والامن وحقوق الانسان وكذا مواصلة اصلاح الامم المتحدة و تعزيز التعاون والثقة بين الدول الاعضاء.

وقال كوروشي للصحفيين بعد أداء اليمين أمس الاثنين رئيسا للدورة الجديدة : “يجب أن نواصل إصلاح وتحويل الأمم المتحدة بما في ذلك الجمعية العامة وتعزيز تعاوننا من خلال الثقة”, مضيفا “سيكون دوري هو بناء الجسور وجعل عمل الجمعية العامة أكثر توجها نحو تحقيق الأثر المرجو. أخطط لمتابعة جدول أعمال متكامل للسلام والأمن وحقوق الإنسان والاستدامة, ثلاثة أهداف تعزز بعضها البعض. يجب أن ندعمها كلها وإلا ستسقط كلها”.

وشدد على أن أولوياته ستكون “إحراز تقدم كبير وقابل للقياس في التحول إلى الاستدامة والعمل باتجاه حلول منهجية متكاملة وتعزيز دور العلم في تشكيل القرار وزيادة التضامن”.

وقال أن ذلك سيتم عبر مواصلته تنسيق الجهود مع الأمين العام الاممي ومجلس الأمن الدولي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وهيئات الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة وإجراء مشاورات منتظمة وموجهة نحو تحقيق الأثر المرجو مع المجتمع المدني والشباب والمؤسسات العلمية ومراكز المعرفة والقطاع الخاص والمؤسسات المالية الرئيسية.

وقال إن الأمم المتحدة عملت، منذ تأسيسها عام 1945، على حل العديد من النزاعات ومنع اندلاع صراعات جديدة، وقد نجحت في أحيان كثيرة، وأخفقت أحيانا أخرى, مشيرا الى أن الصراعات والأزمات تتأثر بها الفئات الأشد ضعفا أكثر من غيرها، ويستغرق التعافي منها وقتا أطول، وهذا ما حدث خلال جائحة كوفيد-19، وهو ما يحدث أيضا فيما يتعلق بأزمات المناخ والغذاء والطاقة حيث تواجه البلدان الأكثر ضعفا و الأقل نموا آثار هذه الأزمات.

يذكر ان الجمعية العامة التي أنشئت عام 1945 بموجب ميثاق الامم المتحدة, هي احدى الأجهزة الرئيسية الستة للأمم المتحدة، وهي الوحيدة التي تتمتع فيها جميع الدول الأعضاء وعددها 193 بتمثيل متساو (دولة واحدة, صوت واحد). وتعتبر الجمعية, المنتدى الفريد لمناقشة والعمل معا بشأن مجموعة واسعة من القضايا الدولية التي يغطيها ميثاق الأمم المتحدة.

وكـالة الأنباء الجزائرية