الجزائر- أكد أخصائيون في أمراض الدم ونقله وطب الأطفال، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، على أهمية تعزيز التربية العلاجية لدى المصابين بالهيموفيليا قصد الوقاية من النزيف الذي يتعرضون له عند سقوطهم أو خلال نشاطاتهم اليومية.

وخلال لقاء حول علاج مرض الهيموفيليا والوقاية منه، سلط أخصائيون الضوء على التربية العلاجية في التكفل بالمصابين، خاصة وأن معظم حاملي هذا المرض يتلقون العلاج بمنازلهم.

كما اعتبروا التربية العلاجية بمثابة وسيلة تساعد المرضى على تحسين نوعية حياتهم، إلى جانب التخفيض من حدة المرض، مؤكدين على ضرورة إسناد مهمة التربية العلاجية إلى فريق طبي متعدد الاختصاصات في انتظار تقنين العملية من طرف وزارة الصحة.

ويعرف العلماء مرض الهيموفيليا (الناعور) بالمرض الوراثي النادر الذي ينتقل من الأم الى الابناء الذكور ويتسبب فيه نقص في البروتينات الكافية لتخثر الدم بسبب تغير في أحد الجينات، مما يؤدي الى حدوث نزيف قد يتسبب في اتلاف الاعضاء والانسجة وتتحدد شدة الاصابة حسب كمية نقص العوامل في الدم.

بدوره، أكد رئيس مصلحة أمراض الدم ونقله بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية حساني اسعد ببني مسوس، البروفسور سليم نكال، أن مرض الهيموفيليا يصنف ضمن قائمة الأمراض النادرة ويمكن ان يتطور الى عجز حركي إذا لم يتم الكشف عنه مبكرا والتكفل به على أحسن ما يرام.

وأوضح أنه تم لحد الآن إحصاء 1564 حالة إصابة بهذا المرض تتابع العلاج على مستوى 17 مصلحة لأمراض الدم أو بمصالح طب الاطفال المتواجدة بمختلف المؤسسات الاستشفائية عبر الوطن.

وذكر بالدليل الذي أعدته وزارة الصحة لمرافقة هؤلاء المرضى وحمايتهم من النزيف الذي يتعرضون له خلال حياتهم اليومية وكذا العلاج المعروف ب”البروفلاكسي” المتمثل في تعويض عوامل الدم.

وتطرق من جانبه رئيس مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بسطيف, البروفسور بلقاسم بيود, الى التشخيص المبكر للحالات والاعراض البارزة وغير البارزة للمرض والمتمثلة في ظهور بقع زرقاء على بعض نواحي ومفاصل الجسم والنزيف الذي يحدث ببعض الأعضاء الى جانب التهابات مختلفة.

وشدد بهذا الخصوص على جوانب الوقاية وتوعية العائلات خلال عمليات الختان والتلقيح التي يجب اجراؤها بعد القيام بتحاليل بيولوجية للطفل لتفادي حدوث النزيف والتكفل به جيدا في حالة حدوثه.

وخلال مداخلاتهم في هذا اللقاء, شدد العديد من الاخصائيين على ضرورة تنظيم أنشطة مختلفة لفائدة المصابين بالهيموفيليا من بينها إطلاق تطبيقات الكترونية من شأنها المساهمة في تعزيز التربية العلاجية وتحسين نوعية حياة المرضى.

وكـالة الأنباء الجزائرية