قسنطينة – شهدت اليوم الاحد الطبعة الثانية للصالون الدولي للفلاحة و الصناعات الغذائية و التغليف للشرق الجزائري التي احتضنها المركب الثقافي أحمد باي “زينيت” بقسنطينة إقبالا معتبرا للزوار على الأجنحة التي تسلط الضوء على تقنيات الزراعة الحديثة و أنظمة الري المبتكرة التي من شأنها زيادة و تحسين الكفاءة الإنتاجية للمحاصيل.
و عرف اليوم الرابع و الأخير من هذه التظاهرة التي انطلقت الخميس المنصرم, توافدا مميزا للمستثمرين الفلاحيين و المتعاملين الاقتصاديين الذين أبدوا اهتماما ملحوظا بمختلف أجنحة الصالون لاسيما عروض المؤسسات التي تقدم حلولا في مجالي الزراعة الذكية و التحكم في أنظمة الري لترشيد استخدام الموارد المائية باستعمال الذكاء الاصطناعي و المعدات الإلكترونية الحديثة.
و من ضمن أبرز العروض التي جلبت اهتمام المختصين في قطاع الفلاحة “البرامج الإلكترونية الحديثة و أجهزة الاستشعار عن بعد” التي اقترحتها مؤسسات من القطاع الخاص و أخرى ناشئة و ذلك على اتبار أنها تتميز بقدرتها على تحليل المعلومات لمساعدة الفلاح على اتخاذ القرار الأمثل لتحقيق أكبر إنتاج ممكن بأقل تكاليف، و كذا مساعدته على مكافحة مختلف الآفات التي تهدد النبات و التربة فضلا عن مراقبة مختلف مراحل تطور و نمو المحاصيل.
و تعمل أجهزة الاستشعار الموضوعة في الحقول و البيوت البلاستيكية أو الزجاجية على جمع بيانات دقيقة و خرائط تفصيلية لكل التضاريس والموارد المتواجدة بالمنطقة و كذا قياس المتغيرات مثل الحموضة ودرجة حرارة التربة، ومستويات الضوء والرطوبة والضغط الجوي، كما يمكنها تحديد كمية المبيدات المطلوبة بدقة تجنبا لاستخدامها المفرط و بغية تحقيق زراعة بطرق نظيفة.
من جهة أخرى، تعتمد التقنيات المستحدثة في الري الذكي على ربط العتاد الفلاحي بأجهزة ذكية للتحكم فيها عن بعد عبر الإنترنت، من خلال الهواتف النقالة أو الألواح الإلكترونية، حيث يمكن تشغيلها والتحكم فيها وإرسال واستقبال البيانات منها عن طريق الإنترنت، و ذلك بهدف استغلالها في توجيه الزراعة توجيها دقيقا نحو إنتاج محاصيل ذات جودة عالية.
و في تصريح لوأج، أفاد محافظ هذه التظاهرة الدولية، أحمد حنيش، أن هذا الصالون “الوحيد في الشرق الجزائري الذي يهتم بالفلاحة و الصناعات الغذائية، قد عمل على تجسيد الإستراتيجية الجديدة للجزائر من خلال عرض التقنيات الحديثة في مجالي الزراعة و الري و التي من شأنها التقليل من نسبة تضرر المحاصيل و إعطاء فعالية أكثر للاستثمار في الميدان الفلاحي لاسيما خلال أزمة نقص مياه الأمطار حيث تمكن أنظمة الري المبتكرة من اقتصاد كميات كبيرة من الماء و إعطاء مردود أكبر و منه تطوير القطاع و تحقيق الأمن الغذائي”.
كما شكل هذا الصالون –حسبه- “فرصة للعارضين من داخل الوطن للاحتكاك بالأجانب و تبادل الخبرات”، مبرزا أن هناك من العارضين من توجهوا نحو التصدير لدول إفريقية و كذا أوروبية كون المنتوج الجزائري اكتسب النوعية المطلوبة في السوق و الرواج اللازم و الخبرة الضرورية.
للإشارة، تم إحصاء ما يفوق 40 ألف زائر من بينهم ممثلي 27 سفارة و مستشارين اقتصاديين لعدة دول أجنبية خلال الأيام الأربع لهذا الصالون الذي سمح كذلك بإبرام أزيد من 30 اتفاقية شراكة و عمل بين المستثمرين الفلاحيين و المتعاملين الاقتصاديين من بينها العديد من الاتفاقيات المبدئية لإطلاق مشاريع جديدة بمختلف ولايات الشرق الجزائري.
وأج