افتتحت المؤسسة العمومية للنقل الحضري والشبه الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها “إيتوزا”، اليوم الأربعاء، متحفها الذي يوثّق لمراحل تطور وسائل النقل في العاصمة، ويعود بالذاكرة إلى 126 سنة خلت.
في كلمته بالمناسبة، أكد وزير النقل، محمد الحبيب زهانة أنّ هذا المتحف الذي “يعدّ الأول من نوعه في الجزائر والثاني في القارة الإفريقية، وهو معلم يخلد أمجاد مؤسسة إيتوزا، ويكرّس دورها كـناقل جزائري أصيل ملتحم مع كل شرائح المجتمع”.
وأشار الوزير إلى أهمية هذا المتحف الذي يروي “تاريخا حافلا بالنضال والتفاني لخدمة البلاد، من خلال توفير خدمة النقل منذ سنة 1882، تاريخ بداية نشاط مؤسسة النقل الحضري لمدينة الجزائر”، مذكّراً بالمراحل التي مرّت بها المؤسسة والصعوبات التي واجهتها.
ونوّه زهانة بالجهود المبذولة لرفع التحديات المرتبطة بالتوسع العمراني الذي شهدته الجزائر العاصمة، وتزايد الأنشطة الصناعية والاقتصادية، والعبور إلى مسار العصرنة، حيث نوعت من أنماط خدماتها من نقل للساكنة والعمال والطلبة وغيرها.
وتابع الوزير: “المؤسسة اعتمدت سياسة التطوير الرقمي والمعلوماتي، وهي في كل يوم تتطور وتوسع وسائلها وأنماط التسيير فيها، وبما يربو عن الألف مركبة متنوعة الأنماط والخدمات”.
أما المدير العام لمؤسسة “إيتوزا”، كريم ياسين، فأكّد القيمة التاريخية والثقافية التي يحملها هذا المتحف، مشيراً إلى أنه يضم على سبيل المثال أول عربة ترامواي في الجزائر والتي يعود تاريخها إلى سنة 1898، وعدد من العربات الأخرى والحافلات والمعدات، بالإضافة إلى صور قدامى المؤسسة.
وأبرز المدير العام بالجهود التي بذلتها “إيتوزا” في مختلف المراحل، بما في ذلك فترة جائحة كوفيد 19، من خلال نقل أفراد “الجيش الأبيض”، ومستخدمي الإدارات العمومية وغيرهم من المستخدمين، مع المساهمة في “صنع البهجة” خلال المناسبات الدينية الوطنية.شار إلى أنّ اختيار موقع متحف “إيتوزا” يعود إلى كونه أول مقر اجتماعي لمؤسسة النقل الحضري بالجزائر العاصمة، علاوة على كونه مركز تكوين يستقبل أزيد من خمسة آلاف متربص سنوياً في مختلف التخصصات.
وفي مناسبة حضرها وزيرا المجاهدين وذوي الحقوق، والثقافة والفنون، العيد ربيقة وصوريا مولوجي، توالياً، جرى تسمية وحدة “إيتوزا” ببلدية بئر مراد رايس باسم الشهيد محمود زاني (1911-1962)، الذي يعدّ واحداً من أبناء المؤسسة، حيث تم تكريم عائلته بالمناسبة، بالموازاة مع تكريم عائلة الشهيد الطاهر رابية.
وشكّلت المناسبة فرصة لتكريم الفنان عبد المجيد مسكود، الذي سبق له العمل في المؤسسة خلال فترة الثمانينات، على غرار فنانين آخرين في صورة الراحل دحمان الحراشي.
الإذاعة الجزائرية